12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الثقة العمياء.

2021/07/15 10:12 PM | المشاهدات: 1451


الثقة العمياء.
بسمة جمال إبراهيم الدسوقي

إن كثير من الناس يعطون الثقة لمن لا يستحقونها، ولا نكتشف ذلك إلا بعد فترة من الزمن، وذلك مثل الثقة بين الصحاب سواء مدرسة أو جامعة أو شغل أين كان المكان الذي جمعنا بهم لمجرد أننا لمسنا فيهم الصدق والطيبة في التعامل وثقنا بهم، ونبدأ أن نتكلم معهم بكل أريحية ونحكي كل شىء دون أن نختار ما الذي ينبغي أن يحكى، وهي طبيعة البشر أننا أحيانًا لا نفرق بين الشخصية التي يجب أن نثق بها والشخصية التي يجب الابتعاد عنها.

 

اقرأ أيضًا: التعليم على الطريقة الحديثة

ومن الأسباب التي أدت إلى ذلك أننا نتكلم بتلقائية مع الذي نعرفه ومن لا نعرفه، ويوجد أشخاص عندما نحكي لهم يبدأون باستغلال ذلك الكلام لمصالحهم، ونحن لا ندري ولا نفهم نظراتهم التي هي في الظاهر نظرة حب وحنان واحتواء أحيانًا، ولا ندري ما وراء هذه النظرة من الخبث والتلاعب بمشاعر الآخرين.

 

اقرأ أيضًا: دموع خادعة

ومن الأسباب أيضًا أننا أحيانا نبحث عن الثقة ونريد أي احتواء وحب وحنان من أي شخص لأننا ليس لدينا ثقة في أنفسنا، فيجب أن نكون حذرين جدا جدا عند التعامل مع أي شخص سواء نعرفه منذ فترة أو لم يسبق لنا معرفة به أي مجرد معرفة سطحية عابرة، فلكل مقام مقال، فيجب اختيار الشخص الذي يستحق أن أضع ثقتي به، فالمواقف هي التي تحدد هل هم جديرين بهذه الثقة أم لا.

 

اقرأ أيضًا: حديث مع الخلاء

 ومن ذلك يتبين لنا أننا يجب أن تكون الثقة نابعة من أنفسنا أولاً، وذلك من خلال التدريب والمتابعة اليومية عليها في كل شيء ولا نحط من أنفسنا ولا نحتقرها؛ فإن لكل إنسان مثلما لديه عيوب لديه الكثير من المميزات أيضًا؛ فينبغي أن لا نرى نصف الكوب الفارغ فقط؛ بل يجب أن نرى النصف الممتلىء، ثم بعد ذلك عند التعامل مع الأشخاص لابد أن نعرف ماذا ينبغي أن نحكي، ولا نحكي بتلقائية مفرطة، وبالتالي نأتي بعد ذلك الندم عليها، فيجب الحرص في ذلك، وينبغي أن لا نكون كتاب مفتوح لمن يريد، حتى لا نقع فريسة سهلة لكل من يريد يلتهمها، وننصدم بالواقع المرير أنهم لا يستحقون تلك الثقة، ولا يعرفون معناها من الأساس.