الواقع أن البشرية، في سعيها إلى التطور تشق لنفسها طريقين لا يلبثان ان يتلاقيا دون انقطاع، هذان الطريقان هما: "التطور البيولوجي والتطور الثقافي". والتطور البيولوجي عملية بطيئة قد تمتد إلى عشرات بل إلى مئات من السنن، إذ أنها تعمل على تغيير الوراثة البشرية إلى مختارات من الطباع تمنح الأشخاص بعض المزايا بالنسبة لبيئتهم، وعلى العكس من ذلك فإن "التطور الثقافي" مبني على أساس انحدار الثقافة من جيل إلى آخر وهو من خصائص الجنس البشري وحده كما أنه على العكس من "التطور البيولوجي" يتم بسرعة أكبر، كما أنه يحدد مستقبلاً أكثر ثباتاً.
––––––
إقرأ أيضاً:|شمس مصر|..أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال.
––––––
وأداة نقل المعرفة هي "ثقافة الطفل" ولا يمكن الجزم بأن إدخال مناهج ثقافة الطفل في كثير من البلاد قد أحرز نجاحاً كبيراً، اذ يجب تطوير تلك الأداة بحسب القدرات الذهنية للطفل، ولا شك في أن الإحاطة بمكينة تكوين الذكاء سوف تؤدي إلى تحسين وسائل الإعلام الخاصة به.
––––––
إقرأ أيضاً:|شمس مصر|..أسباب انفصال الزوجين وطرق التغلب عليها
––––––
كما لا يجب الإستهانة بالوضع الإجتماعي ومدى تأثيره في ذكاء الطفل، حيث أثبتت الدراسات النتائج التالية:
1- كلما كانت العائلة صغيرة الحجم، كلما كانت نسبة ذكاء أطفالها مرتفعة.
2- وكلما كبر حجم العائلة فإن نسبة الذكاء تقل بين أطفالها ابتداء من الطفل الثالث.
3- وكلما طالت الفترة بين ولادة طفل وآخر كلما زادت نسبة ذكائه، والعكس صحيح.
––––––
إقرأ أيضاً:|شمس مصر|..5 نصائح هامة لاختيار الملابس الصيفية.
––––––
اذن فمما لاشك فيه أن للبيئة تأثيرا في هذا الشأن، كما أنه يجب عدم الإستهانة بالعامل الوراثي فهو أيضا يلعب دوره، اذ أن الأطفال الذين يولدون لعائلة تكون قدراتها الذهنية مرتفعة يكونون في المتوسط أكثر ذكاءاً من الأطفال الذين يولدون لعائلة قدراتها الذهنية متواضعة، وهذا التفاوت في الذكاء يتضح مهما يكن المستوى الإجتماعي.
وأخيراً فقد أثبتت الدراسات أهمية عامل البيئة دون التقليل من أهمية عامل الوارثة، على أن مدى تأثير البيئة هو موضوع الجدل بين العلماء، اذ يرى البعض أن البيئة لا تغير شيئاً من تكوين "القدرة الذهنية" للطفل، بينما يرى البعض الآخر أن للبيئة دخلاً كبيراً في التأثير على ذكائه وقدراته الذهنية. ويبدو أن الحقيقة تتواجد بين هذين الرأيين.
