12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

"سلسلة..شخصيات وحروب برزت في تاريخ مصر"

2020/05/04 11:11 AM | المشاهدات: 1191


"سلسلة..شخصيات وحروب برزت في تاريخ مصر"
أحمد ياسر

عزيزي القارئ إستعد فأنت الآن في قلب الحدث مع شخصية وقف لها العالم احتراماً وإستطاعت أن تقوم ببناء أول إمبراطورية في التاريخ أنت أمام الملك والمحارب الأعظم تحتمس الثالث ولكن قبل أن نبدء ف هذه السلسة سنقوم بالتعريف عن هذه السلسة في سطور قليلة  

          

                                      "المقدمة" 

سنتكلم ف هذه السلسة عن شخصيات برزت وأثرت في تاريخ مصر منذ القدم إلي وقتنا الحالي وساهمت في تحول موازين القوي في العالم وعن حروب حدثت في مصر وفي هذه الحروب شخصيات إستطاعت قلب الطاولة وشخصيات أخرى سيطرت وفرضت قوتها وإستطاعت إقامة إمبراطورية مصرية قوية وبالطبع التاريخ المصري مليء بالأحداث والشخصيات والحروب الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى ولكن سنتحدث ف هذة السلسة عن أبرز هذه الشخصيات...

 

انتم الان 

 

مع القائد والمحارب الأعظم في تاريخ مصر والعالم و أول من أقام أول إمبراطورية مصرية وهو الملك تحتمس الثالث سادس فراعنة الاسرة الثامنة عشر و أعظم حكام مصر على مر التاريخ بل واحد من أقوى الأبطال في التاريخ..

والسؤال هنا من هو تحتمس الثاني؟ 

 

ولد المحارب العظيم ف عام 1481ق.م

والده هو تحتمس الثاني، وأمهُ هي أست

تزوج أبيه تحتمس الثاني من أخته حتشبسوت ولم ينجب منها فتزوج ب أست و أنجب منها تحتمس الثالث وتوفي تحتمس الثاني في عام 1497ق.م تاركاً العرش لإبنه تحتمس الثالث الذي لم يكن عمره يسمح له بتولي الحكم وقامت حتشبسوت وهي عمته وزوجة أبيه ف آنٍ واحد بتنصيب نفسها وصية على عرش الملك الصغير وبعدها بعامين نصبت نفسها ملكة للعرش وحكمت لمدة عشرين عاماً وإختفت حتشبسوت بعد ذلك وإستعاد تحتمس الثالث الحكم في بناء الإمبراطورية العظمى..

صانع مصر الحديثه محمد علي باشا

ويأتي السؤال الأهم و هو كيف استطاع تحتمس الثالث الوصول إلى ما هو عليه؟ 

وتأتي الإجابة على هذا السؤال عن حياة المحارب العسكرية..

 

كان تحتمس الثالث يتمتع بسمات شخصية خارقة وعبقرية عسكرية ليس لها مثيل ، تدرب تحتمس الثالث في ساحات المعارك وقد إكتسب في هذه التدريبات صلابة في شخصيته وخبرات عسكرية عظيمة، وفي الوقت الذي كانت تحكم فيه حتشبسوت مصر إهتم بالجيش و جعله نظامياً وزوده بالفرسان والعربات الحربية وكانت حتشبسوت تتبع سياسة سلمية مع جيرانها وتقوم بحملاتها التجارية وانتهزت بعض المحميات في سوريا ذلك للتمرد على مصر ومعادتها وبمجرد أن إعتلي تحتمس الثالث العرش كان لابد له وأن يعيد السيطرة على تلك الحركات المعادية و السير على الحدود وإستطاع فعلاً السيطرة عليها؛ ولم يتوقف هذا المحارب العظيم عند هذا الحد بل قام ب 17 حملة عسكرية لآسيا، وتمكن من الإستيلاء على فلسطين وسوريا حتى الفرات وما بين النهربن وكردستان وأرمينيا ف آسيا الوسطى وظلت هذه الاقطار تحت حكمه لمدة طويلة وتوغل جنوباً حتى وصل إلى الحبشة ماراً بالسودان الحالية والنوبة وأخضعها جميعاً وفي البحر المتوسط أخضع قبرص وبعض الجزر اليونانية ..

أدرك الجميع أنه لا أمل في الانتصار على تحتمس الثالث، فهو أقوى وأذكي وأسرع منهم جميعاً، ومهما حاولوا كان ينتصر عليهم في النهاية، ولقد جعل تحتمس الثالث من الجندي المصرى مصدراً للرعب والخوف للعالم القديم، حيث أن ظهور الجنود المصريين في أي مكان كان كافياً لإثارة الرعب بين صفوف الأعداء، مما يؤدي إلى هربهم مذعورين خوفاً من بطش الجنود المصريين بهم، وقد قيل عن تحتمس الثالث وجيشه "أنه لا توجد هناك قوة تستطيع أن تواجه الجيش المصري، الذي نال تدريباً عسكرياً ممتازاً وفاز في كل المعارك بقيادة ملك عبقري، هو فرعون مصر العظيم تحتمس الثالث"...

