12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

العلاقات  الأمريكية  الروسية  الأوكرانية  

2022/12/05 12:24 AM | المشاهدات: 485


العلاقات  الأمريكية  الروسية  الأوكرانية  
رنين محمد محمود

 اللافت هنا هو التوقيت الدولي الذي تمت فيه هذه المباحثات؛ وطبيعة مخرجاتها التي تداولتها وسائل الإعلام، والتي "قد" تشير إلي موقف أمريكي جديد ليس مغايراً للموقف المساند بقوة لأوكرانيا؛ وإنما موقف يدفع نحو عودة المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني في سياق مسار لتسوية سياسية محتملة، وهو ما تم الإعلان عنه عقب الكشف عن هذه المباحثات؛ حيث طالب مستشار الأمن القومى الأمريكي أوكرانيا بـ"الانفتاح علي الحوار السياسي مع روسيا مجدداً".

 فوفقاً لتصريحاته، فإن "الحفاظ علي مستوي معين من الإتصال مع موسكو يعد أمراً حتمياً لتحقيق بعض المصالح الأمنية القومية المتبادلة". هذا النمط في تفاعل واشنطن "الجديد" مع الأزمة الأوكرانية علي المستوي السياسي

 يشير إلي ما يمكن تسميته بـ "تحديثات" –إن جاز التعبير– تجريها واشنطن علي موقفها من الأزمة، ربما تصل هذه "التحديثات" إلي مستوي من "التقييم النوعي" للموقف الأمريكي منها، دون أن يعنى هذا التقييم تخلي واشنطن عن حالة "الدعم الشامل" عسكرياً ولوجستياً ومادياً لكييف، لكن يعني الاتجاه إلي مقاربة "مغايرة نسبياً" لسبل تسوية الأزمة من وجهةالنظر الأمريكية.

ويعزو هذا إلي بعض المتغيرات المتعلقة بالسياسة الأمريكية داخلياً وخارجياً، والتي  سيرد تفصيلها لاحقاً. وتكمن المفارقة هنا أن هذا "التغير النسبي " في المقاربة الأمريكية للصراع الروسي-الأوكراني يأتي في "توقيت" يبدو معه مسار الصراع العسكري علي الأرض - وبعد 10 أشهر - عاكساً لحالة من "الصمود النوعي " أبدته أوكرانيا فى مواجهة آلة الحرب الروسية العملاقة، حتي وإن كان هذا الصمود مغلفاً بحجم ونوع المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة وأوروبا لأوكرانيا.
ومن هنا، تبدو دعوة واشنطن لأوكرانيا للانفتاح علي الحوار السياسي مع روسيا في الوقت الراهن، مقلقة لأوكرانيا التي تري في بعض انتصاراتها النسبية علي أرض الصراع دافعاً لمزيد من الإنجاز العسكري، الذي يرفع من قدرتها علي التفاوض بشأن التسوية السياسية من منطلق مكتسباتها علي الأرض؛ وهو ما لم يحدث بصورة حقيقية حتي الآن، فنتائج الصراع علي الأرض بالنسبة لأوكرانيا لم تتجاوز مكتسبات مرحلة الصمود.

ينصرف إلي نوع من "الضغط الدبلوماسي " الذي تمارسه الإدارة الأمريكية – مؤخراً – علي الرئيس الأوكراني نفسه فولوديمير زيلينسكي، تستهدف عبره إحداث تغيير في موقفة الرافض لأى نوع من أنواع المفاوضات مع الجانب الروسي في الوقت الحالي، فتشير العديد من المصادر إلي أن الدبلوماسية الأمريكية – وعلي مدي الشهر الماضي - حثت كييف علي التخلي عن فكرة رفض المشاركة في محادثات سلام مع روسيا إلا بعد إزاحة بوتين عن السلطة.

وتبدو أن الضغوط الدبلوماسية الأمريكية علي كييف تحمل عدة مضامين أبرزها أن الحفاظ علي مستوي معين من المساعدات الأمريكية لكييف يتطلب التفكير في نقل الصراع إلى مسار دبلوماسي تفاوضي بالتوازي مع استمرار حالة الصراع علي الأرض، ويحضر هنا العامل الأوروبي بقوة، حيث يبدو أن الحمل الأوروبي علي إدارة بايدن بات ضاغطاً علي سياستها الداخلية بقوة؛ لاسيما في ظل تحديات انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

وتدلل تلك المصادر علي الأهمية التي تبديها إدارة بايدن - في الوقت الراهن - لإحداث تغيير محدود في موقف كييف تجاه التفاوض مع موسكو بزيارة سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي نفسه لكييف في 4 نوفمبر 2022، واجتماعاته التي عقدها مع الرئيس زلينسكي مباشرة، وتناولت هذا الأمر تحديداً. 

أقرأ ايضاًقد شبت وما زلت صغيراً  

أقرأ ايضاً وقود المستقبل الهيدروجين