12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

العملات الرقمية والأسباب وراء التقلبات المستمرة لها

2021/09/12 06:50 PM | المشاهدات: 471


العملات الرقمية والأسباب وراء التقلبات المستمرة لها
نورهان إيهاب

علينا أن نتعرف علي العملات الرقمية : فالعملات الرقمية، وفقاً لمفهومها العام، هي أموال تستخدم عبر الفضاء الإلكتروني، وتتوافر في شكل رقمي غير ملموس نهائياً، لكن لها خصائص النقود الورقية التقليدية، حيث يمكن الحصول عليها أو تحويلها أو استبدالها بعملة أخرى، وفقاً لموقع "كوين تليغراف" المتخصص في أخبار العملات الرقمية.

ويمكن استخدامها لدفع ثمن السلع والخدمات، مثل اتصالات الهاتف المحمول والإنترنت والمتاجر عبر الإنترنت وغيرها، وتتسم بأنها بلا حدود جغرافية أو سياسية، حيث يمكن إجراء المعاملات واستقبالها من أي مكان في العالم.

ومؤخراً أصبحت العملات الرقمية وعملة البيتكوين تحظي باهتمام أكثر من أي وقت مضى. ويصف الخبراء عملة البيتكوين بأنها مستقبل المال والتحوط ضد التضخم لأنها غير خاضعة للحكومات.

 

 

اقرأ أيضاً / مع حدوث تغيير في أسعار الذهب... تعرف على أبرز التقلبات في أسعار الذهب منذ بداية الشهر الماضي

 

 

على مستوى أسواق المال والاستثمار، كان النصف الأول من هذا العام، خالصاً لسوق العملات الرقمية، التي اكتسبت شعبية جامحة خلال الأشهر القليلة الأولى لعام 2021، والتي تضاف بلا شك إلى شعبية قوية وراسخة بنتها بالفعل خلال السنوات الماضية.

النصف الأول لعام 2021، كان شاهداً على صحوة أسعار العملات الرقمية، بقيادة العملة الرائدة "بيتكوين"، إلى مستويات سعرية غير مسبوقة، حيث تخطت الوحدة الواحدة من بيتكوين حاجز 60 ألف دولار للمرة الأولى، مقارنة بنحو 30 ألفاً في بداية العام.

العملات الرقمية، اكتسبت هذا الزخم القوي في بداية العام بفضل الدعم الذي حظيت بها من مؤسسات مالية وشركات تجارية كبيرة وحتى مستثمرين مشاهير أمثال الملياردير "إيلون ماسك" وشركة "تسلا" و"باي بال" وغيرها.

لكن في الحقيقة، هدأت هذه الموجة الصعودية وتراجعت أسعار العملات الرقمية لاحقاً، حتى أن بيتكوين انخفضت دون 30 ألف دولار لأول مرة منذ عدة أشهر، قبل أن تتعافي نسبياً وتستقر 40 ألف دولار.

ولإدراك التغير الذي طرأ على سوق العملات الرقمية بشكل عام، يمكن النظر إلى حجم الاستثمار به والقيمة الإجمالية له، والتي بلغت عند مرحلة ما هذا العام مستوى أكثر من 2.5 تريليون دولار، ثم انخفض إلى 1.2 تريلون دولار، ليستقر الآن حول 1.6 تريليون دولار، وهو مستوى أعلى بكثر مما كان عليه قبل عام عند 330 مليار دولار فقط.

هذه الصحوة القوية شجعت النقاشات على مستوى عالمي، حول ضرورة استثمار الحكومات في إنشاء عملاتها المشفرة الخاصة، والتي يمكن إخضاعها للمراقبة والإشراف النظامي، بغرض مواكبة التطور التقني واللحاق باتجاهات المستقبل

 

 

اقرأ أيضاً / العملات والجنيه المصري... كيف تؤثر العملات على قوة واقتصاديات الدول

 

 

أيضاً علينا معرفة العملة المشفرة :هي عملة رقمية أو افتراضية يتم تحصينها عن طريق عملية التشفير، وبالتالي يصبح من شبه المستحيل تزوير معاملاتها أو إنفاقها مرتين، وفقاً لتعريف موسوعة المعلومات المالية والاقتصادي "إنفستوبيديا".

