12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

بر الوالدين.. طريق إلي الجنة

2022/11/24 02:44 AM | المشاهدات: 527


بر الوالدين.. طريق إلي الجنة
شاديه نور الدين

 

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "يريد البر بهما مع اللطف ولين الجانب، فلا يغلظ لهما في الجواب، ولا يحد النظر إليهما، ولا يرفع صوته عليهما، بل يكون بين يديهما مثل العبد بين يدي السيد تذللاً لهما".

قال رجل لعمر بن الخطاب: "إن لي أمًّا بلغ منها الكبر، أنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري لها مطية (أي أنه يحملها إلى مكان قضاء الحاجة) فهل أديت حقها؟ قال عمر: لا؛ لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك، وأنت تفعله وتتمنى فراقها".

 

وشهد عبد الله بن عمر رجلاً يمانيًّا يطوف بالبيت قد حمل أمه على ظهره يقول:

إني لها بعيرها المذلل .. .. إن أذعرت ركابها لم أذعر

            الله ربي ذو الجلال الأكبر

حملتها أكثر مما حملت .. .. فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟

قال: لا ولا بزفرة واحدة.

أيُّ حق تتحدث عنه، وهي التي حملتك في بطنها تسع حجج، وكابدت عند وضعك ما يذيب المهج ، فرأت مع كل زفرة وطلقة الموت عيانا، أرضعتك حولين كاملين وأنت تأكل من جسدها وتنحت من بدنها.. كم غسلت عنك الأذي بيمينها، وأسهرت من أجل راحتك ليلها، وآثرتك بالغذا على نفسها.. ومع كل هذا كم عاملتها بسوء الخلق مرارا، فدعت لك بالتوفيق سرا وجهارا.

ولأجل هذا استحقت التكريم والتعظيم حتى وإن كانت كافرة .

 

لأمــك حـــق لــو علمت كبــير .. .. كثيـــرك يا هــذا لديه يسير

فكــم ليـــلة باتت بثقـلك تشتكي .. .. لهـــا من جواهــا أنةٌ وزفير

وفي الوضع لو تدري عليها مشقة .. فمن غصص منها الفؤاد يطير

وكم غســلت عنك الأذى بيمينها .. .. وما حجرهـا إلا لديك سرير

وتفديــك ممـــا تشتــكيه بنفســها .. .. ومن ثديـها شرب لديك نمير

وكم مرة جاعت وأعطت قوتـها .. .. حنــوًا وإشفــاقًا وأنت صغير

فآهــا لــذي عقـل ويتبع الهوى .. .. وآها لأعمى القلب وهو بصير

فدونك فارغب في عميم دعائها .. .. فأنت لمـــا تدعــو إلــيه فقـير

 

 

اقرأ أيضًا:

فوائد وفضائل قيام الليل

ولا يقف البر بهما في حياتهما، ولا ينتهي بموتهما، بل تبقى حقوق البر على الابن بعد موت والديه لمن أراد الخير.. 

فروي عن أبي أسيد الساعدي: (بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من بني سلمة فقال: يارسول الله! هل بقي من بر أبويَّ شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال نعم؛ الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)(رواه أحمد والطبراني).

 

 

وقد أمر الله بهذا البر معها خاصة، ومعهما عامة حتى حال كفرهما، بل ودعوتهما ولدهما للكفر، فأمره بعدم طاعتهما في الكفر مع مداومة البر والإحسان لهما.. قال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}[لقمان:15].