°طبعا كلنا عاوزين نعرف مين الشخص دا وإيه دوره في التاريخ المهاتما غاندي الرجل السياسي البارز والزعيم الروحي للهند الذي عمل على تحرير الهند واستقلالها هنتكلم في المقال دا عن نشاطه، الإنتماء الفكري، حياته في إفريقيا حتى عودته إلى الهند، صيامه حتى موت، موقفه من الاحتلال، إغتياله .
°نشأة غاندي°
ولد غاندي فى ولاية غوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي حيث شغل جدة ومن بعده والده منصب رئيس وزراء تزوج وهو في الثالثة عشر من عمره درس القانون في لندن وأصبح نباتياً وعرف المسيحية وقرأ الإنجيل بتمعن وأخذ منه دروساً ومواعظ كثيرة في الأخلاق وفي السياسية، وعندما سافر غاندي إلى بريطانيا أراد أن يكون رجل إنجليزي نبيل وسرعان ما عاد غاندي إلى تدينه والتزامه وسعيه إلى الحقيقة والأخلاق فأخذ يتعلم القانون ويعمل على تفسير النصوص بطريقة تناسب عقلية شعبه، ويقبل ما يشبع العقل.
°الإنتماء الفكري
أسس غاندي ما عرف في عالم السياسة بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولاً ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.
«أساليب اللاعنف »
وتتخذ سياسية اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أهدافها ومن هذه الأهداف :
1- الصيام.
2- المقاطعة.
3- الإعتصام.
4- العصيان المدني.
وغيرها من الأساليب مثل القبول بالسجن وعدم الخوف.
وقد قال غاندي تعليقاً على سياسة اللاعنف: "إن اللاعنف هو أعظم قوة متوفرة للبشرية.. إنها أقوى من أقوى سلاح دمار صنعته براعة الإنسان.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. المومياء المقيدة بالحبال
°شروط نجاح اللاعنف عند غاندي
الاعتصام قام غاندي بالاعتصام وزيادة عمل نسبة الكلكلي في الهند لأن الكلكلي هو من أحد الآثار التربوية في الهند ويعتمد استيراد الهند على الكلكلي.
تأثر غاندي بعدد من المؤلفات كان لها دور كبير في بلورة فلسفته ومواقفه السياسية منها "نشيد الطوباوي"، و "موعظة الجبل" في الإنجيل، وكتاب "حتى الرجل الأخير" وكتاب الأديب الروسي تولستوي "الخلاص في أنفسكم" وغيرها من الكتب .
°حياته في إفريقيا حتى عودته إلى الهند
سافر غاندي وعائلته إلى جنوب إفريقيا مقيماً في أهم مدنها "دوربان" .
عمل غاندي في جنوب إفريقيا مدافعاً عن حقوق عمال الزراعة الهنود والبوير العاملين في مزارع قصب السكر وكان مجتمع العمال في جنوب إفريقيا منقسماً إلى جماعات مختلفة: جماعة التجار المسلمين "العرب"، وجماعة المستخدمين الهندوس، والجماعة المسيحية، وكانت بين هذه الجماعات الثلاث بعض الصلات الاجتماعية.
دافع غاندي عن العمال الهنود والمستضعفين من الجاليات الأخرى، واتخذ من الفقر خياراً له، وتدرب على الإسعافات الأولية ليكون قادراً على إسعاف البسطاء، وهيّأ منـزله لاجتماعات رفاقه من أبناء المهنة ومن الساسة، حتى إنه كان ينفق من مدخرات أسرته على الأغراض الإنسانية العامة. وقاده ذلك إلى التخلي عن موكليه الأغنياء، ورفضه إدخال أطفاله المدارس الأوروبية استناداً إلى كونه محامياً، يترافع أمام المحاكم العليا.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر
ومن أهم إنجازات غاندي في جنوب إفريقيا :
1_ إعادة الثقة إلى أبناء الجالية الهندية المهاجرة وتخليصهم من عقد الخوف والنقص ورفع مستواهم الأخلاقي.
2_ إنشاء صحيفة "الرأي الهندي" التي دعا عبرها إلى فلسفة اللاعنف.
3_ تأسيس حزب "المؤتمر الهندي للناتال" ليدافع عبره عن حقوق العمال الهنود.
4_ محاربة قانون كان يحرم الهنود من حق التصويت.
5_ تغيير ما كان يعرف بـ"المرسوم الآسيوي" الذي يفرض على الهنود تسجيل أنفسهم في سجلات خاصة.
6_ ثني الحكومة البريطانية عن عزمها تحديد الهجرة الهندية إلى جنوب إفريقيا.
7_ مكافحة قانون إلغاء عقود الزواج غير المسيحية.
عاد غاندي من جنوب إفريقيا إلى الهند عام 1915، وفي غضون سنوات قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين.
°صيامه حتى الموت
قرر غاندي في عام 1932 البدء بصيام حتى الموت، احتجاجاً على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود؛ مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى "اتفاقية بونا" التي قضت بزيادة عدد النواب "المنبوذين" وإلغاء نظام التمييز الانتخابي.
5_ «موقفه من الاحتلال » :
تميزت مواقف غاندي من الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية في عمومها بالصلابة المبدئية التي لا تلغي أحياناً المرونة التكتيكية، وتسبب تنقله بين المواقف القومية المتصلبة والتسويات المرحلية المهادنة حرجاً مع خصومه ومؤيديه وصل أحياناً إلى حد التخوين والطعن في مصداقية نضاله الوطني من قبل المعارضين لأسلوبه، فعلى سبيل المثال تعاون غاندي مع بريطانيا في الحرب العالمية الأولى ضد دول الوسط، وشارك عام 1918 بناءً على طلب من الحاكم البريطاني في الهند بمؤتمر دلهي الحربي، ثم انتقل للمعارضة المباشرة للسياسة البريطانية بين عامي 1918 و1922 وطالب خلال تلك الفترة بالاستقلال التام للهند وفي عام 1922 قاد حركة عصيان مدني صعدت من الغضب الشعبي الذي وصل في بعض الأحيان إلى صدام بين الجماهير وقوات الأمن والشرطة البريطانية، مما دفعه إلى إيقاف هذه الحركة ورغم ذلك حكمت عليه السلطات البريطانية بالسجن ست سنوات ثم عادت وأفرجت عنه في عام 1924.
6_ «إغتيال غاندي» :
لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه وبالفعل، في 30 يناير سنة 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ويدعى ناثورم جوتسي ثلاث رصاصات قاتلة سقط على إثرها المهاتما غاندي صريعاً عن عمر يناهز 78 عاماً، تعرض غاندي في حياته لستة محاولات لاغتياله، وقد لقى مصرعه في المحاولة السادسة. وقال غاندي قبل وفاته جملته الشهيرة: (سيتجاهلونك ثم يحاربونك ثم يحاولون قتلك ثم يفاوضونك ثم يتراجعون، وفي النهاية ستنتصر).
وفي النهاية اختم مقالي بأحد أقوال غاندي الشهيرة :
عِش كما لو كنت ستموت غداً وتعلم كما لو كنت ستعيش للأبد..
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. لغز المومياوات الصارخة