الإحسان إلى الجار سبب من أسباب محبة الله ‐عز وجل‐ للعبد ودخوله الجنة.
قال النبي ‐صلى الله عليه وسلم‐: (ما زالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ)، بل جعل النبي ‐صلى الله عليه وسلم- إكرام الجار من علامات الإيمان، فقال ‐صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ). وفي لفظ (فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ).
أنواع الجيران في الحقوق:
قال أهل العلم: الجيران ثلاثة:
‐جار له ثلاثة حقوق: وهو الجار المسلم القريب؛ له حق الإسلام، وحق الجوار، وحق القرابة.
‐جار له حقان: وهو الجار المسلم غير القريب؛ له حق الإسلام، وحق الجوار.
‐جار له حق واحد: وهو الجار الكافر؛ له حق الجوار بأن تحسن إليه، ولا يصدر منك أذى في حقه.
حقوق الجار:
‐من حق الجار على جاره الصبر على أذاه، وهو من أسباب محبة الله للعبد.
قال ‐صلى الله عليه وسلم‐: (ثلاثة يحبهم الله) وذكر منهم: (والرجل يكون له الجار يؤذيه جواره، فيصبر على أذاه حتى يُفَرِّقَ بينهما موت أو ظعن).
‐عدم إيذاء الجار، فإيذاءه من أسباب دخول النار.
عن أبي هريرة ‐رضي الله عنه‐: قيل للنبي ‐صلى الله عليه وسلم‐:
يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا خير فيها، هي من أهل النار”٠
‐وجوب الإحسان إلى الجار، ومن صور ذلك:
‐أن يحب لجاره ما يحبه لنفسه.
قال ‐صلى الله عليه وسلم-: (لا يُؤمِنُ عبدٌ حتى يُحِبَّ لِجارِهِ ما يُحِبُّ لِنفسِهِ).
‐تعاهده بالهدايا.
قال رسول ‐صلى الله عليه وسلم‐: (إذا طبختُمُ اللحمَ ، فأكثِرُوا المرقَ ، فإنَّه أوسعَ وأبلغَ للجيرانِ).
‐تعاهده بما يحتاجه من طعام وشراب، عند القدرة.
قال ‐صلى الله عليه وسلم‐: (ما آمن بي من بات شبعانَ و جارُه جائعٌ إلى جنبِه و هو يعلم به).
‐القيام على شؤون أهله في غيابه أو بعد وفاته، والإحسان إليهم.
‐السماح للجار بالانتفاع بما لا يضره مما يملك جاره.
قال رسول الله ‐صلى الله عليه وسلم‐: (لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبه في جداره
الترهيب من إيذاء الجار:
‐أذى الجار من كبائر الذنوب.
قال ‐صلى الله عليه وسلم‐: (واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ).
‐ إيذاء الجار سبب في استحقاق لعنة الله ولعنة الناس.
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو جَارَهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ " قَالَ : فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ بِهِ فَيَلْعَنُونَهُ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا لَقِيتُ مِنَ النَّاسِ قَالَ : " وَمَا لَقِيتَهُ مِنْهُمْ ؟ " قَالَ : يَلْعَنُونِي قَالَ : " فَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ قَبْلَ النَّاسِ " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَإِنِّي لَا أَعُودُ ، قَالَ : فَجَاءَ الَّذِي شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ارْفَعْ مَتَاعَكَ فَقَدْ كُفِيتَ ".