كان الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز أكثر الخلفاء حرصاً على أموال بيت المال وكان شديد الورع والزهد فيما يتعلق بالحياة ومتاعها، فكان إذا سأل عن موضوع يخص شأن الرعية أجاب وإذا سأله أحد عن شخصه في نفس ذات المجلس أطفئ الشمعة التي زيتها من بيت مال المسلمين وأشعل أخرى زيتها من ماله الخاص أو أجاب في الظلام .
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. حياة المهاتما غاندي
وكان يبلغ في التقشف مبلغاً كان يعجز عنه الزهاد من الملوك والأمراء فقد كان يتأخر في الخروج لصلاة الجمعة في بعض الأحيان نتيجة لأنه كان ينتظر قميصه ليجف أولاً.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أوائل المقاصير التي بنيت في معبد الكرنك
ولم يكن هذا التقشف لنفسه فقط بل كانت سياسة عامة في جميع أرجاء الدولة فقد كان يطلب من رجال الدولة والعاملين بها أن يتمسكوا بالزهد في حياتهم وأنفسهم وأن يكونوا أسخياء على المسلمين حيث أنه كان يعتقد أن الدرهم دم فلا يجوز التفريط به إلا في موضعه كما في الدم لا يجوز أن يجري في غير العروق .
أما في منزله فقد كان الزهد ركن أساسي من أركانه ويحكي أن في أحد الليالي كان الخليفة جالساً في بيته وكانت بناته حين تسأله إحداهن عن شيء تضع يدها أمام وجهها وحين سأل عن السبب اعتذرت وقالت بأنه لم تجد ما تأكله في بيتها إلا عدساً وبصلاً، فهي تخاف أن يصل إليه ريحتها، فبكى وقال يا بناتي ما ينفعكن أن تمشين بالألوان ويمر بأبيكن إلى النار فصمتنا ورضين بهذا الزهد والتقشف وأبوهن أكبر حاكم في هذا الزمان فقد وصل حكمه إلى حدود المملكة الهندية وإفريقيا الشمالية الغربية.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. فرعون سيدنا موسى عليه السلام