علاقة الفسيخ بشم النسيم

ومن أبرز المعارك التي خاضها تحتمس الثالث..

▪معركة مجدو 

هنا يظهر ذكاء المحارب العظيم ف أبرز معاركه 

تعتبر هذة المعركة مثالاً لبراعة تحتمس الثالث الحربية، فحينما كان أمير مدينة ”قادش“ السورية يتزعم حلفاً ضد مصر صمم تحتمس الثالث على تأديب ذلك الأمير.. فقسم الملك تحتمس الثالث جيشه إلي قلب وجناحين و إستخدم تكنيكات عسكرية ومناورات لم تكن معروفة؛ ثم قام على رأس جيشه من القنطرة و قطع مسافة 150 ميلاً في عشرة أيام وصل بعدها إلى غزة، ثم قطع ثمانين ميلاً أخرى في أحد عشر يوماً بين غزة وأحد المدن عند سفح جبل الكرمل، هناك عقد تحتمس الثالث مجلس حرب مع ضباطه بعد أن علم أن أمير قادش قد جاء إلى مدينة مجدو وجمع حوله 230 أميراُ بجيوشهم وعسكروا في مجدو المحصنة ليوقفوا تقدم تحتمس الثالث وجيشه..

كان هناك ثلاثة طرق للوصول إلي مجدو اثنان منهما يدوران حول سفح جبل الكرمل و الثالث ممر ضيق ولكنه يوصل مباشرة إلى مجدو وقد أستقر رأى تحتمس على أن يمر الجيش من الممر الثالث في مغامرة قلبت موازيين المعركة فيما بعد و تعتبر من أخطر مغامرات الجيوش في العالم القديم.

النائب العام يأمر بالتحقيق مع (سما المصرى) بعد القبض عليها بقسم الأزبكية

استدعى اتخاذ ذلك الممر في التقدم لمفاجأة الأعداء أن يحمل الجنود المصريون عتادهم الحربي بالإضافة إلى عرباتهم الحربية وأحصنتهم فكانوا يفكون العربات الحربية ليسهل حملها وتسللوا عبر الممر الضيق في مجموعات صغيرة وكان ذلك مجازفة كبيرة على الجيش لأن يتخذ تحتمس الثالث هذا الطريق كي يفاجئ الأعداء المعسكرين على الساحة التالية للممر.

 

كانت قوات العدو قد تمركزت عند نهاية طريقين فسيحين معتقدة أن الجيش المصري سيأتي من أحدهما أو من كليهما، في فجر اليوم التالي أمر الملك تحتمس الثالث الجيش بإعادة تركيب العربات الحربية والاستعداد للهجوم المفاجئ..وهجمت قواته وكان على رأسهم في المقدمة على شكل نصف دائرة على مجدو فكانت المفاجأة أن يبادرهم المصريين بهذا الهجوم الكاسح فإضطربوا وفقدوا توازنهم حتى أصبحت جيوشهم في حالة من الفوضى وعدم النظام وبدأ قادة الجيوش والسرايا في الهروب تاركين وراءهم عرباتهم الكبيرة ومعسكرهم المليء بالغنائم ليدخلوا المدينة المحصنة، وبسبب إنشغال أفراد الجيش المصري بجمع الغنائم تمكن الآسيويون من الهروب إلى المدينة وتحصنوا فيها. كانت تبعة إنصراف الجيش في جمع الغائم في الوقت الذي كانوا بإمكانهم القضاء على جيوش الأعداء وتحقيق النصر الكامل أن إضطر تحتمس الثالث لحصار مجدو سبعة شهور طويلة حتى إستسلم الأمراء وأرسلوا أبنائهم حاملين الأسلحة لتسليمها إلى الملك تحتمس الثالث..

 

▪وفاته.. 

إن تحتمس الثالث أقام أقدم إمبراطورية في التاريخ وهي أقصى حدود لمصر في العصر الفرعونى كانت في العصر الإمبراطوري في عصر تحتمس الثالث وصلت حدود مصر إلى الفرات شرقاً و إلى ليبيا غرباً وإلى سواحل فينيقيا شمالاً و جنوباً إلى الجندل الرابع أو الشلال الرابع.

 

..مات تحتمس وعمره 82 سنة بعد أن حكم أربعة وخمسين عاماً ، و دفن في مقبرة بوادي الملوك كان قد أعدها لنفسه وهي المقبرة رقم 34 ، حيث يعد من أوائل الملوك الذين بنوا مقابر لأنفسهم في وادى الملوك ، وقد أكتشفت مقبرته في عام 1898م على يد العالم فيكتور لوريت، و وجد المقبرة قد تعرضت للنهب ولم تكن بها المومياء التي عثر عليها في الدير البحري عام 1881.

 

وبهكذا تنتهي الحلقه الاولى مع المحارب العظيم تحتمس الثالث