12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

شمس مصر / ماء "الميكا " فى صحراء النجف 

2022/11/03 08:45 PM | المشاهدات: 3605


شمس مصر / ماء "الميكا " فى صحراء النجف 
انجي ماهر


ظهور منبع ماء في صحراء النجف في السعودية ، الماء الذي يخرج من باطن الأرض ليس ماء عادى هو ماء الميكا الذى يتغذي على الرمال والتراب والحجارة ،
وورد في المصادر التاريخية والجغرافية لفظ بحر النجف، والتصق هذا اللفظ بأسماء ومواقع قريبة من النجف ويقترب بعضها من البعض الأخر ، فقيل: (بحر النجف) و(بحر الحيرة) و(بحر الملح)، وتشير المصادر إلى وجود ارتباط جغرافي متين بين هذه المواقع التي التصق بها لفظ البحر ، فقد كانت ارض النجف قبل الإسلام تدعى بمنطقة (ظهر الحيرة) أو (ظاهرة الحيرة) أو (ظاهر الحيرة).
ومعنى ذلك انه ماغلض من الأرض وارتفع ، فالمنطقة المطلة على البحر سميت بالنجف ، ونسب البحر إليها ، وهو الأكثر شيوعا في المصادر والمراجع إذ يقول المؤرخ اليعقوبي (إن الحيرة على النجف، والنجف كان ساحل بحر ملح).
وما زالت منطقة (بحر النجف) وحتى وقتنا هذا مملحة كبيرة يعتاش عليها الكثير من الناس ، والى ذلك أشارة الأحنف بن قيس بقوله (نزلنا أرضًا حشاشة طرف فلاة، وطرف ملح أجاج في سبخة نشاشة لا يجف شواها ، ولاينبت مرعاها ، يأتينا مثل مرئ الناعمة).

أقرأ أيضًا:- [ شمس مصر] المعز لدين الله الفاطمي
أشارت المصادر التاريخية إلى القدم التاريخي لهذه التسمية ، فقد ذكر إن إبراهيم الخليل انه نزل ارض بانقيا راعياً للغنم التي كانت تسمى باللغة النبطية (بانقيا) وبقيت هذه المنطقة مطلة على البحر فقد مر بها خالد بن الوليد ومعه المثنى بن حارثة الشيباني وقد دخلاها فاتحين، وأخذت هذه التسمية تفقد أهميتها وطغى لفظ النجف على المنطقة حتى سمي البحر باسم النجف. وعن تكوين هذا البحر ودوره بربط المنطقة بالعالم الخارجي.. قال الدكتور حسن: ورد في بعض النصوص التاريخية القديمة لفظ (البثقة) ومعناه مجمع الماء، لان المنخفض الذي يشكل منطقة بحر النجف عبارة عن صفحة مائية واسعة جعلت المشاهد الذي يقف على (كتف البحر) يبصر أرضا مغمورة بالماء واسعة الإرجاء وقد أطلق على هذه الطبيعة لفظ (هور وبحيرة ومستنقع ومنخفض وبحر) وقد أشار الدكتور صالح أحمد العلي إلى إن الأنهار كانت تصل إلى الحيرة ومنها (نهر الحيرة، نهر يوسف، نهر كافر) تتجمع في مجتمع الأنهار وتصب في بحر النجف الذي كان مليئًا بالماء.

أقرأ أيضًا:- شمسُ مِصر/مسجد السيدة نفيسة
وعن أسباب جفاف البحر. قال الدكتور حسن حكيم: من الثابت إن بثوق نهر الفرات كانت تمول بحر النجف بالمياه، وقد ذكر الرحالة التشيكوسلوفاكي (ألويس موسيل) إلى جفاف البحر عام 1915. إذ وقف على بناء السدة التي قطعت المياه عن بحر النجف وعند ذلك تحولت أراضية إلى مزارع خصبة، ولكن الحقيقة تشير إلى إن بدايات جفاف البحر تعود إلى عام 1887، وذلك في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، فقد سدت في عهده منافذ بحر النجف، وقد أحكم وكيل السنيَّة في مدينة الحيرة سد (المدلق أو المدلك). ولما أخذت منطقة البحر بالجفاف شق طريق ترابي من مدينة النجف إلى الرحبة ومنها إلى الديار المقدسة وقد سلكته قوافل الحجاج عبر الطريق البري الذي يربط النجف بالمدينة المنورة ومن المُلَاحظ إن السدود المقامة على فروع نهر الفرات قد تؤدي إلى الانهيار من وقت لآخر مما أدى إلى إغراق بساتين بحر النجف وقطع طريق القوافل السالكة للخط الصحراوي إلى الحجاز. 

أقرأ أيضًا:- شمسٌ مِصر/ المدرسة الكامليَّة.
 وفي انتظار أن تتكشف كل الأسرار وراء هذه الحياة الجديدة "لبحر النجف"، تبقى تأثيرات هذا التغيير في الثروة الحيوانية والنباتية واضحة ومذهلة، فقد سُجّل ظهور 168 نوعًا مختلفا من الطيور المحلية أو المهاجرة في المنطقةِ منذ عام 2017.
كما أُحصى نحو 30 نوعًا من النباتات المتكيفة مع المناخ الصحراوي ومع الوسط المائي، وسمحت وفرة الأسماك بعودة نشاط الصيد الذي اختفى من مدة في البحيرة، كما ازدهرت أنشطة استخراج الملِح.

وترى الصحيفة الفرنسيَّة أنه إذا استمر هذا الانتعاش في ظل الظروف الجويَّة الجيدة في السنواتِ المقبلة، فربما يتحول "بحر النجف" يوما ما إلى واحدةِ من الوجهات السياحيَّة البارزة ولا تنقصه المواقع القديمة والطبيعيَّة ذات الغنى الكبير، شريطة أن يستمر منسوب المياه في الارتفاع.