12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

فتح مكة المكرمة

2022/02/21 08:14 PM | المشاهدات: 442


فتح مكة المكرمة
يوسف عاطف الليثي

فتح مكة:

سمي فتح مكة بالفتح الأعظم وهو حدث تاريخي تم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقع الفتح في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة، حيث إستطاع المسلمون وقتها فتح مدينة مكة المكرمة وضمها إلى الدولة الإسلامية.

 

 

سبب فتح مكة:

سبب فتح مكة هو أنه كان هناك صلح بين قريش والمسلمين وهو صلح الحديبية، فقامت قريش بإنتهاك هذا الصلح وأعانت حلفائها من بني الدئل ومنهم من يُقال له بنو نفاثة، أعانتهم على قبيلة خزاعة وهم حلفاء المسلمين وبذلك فقد نقضوا الهدنة التي بينهم وبين المسلمين، وردًا على ذلك قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجهيز جيش مكون من عشرة آلاف مقاتل، وتحرك الجيش حتى وصل إلى مكة ودخلوها سلمًا بدون قتال إلا من كان يقودهم خالد بن الوليد حيث حاول المشكرين بقيادة عكرمة بن أبي جهل التصدي للمسلمين وقتالهم، فقام خالد بن الوليد بقتل منهم إثني عشر رجلًا وفر منهم الباقي وقُتل من المسلمون رجلان إثنان. 

 

 

 

دخول مكة:

عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة بدأ يطوف حول الكعبة، وكان معه سهم أخذ يضرب به الأصنام ويهدمها وهو يقول (جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)، و(جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ).

 

 

 

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. حامل المسك ونافخ الكير.

 

عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم وجد أن الكعبة بها صور وتماثيل فأمر بها فكسرت وعندما حان موعد الصلاة أمر سيدنا بلال رضي الله عنه أن يؤذن فقام بلال بالصعود فوق الكعبة وأذن من فوقها، وكان أول ما أمر به صلى الله عليه وسلم هو تحطيم الأصنام.

 

 

 

 

موقف الرسول في أهل مكة:

بعد أن دخل رسول الله مكة وإجتمعت قريش وقف يسألهم(يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، فقال اذهبوا فأنتم الطلقاء)

ثم جاءت بعدها خطبة النبي في الناس في الغداة فبدأ بالحمد والثناء ثم قال، (إنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ ولَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فلا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ يَسْفِكَ بهَا دَمًا، ولَا يَعْضُدَ بهَا شَجَرَةً، فإنْ أحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُولوا له: إنَّ اللَّهَ أذِنَ لِرَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وإنَّما أذِنَ لي سَاعَةً مِن نَهَارٍ، وقدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا اليومَ كَحُرْمَتِهَا بالأمْسِ، ولْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ)، وبعد أن إنتهى الرسول من تطهير البيت من الصور والأصنام وأزال الأزلام وبعد أن أذن بلال في الناس، بدأ أهل قريش يبايعون الرسول على الإسلام.

 

 

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أسماء يوم القيامة

 

لم تكرة فكرة العفو بالفكرة السهلة فإنها تحتاج إلى شخص قوي، متسامح، كامل الإيمان، فقد عانى رسول الله من أهل مكة كثيرًا على مدى سنوات طويلة هو وأصحابه سواء جسديًا أو نفسيًا فقد كانوا دائمين الأذى إليهم بكل الطرق سواء في مكة أو المدينة، ففي غزوة أحد قاموا بقتل سبعين شخصًا من أفضل الصحابة، وقاموا بتمثيل جثثهم ولم يكتفوا بالقتل، ومن بينهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله، وقاموا أيضًا بإيذاء رسول الله جسديًا حيث إنفجر وجه رسول الله بالدماء فكان حينها لا يستطيع إكمال صلاته إلا جالسًا، ورغم هذا الأذى كان دائمًا ما يردد الرسول، (رب إغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).

 

 

 

 

 

نتائج فتح مكة:

كان لفتح مكة آثار إيجابية ونتائج كثيرة ومنها، أنه إنتهت عبادة الأصنام وإنطلق فيها التوحيد بالله، وتم إعلاء مكانة الإسلام في قلوب العرب وتثبيت قلوب المؤمنين، ودخلوا بالوعد الإلهي البيت وذلك تحقيقًا للآية الكريمة(لَّقَدْ صَدَقَ اللَّـهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا)، وقد تم رفع ظلم المشركين عن المضطهدين من أهل مكة وإعادة الحقوق إلى أصحابها.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. التنجيم وحكمه في الإسلام