الهدية تدخل البهجة في النفوس وتزرع المحبة بين القلوب فهي تجلب القلوب وتقرب البعيد وتجعل العدو حبيب كما قال أحد الشعراء
إن الهدية حلوة ~كالسحر تجتلب القلوبا
تدني البعيد من الهوى ~حتى تصيره قريبا
وتعيد معتضد العداوة ~بعد نفرته حبيبا.
حكمها/أجمع العلماء على أنها مستحبه بجميع أنواعها.
دليلها/قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى)
=والهدية برٌ
وقوله عز وجل أيضًا (وءاتى المال على حبه)
وقول رسول الله محمد صل الله عليه وسلم (لا تحقرن جارةٌ لجارتها ولو فرسن شاة).
المقصود من الحديث/أنه لا يستهان في الهبة بأي شيئًا مهما كان تافهًًا.
والهبة أعم من الهدية
أركان الهبة/
١- واهب ٢- موهوب له ٣- موهوب ٤- صيغة
شروط الواهب/
-الملك للشيء الذي سيهبه لغيره.
-إطلاق التصرف في ماله.
شرط الموهوب له/
-أن يكون فيه أهلية المِلك لما يوهب له، وغير المكلف يقبل له وَلِيهُ.
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. رسول الله محمد
كيفية تملك الهدية
- لا تملك الهدية إلا بالقبض
- ودليل ذلك (أنه صل الله عليه وسلم أهدى إلى النجاشي ثلاثين أوقية مسكًا، ثم قال لأم سلمة :إني لأرى النجاشيّ قد مات، ولا أرى الهدية التي أهديتُ إليه إلا ستُرد، فإذا رُدت إليّ فهي لك) فكان كذلك.
-فلابد أن يكون القبض بإذن الواهب فإذا قبض الموهوب له بلا إذن لم يملكه.
وأن الرسول صل الله عليه وسلم كان يقبل الهدية.
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين
فائدة الهدية/
أنها تزيد من المحبة بين الأشخاص وتبعث على السعادة والفرح والتفاؤل والأمل كما أنها تعبير رومانسي بين الأفراد عمومًا والزوج والزوجة خصوصًا فهي تعمل على زيادة وقوة العلاقة بينهم ويشعر كل منهم بالاهتمام من الطرف الآخر وقد تكون مادية أو معنوية عالية الثمن أو منخفضة الثمن فإذا أعطيت من أمامك وردة وفي قلبك الحب له سيشعر بأن السعاده ملئت صدره بتلك الوردة فلا تبخل أيها الإنسان بإعطاء الهدية مهما كانت قيمتها أو حجمها وهكذا فلا يوجد أحد من البشر لا يسعد بتلقي الهدية.
-ولكن هناك فرقٌ بين الرشوة والهدية فالرشوه حرام شرعًا بخلاف الهدية فهي مستحبة ومثال الرشوة أن تعطي موظف شيئًا لكي يسير لك أمورك وإن كانت مخالفة فهذا السعد هدية بل يعد رشوة.
-حكم الرجوع في الهبة:
لا يجوز الرجوع في الهبة إذا قبضها الموهوب له إلا إذا كانت من الوالد لولده لخبر (لا يحل لرجلٍ أن يعطي عطيةً أو يهب هبةً فيرجع فيها، إلا الوالد فيما يعطي ولده).
-التسوية في الهبة بين الأولاد.
يُسن للوالد وإن علا العدل في عطية أولاده: وذلك بأن يسوي بين الذكر والأنثى لخبر البخاري: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" ويكره ترك العدل بينهم في الهبة لهذا الخبر
ومحل الكراهة: عند الاستواء في الحاجة وعدمها وإلا فلا كراهه، وعلى هذا يحمل تفضيل الصحابة؛ لأن الصديق فضّل السيدة عائشة على غيرها من أولاده، وفضل عمر ابنه عاصمًا بشيء، وفضٌل عبد الله بن عمر بعض أولاده على بعضهم رضي الله عنهم أجمعين.
-ويسن أيضًا: أن يُسوي الولد إذا وهب لوالديه شيئًا فإذا أتى لأحد أبويه بهدية فليأت للآخر أيضًا بهدية ويكره له ترك التسوية فإن فضّل أحدهما فالأم أولى؛ لخبر: "إنّ لها ثلثي البرّ".
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. جبر الخواطر وفضله
