12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

"كليوباترا السابعة"

2020/06/13 04:43 PM | المشاهدات: 2107


"كليوباترا السابعة"
ساره حنفي

إقرأ أيضاً:"سلسلة..شخصيات وحروب برزت في تاريخ مصر"

- كانت كليوباترا السابعة إبنة بطلميوس الثاني عشر (الزمار) ، وتولت بعده الحكم كملكة سنة 51 ق.م و كانت تبلغ السابعة عشر..مقاسمة العرش مع أخاها بطلميوس الثالث عشر الذي كان صغيرا لم يبلغ الرابعة عشر من عمره و الذي كانت قد تزوجته أيضا. لكي تفرض سيطرتها علي الحكم.. وقد وصُفـت بأنها كانت جميلة وساحرة . على نقيض ماتبرزها الصور التي وصلت إلينا . أما الرجال الذين وقعوا في غرامها فقد أسرتهم بشخصيتها القوية الظريفة وبذكائها ودهائها و معرفتها لأكثر اللغات حتي الهيروغليفيه المصرية .

 

- كانت دائمة النزاع مع شقيقها الذي كان تحت سيطرة رجال البلاط الذين لم يروق لهم استقلال كليوباترا بالحكم بعيدا عن أخيها فلم يستطيعوا تحقيق مطامعهم الشخصية فأخذوا يوقعون بينهم بإقناع الصغير بأن أخته تحاول أن تستقل بالحكم و حاولوا قتلها فإنتهى ذلك بهروبها من مصر ..

 

 - في ذلك الوقت كانت البلاد مملكة تحت الحماية الرومانية، والمصدر الرئيسي للقمح بالنسبة للشعب الروماني، فأقبل (يوليوس قيصر) حاكم روما إلى الاسكندريه يطارد بومبي عقب هزيمتة في "فارسالوس سنة 48 ق.م" ، (مع العلم إن رجال البلاط قتلوا بومبي لما لجأ للملك الصغير عشان ميدوش فرصة ليوليوس قيصر إنه يتدخل ف شئون مصر بس للأسف فشلوا) فوجد قيصر أن النزاع بين الاخوة مازال قائماً فيها، وكانت كليوباترا تحاول العودة إلى مصر فعمدت إلى الظهور فجأة أمام قيصر ملفوفة في سجادة - كما يزعمون - كي لا يتعرف عليها أحد و لكى يساعدها في تحقيق غايتها للعودة إلى الحكم وقد أسرته ، إما بمفاتنها ، و طريقتها و أسلوبها فى الحديث أو بالمنطق الجلي بأنها ستكون حاكماً أفضل من شقيقها، وساعدها قيصر في التغلب على بطلميوس الذي غرق في نهاية المعركة، و أعلن قيصر أن كليوباترا هي الحاكم الشرعي للبلاد و لكن بشرط أن تتزوج أخيها الثاني بطلميوس الرابع عشر و يقاسمها ف العرش كسابقة..

 

إقرأ أيضاً:"سلسلة.. شخصيات وحروب برزت ف تاريخ مصر

 

- ثم حدث أن إعجاب يوليوس قيصر لم يقتصر فقط إلي هذا الحد بل أنجب منها ولد و هو بطلميوس قيصر و لكن سخر السكندريون من هذا الاسم و أطلقوا عليه (قيصرون) و معناه قيصر الصغير و بعد سنة أرسل يوليوس قيصر إلي كليوباترا لتلحق به إلي روما فذهبت و معها بطلميوس الرابع عشر وقيصرون و حرصت علي أن تحيط نفسها بمظاهر الأبهه و الرخاء مما أثار غضب الرومان الذين نظروا لها علي إنها محظيه لقيصر و ليست زوجة لأن زوجته كانت علي قيد الحياه..بعد ذلك إنتشرت الاقاويل و الاشاعات أن قيصر يريد أن يقيم ملكية شرقية و ينقل عاصمة الرومان إلى الإسكندرية بدلا من روما (و لكن بدل ما سي قيصر يحاول يهدى الدنيا كانت تصرفاته مع كليوباترا بيولعها اكتر) كان الرومان في ذلك الوقت يستعدون لحربهم مع البارثيين (الفرس ) و قرر مجلس السناتو الروماني أن يعقد جلسة لذلك في 15 مارس 44 ق.م (بس الحقيقة إن الجلسة كان ليها غرض تاني) بمجرد أن دخل قيصر إلي القاعه حتي همّوا بإغتياله و منهم صديقه المقرب بروتوس الذي وجه له الطعنة القاضيه فمات (و منها جملته الشهيرة و هو بيموت..حتي أنت يا بروتوس ).

