"بقا ده أعمى.. ده مسكر، وبعدين فين النظارة السوداء يا خسارتك في العمى"..
فضلت واقفة أكلم نفسي لحد ما طلعت من جناني ده علي صوت صاحب الشغل..
_انتي يا بنتي انتي هتفضلي واقفة تايهة كدا، أنا بلغت مستر آدم عنك لكن زي ما فهمتك هو كدا طبعه حامي وعشان تبقي فاهمة هيحاول يطفشك..
°لا من الناحية دي اطمن حضرتك أنا متبتة في الشغل ده..
_متبتة! انتِ قولتيلي انتِ منين؟
°مالك يا فندم! احنا هنتريق على بعض ولا إيه؟
_لا يا لمضة ولا هنتريق ولا حاجة تعالي عشان أعرفه عليكِ..
" قربنا ناحيته، كان قاعد في ركن لوحده في الجنينة.. بيت كبير معرفش أجيب آخره، شكله من قريب أحلى كمان من بعيد، هو كله على بعضه قمر وشيك لولا إني عارفة حالته من صاحب الشغل مكنتش أبدًا أصدق إن واحد زي ده أعمى ولا حتى كنت خدت بالي من الكرسي المتحرك اللي قاعد عليه.. يا خسارة الحلو ميكملش"..
_مستر آدم.. هي دي البنت اللي هتكون في خدمة حضرتك من النهاردة أنا ورتها غرفة حضرتك وخليتهم يجهزولها غرفة قريبة منك هي اسمها...
•مش مهم.. المهم تكون عرفتها شغلها..
_طبعًا يا فندم متقلقش هي حفظت كل حاجة وكمان كتبت مواعيد العلاج والأكل وكل حاجة.. حضرتك تؤمرني بحاجة تانية؟
•اتفضل انت..
"هي مالها واقفة متنحة كدا ليه دي؟! كل يوم والتاني يبلوني ببلوة زي دي عشان يريحوا دماغهم مني..
لكن على مين؟ أنا هفضل وراهم لحد ما أرجع كل أملاكي تحت تصرفي من تاني..
أنا 'آدم الدميري' شاب من أغنى أغنياء مصر عيشت حياة مفيهاش لا.. كل حاجة محتاجها موجودة كنت الإبن الأصغر، أبويا كان من أكبر أغنياء البلد أتجوز والدتي صفية هانم مخلفوش لحد ما أتجوز واحدة تانية من طبقة أقل ساعتها خلف ابنه الكبير عاصم..
"اللي مكوش على الثروة دلوقتي"
بعدها لأجل الحظ، ربنا أراد وأمي خلفتني أنا.. من خمس سنين أبويا مات وإدارة الشركات كانت متوزعة بيني أنا وعاصم.. أمي سافرت أمريكا تعيش مع أخواتها وسابتني هنا أدير شغل أبويا لحد من سنة عملت حادثة كبيرة فضلت أتعالج منها شهور مكنتش بقوم من السرير، الحادثة دي كانت مدبرة وده اللي خلاني أشك في كل اللي حواليا أوهمت الكل إن الحادثة أثرت على نظري بإتفاق مع دكتوري الخاص اللي هو صديقي الوحيد وأكتر حد بثق فيه.. المفروض إن آخر عملية بعد شهرين وبعدها أقدر أرجع أمشي من تاني.. كل اللي بيجوا من ناحية عاصم أخويا مبثقش فيهم أبدًا وآخرهم الجربوعة دي.. هي واقفة متنحة كدا ليه؟"..
•هاتيلي شاي..
" لا.. دي مش طبيعية.. "
•انتي يا بنتي.. مبترديش ليه؟
°ها.. انا آسفة.. آسفة، هو حضرتك طلبت إيه؟
•أنا مبكررش كلامي مرتين.. شكلك كدا مش هتكملي هنا ساعتين..
°لا لا أنا.. يعني حضرتك لسه متعرفنيش أنا بشتغل كويس والله لما تتعود عليا هتعرفني..
•أتعود عليكي؟!
°مش أنا هشتغل معاك..
•قصدك عندي!
°أيهما أقرب..
"شكلها لمضة.."..
•روحي هاتي الشاي..
°حاضر..
•مش تسألي على طريقة..
°متقلقش حضرتك هو الأستاذ اللي كان هنا ومشى ده قالي على كل الحاجات اللي بتحبها وكمان طنط اللي جوا عرفتني شوية حاجات..
•انتي مش عارفاه؟
°لا هو بس وصلني..
" باين عليكي كدابة كبيرة.. محمود ده الدراع اليمين لعاصم وموجود هناك دايمًا ازاي متعرفهوش"..
