12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

شمس مصر : بردية اليائس من الحياة .

2022/11/23 09:45 PM | المشاهدات: 265


شمس مصر : بردية اليائس من الحياة .
آية ابراهيم سعد

يمثل أدب الحوار صورة عاكسة للعصر الذى قيلت فيه . فهو ينقل صورة للحياة الاقتصادية والاجتماعية والتجارب الشخصية والحياة الواقعية التي كان يعيشها المصرى القديم آنذاك .
وتعتبر " بردية اليائس من الحياة " خير مثال على هذا النوع من الأدب، فهي ترجع إلى عصر الملك سنوسرت الثاني من الأسرة الثانية عشر بالدولة الوسطى وهى محفوظة الآن في متحف برلين .

وتتناول القصيدة حوار فلسفي رائع بين كاتب مصري من عصر الدولة الوسطى وإنسان يائس من حياته بسبب ظروف البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث فكر في حرق نفسه للتخلص من حياته ولكن عارضته روحه وهددته بأنها ستتركه، ولكنه كان حريصًا على إرضائها وبقائها معه.
فأخذ يحاورها وتحاوره وخيرته روحه بين الرضا بالواقع والحياة معًا أو القدوم على الموت .

إقرأ أيضًا /شمس مصر /غزو أشور للأراضي المصرية.

وامتنعت روحه عن الحديث معه ولكنه مالبث أن جلس يفكر في كلامها ولكنه عزم أمره على الانتقال للعالم الآخر وبدأ في استدراج روحه بالحديث معها لعلها تقنع برأيه وتخيل وجود مجموعة من الناس يشهدهم على حديثهم معًا .
وتصنعت روحه الغضب منه مرة ثانية وسألته مؤنبة  إياه : " ألست رجلًا يافعًا عشت الحياة من قبل فماذا حققت ؟ ثم تأخذ الآن تتأسى عليها شأنك شأن مالك النعمة " ، فأجابها : بأنه سيوفر لها الكثير من الأشياء المادية وقال لها : تجلدي إذن يا روحي أيتها الأخت وأدي دور الوريث الذي يقدم القرابين وينهض على مثواى يوم الدفن ويهيئ مضجع الآخرة ولكن لم تستجب له روحه رغم ذلك .

إقرأ أيضًا / شمس مصر/ مدينة تابوزيريس الفرعونية.

ثم قصت له روحه قصة لرجل فقد زوجته وأولاده نتيجة إعصار ألقى بهم في بحيرة مليئة بالتماسيح في الليل .
وكانت تهدف من هذه القصة بأن تقنع صاحبها بأنه إذا تأمل الأخرين هانت عليه بلواه ولكنه دخل معاها في جدال مرة أخرى عن الحياة التي تدعوه للتمسك بها بعد أن فقد فيها الثقة بالناس والحب والتفاؤل وعرض إجابته من خلال أربع قصائد .


إقرأ أيضًا / شمس مصر / العيد الثلاثيني

القصيدة النثرية الأولى : " يا روحي أنت غير عاقلة لكى تخففي من بؤس الحياة انكِ تحاولين أن تبعديني عن الموق قبل أن أذهب إليه " .
القصيدة النثرية الثانية : يذكر فيها رأيه في الناس بنظرة متشائمة سوداوية قائلًا : " لمن أتحدث اليوم والقلوب أصبحت جشعة وكل واحد ينزع الخير من قريبه . لمن أتحدث اليوم وقد أصبح الإنسان غاضبًا بسبب الأعمال السيئة ............ إلخ " .
القصيدة النثرية الثالثة : يتحدث عن الموت الذي فيه خلاصه من دنياه قائلًا : " أن الموت في ناظري اليوم كمثل الشفاء لرجل مريض ، مثل الخروج إلى الهواء الطلق بعد سجن طويل " .
القصيدة النثرية الرابعة : يؤكد لروحه إيمانه بالحياة  بعد الموث والثواب والعقاب وعدل الأرباب قائلًا :
" وها هو الحق .. الحق من وصل للعالم الآخر سيكون معبودًا يحيا به فيرد الشر على من أتاه ، وها هو الحق من وصل هناك سيكون عالمًا بالأسرار .