ومن أهم ما يميز العملات الرقمية المشفرة انها غير خاضعة لأي هيئة رقابية او منظمات حكومية، مما يجعلها محصنة تدخل الحكومة والتحكم بها. العملات المشفرة تسمح لمالكها بإمكانية شراء اية خدمات او سلع مادية او حتي تداول العملة لجني عائد من استثمارها

هناك الآلاف من هذه العملات الرقمية الآن، حيث أصدرت العديد من الشركات عملاتها الخاصة، والتي تسمى غالباً "الرموز"، ويمكن استخدامها خصيصا لتداول سلعة أو خدمة تقدمها الشركة.

وهذا يشجع العملاء على شراء العملة المشفرة (باستخدام الأموال الحقيقية) من أجل الوصول إلى السلعة أو الخدمة المقدمة، ، بحسب شركة الخدمات المالية الأمريكية "نيرد ووليت"

بعض الأنواع الأخرى تستخدم في خدمات تحويل الأموال، حيث يمكن للعميل تحويل أمواله العادية بهذه العملات المشفرة، ومن ثم، وباستخدام أنظمة الشركة يحولها إلى عميل آخر في بلد آخر.

ويمتاز هذا النظام بالسرعة الفائقة التي تسبق سرعة أنظمة التحويل البنكية التقليدية. يحصل العميل الآخر على رصيده من الأموال الرقمية التي يمكنه إما الاحتفاظ بها أو تحويلها إلى أموال عادية.

هناك أنواع أخرى من العملات أصدرت بشكل غامض ودون مرجعية محددة، مثل بيتكوين التي أعلن عنها مطور سري لم تكتشف هويته، لكنه قال إنه يستهدف خلق نظام مالي متحرر. لا يمكن تعقب حركة تحويل بيتكوين عبر شبكة بلوك شين الخاصة بها.

لذلك، باتت العملات المشفرة هي أهم وأشهر أنواع العملات الرقمية، وباتت مجازاً تعبر عنها بشكل عام، وباختصار يمكن القول إن العملات المشفرة هي مستقبل المفاهيم الرقمية للأموال.

 

 

اقرأ أيضاً / القوى العاملة تنظم ندوة للمساواة بين الجنسين والتمكين الاقتصادي للمرأة بالمنوفية

 

 

والعملات الرقمية لها مميزات عديدة بمفهومها الجديد المشفر، فإن أهم ما يميز العملات الرقمية، خاصة تلك التي أنتجت خارج نطاق سيطرة الحكومات، فهو اللا مركزية، وهو بنفس عيب يجعل الحكومات تحارب انتشار بيتكوين، والتي تواجه اتهامات بكونها وسيلة للدفع من أجل الأعمال غير المشروعة.

أما استخدام تقنية "بلوك شين" والتي ينظر إليها كأحد وسائل الحماية الإلكترونية التي ستشكل المستقبل، يمنح العملات الرقمية المشفرة موثوقية أكبر، لأنها تضمن سلامة البيانات وسرية المعاملات.

يرى المؤيدون للعملات المشفرة مثل بيتكوين كعملة المستقبل ويسارعون لشرائها الآن، على الأرجح قبل أن تصبح أكثر قيمة، حيث يحب أولئك حقيقة أن العملة المشفرة تمنع البنوك المركزية من إدارة المعروض النقدي، حيث تتسبب سياسات هذه البنوك بمرور الوقت إلى في تقليل قيمة الأموال العادية عن طريق التضخم.

أما بالنسبة لمستقبل العملات الرقمية ينظر للعملات الرقمية باعتبارها أموال المستقبل، وهذا ما يدفع البنوك المركزية الآن إلى دراسة وتجربة إصدار العملات الرقمية الخاصة بها، وبالفعل خاضت دول تجارب فعلية مثل الصين التي بدأت (على نحو محدود) استخدام اليوان الرقمي، الذي قد يتسبب في صراع نفوذ بين الصين والولايات المتحدة، نظراً لتحرره عن النظام المالي العالمي الذي تهيمن عليه أمريكا.

أما على جانب الاستثمار، ترتفع قيمة العملات المشفرة بين حين وآخر، لكن العديد من المستثمرين يرون تداولها كمنتج استثماري مجرد تخمين ورهان وليس استثماراً حقيقياً.

والسبب أنها مثل مثل العملات الحقيقية.

ويتوقع أن تتجاوز عملة بيتكوين العملات الورقية بحلول عام 2025، عندما سيبلغ سعرها 150 ألف دولار.