"أنا حورية.. بنت من طبقة متوسطة.. أبويا الله يرحمه كان موظف على قد حاله، وأمي بتشتغل خياطة، خرجت أشتغل عشان أقدر أخلص السنتين اللي فاضلينلي في الجامعة وأساعد أمي.. ولأجل الحظ، بنت زميلتي أبوها بيشتغل في شركة من شركات آدم وأخوه قالها على إنهم عاوزين واحدة ترعى أخوهم لحد ما يعمل العملية وهي كتر خيرها قالتلي وجيت فعلًا عشان أشتغل المبلغ اللي هيدهولي يعيشني أنا وأمي ويقضي مصاريف جامعتي.. لكن من أول ما دخلت البيت ده وأنا حاسة إن فيه حاجة مش طبيعية أولها آدم ده اللي مصدقتش أبدًا إن هو ده المريض اللي جاية أخدمه.."..
*هتعملي إيه؟
°آدم بيه عاوز شاي..
*خليكي وأنا هعمله..
°لا يا طنط خليكي أنا هعمله مش مستاهلة..
*ربنا يقويكي يا بنتي..
°هو حضرتك بتشتغلي هنا من زمان؟
*من أيام البيه أبو آدم.. أنا ربيته على إيدي..
°كنت فكراه حد كبير..
*لا ده شاب اسم الله عليه لولا بس الحادثة دي هي اللي رقدته.. إنما هو ميكملش الثلاثين..
"أنا قولت بردو إنه صغنن وقمر باين عليه"..
°هو العمى ده يعني.. مولود كدا..
*لا لا ده هي الحادثة اللي بقولك عليها أثرت عليه يا عين أمه..
°طيب وأمه بردو..
*لا عايشة بس في بلاد برا..
°وسايبة ابنها تعبان كدا؟
*هششش اسكتي لأحسن حد يسمعك آدم بيه طبعه حامي وميحبش حد يتدخل في اللي ملوش فيه.. خلي بالك هو مبيرتاحش للناس بسهولة وهيقعد شوية على ما يأمنلك بس هو طيب وقلبه أبيض..
°حاضر.. أنا هروح أوديله الشاي..
" روحت عشان أوديله الشاي وأنا بصاله مش مصدقة إنه حد بالهيبة دي ممكن يكون ضرير.. قاعد قعدة بشوات ومش باين عليه حاجه حتى عينيه لونها عسلي جميلة ومفتحة اللي يشوفها يقول مفيهاش أي عيب.. "..
" وبعدين بقا في المجنونة دي اللي كل ما تيجي تتنح.. "..
•جيبتي الشاي؟
°بسم الله الرحمن الرحيم.. انت.. قصدي يعني حضرتك.. ازاي؟
•إيه سمعتي عفريت..
°لا مش قصدي بس يعني..
•هما قالولك إني مبسمعش.. منا سامع صوت رجلك وأنتي ماشية تدبدبي ده غير صوت الكبايات اللي بيخبط في بعضه..
°ما شاء الله عليك نبيه.
•أنتِ أكيد هبلة.. حطي الشاي ده وأمشي..
°هو حضرتك مش عاوز تعرف اسمي؟
•ملوش لزوم.. لما أحتاج حاجة هعرف أوصلك..
" عملت إني همشي ومشيت خطوتين لكن فضلت واقفة باصة عليه وفضول كبير مخليني عاوزة أشوف هو بيتصرف ازاي.. هو صحيح متكبر لكن أنا فاهمة إنه بيعمل كدا عشان يداري على العجز اللي بيعاني منه.. قسم علم النفس ده مسيطر على كل أفكاري على رأي ماما "..
" أنا كنت متأكد إنك مبعوتة تتجسسي.. شوف واقفة ازاي وبتستعبطني عشان فاهمة أني مش شايف.. هي بتبص علي إيه؟ إتظاهرت إني بدور على الكباية وتعمدت أوقعها عشان اكشف وجودها لكن طلعت هبلة فعلًا ونطقت وكشفتلي وجودها"..
°حاسب.. جت عليك؟
•انتي ممشيتيش؟
°أنا..
•انطقي.. واقفة عندك بتعملي إيه؟
°أنا خفت حضرتك متعرفش تجيب الكوباية لأنك مقولتليش اديهالك في إيدك فـ استنيت عشان لو حصل حاجة..
•ده اسمه تجسس.
°هتجسس عليك ليه هو أنت قاعد في بنك..
•مش عاوز كلام كتير.. امشي..
°ثواني طيب هنضف مكان الشاي.
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. وقالوا مين موجوع
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. عشقتك عن الآخرين
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. الحب لا يحتاج عيد