 

- وجدت كليوباترا نفسها وحيدة في روما و تبخرت آمالها و أحلامها التي كانت ترسمها فعادت مسرعة إلي الإسكندرية و سارعت بالتخلص من أخيها بطلميوس الرابع عشر و أشركت معها إبنها قيصرون في الحكم و الذي إدعت أنها أنجبته من الإله آمون الذي تمثل لها في شخصية قيصر!!!..بعد ومقتل قيصر سادت الفوضي في روما و و لكن ماركوس أنطونيوس تمكن من الإمساك بزمام الأمور و قرأ وصية قيصر علي الملأ و التي يقول فيها أنه تبني أوكتافيوس(أغسطس) حفيد شقيقته يوليا و أنه منحه إسمه و ثروته و كان هذا الشاب يقيم في اليونان أثناء مصرع قيصر فأتي إلي روما لكي ينتقم من قتلة قيصر لا لكي يرث، و بالتعاون مع أنطونيوس إستطاعوا الانتقام من قتلة قيصر و تقاسموا حكم الإمبراطورية سوياً

فكان الجزء الغربي من نصيب أوكتافيوس 

و الجزء الشرقي من نصيب أنطونيوس

 

إقرأ أيضاً:أوبرا وينفري...المرأة الشجاعة.

 

(و جه وقت الحساب)...توجه أنطونيوس للشرق و أرسل لبعض القادة لكي يوضحوا موقفهم خلال الصراعات و الحروب السابقة مع قتلة قيصر و منهم كليوباترا التي وقفت موقفاً متخاذلاً مع رجال قيصر و إكتفت بإرسال الفرق العسكرية التي كان قد تركها لها في الإسكندرية (طلعت ذكيه مدخلتش نفسها ف حرب مش معروف ايه نهايتها ) و كعادتها ذهبت إليه بموكب مهيب و سيطرت عليه بأسلوبها البارع فقبل علي الفور الأعذار التي قدمتها و تركته عائدة إلي الإسكندرية موجهة له دعوة لزيارة مصر قريباً، و هذه الدعوة صادفت هواه و بعد أن أنهي تنظيم أحوال ولاية سوريا سارع بالذهاب إلي الإسكندرية لقضاء فصل الشتاء فيها، و حتي ذلك الحين كانت علاقته بأوكتافيوس طيبة إلي أن أكتشف أوكتافيوس مؤامرة ضده من زوجة أنطونيوس و شقيقته مما جعله يشك في صديقه و تم الصلح بتدخل أصدقاء الطرفين و تزوج أنطونيوس أوكتافيا أخت أوكتافيوس بعد وفاة زوجته السابقة ، و لكن تدهورت علاقتهم مره أخري بعد أن عاد أنطونيوس إلي علاقته السابقة بكليوباترا و إعلانه الزواج منها و إعترافه بالتوأم الذي أنجبه منها كأبناء شرعيين له و أن قيصرون هو الابن الشرعى لقيصر و أن كليوباترا هي الملكه أم الملوك..

 

- و هكذا ظل أنطونيوس يرتكب المزيد من الحماقات التي تثير غضب أوكتافيوس و الرومان الذين أصبحوا يرون فيه أداة طيعة في يد إمرأه أجنبية و يرون فيها نموذجاً مجسداً للفجور، إلى أن وقع في يد أوكتافيوس وصية لأنطونيوس تنص علي أن يدفن في الإسكندرية بعد وفاته و هنا إشتعلت الحرب بين الطرفين و إنتهت بموقعة أكتيوم البحريه اللتي قضت على الدولة البطلميه للأبد 31 ق.م.

 

- أقنعت كليوباترا أنطونيوس أن يخوض تلك الحرب مع أوكتافيوس و نصح رجال أنطونيوس قائدهم بعدم ظهور كليوباترا في ميدان القتال ولكنها رفضت و أصرت علي البقاء لانها كانت تخشي أن تنجح أوكتافيا في عقد الصلح بينهما و ذلك أثار روح القتال لدى الرومان واضعفها لدى رجال أنطونيوس و لقي هزيمة ثقيله على أثرها إستطاعت كليوباترا الإنسحاب بأسطولها و لحق بها أنطونيوس تاركاً جنوده في ميدان القتال و لحق بهم أوكتافيوس لكي يحتل الإسكندرية ، و يكلل إنتصاره و زادت روح اليأس لدى أنطونيوس خاصة عندما تسرب إليه خبر إنتحار كليوباترا فأنتحر هو الاخر و لكن عندما علم كذب الخبر و هو يلفظ أنفاسها الأخيرة طلب أن يحمل إليها لكي يموت بين يديها وتم تلبية رغبته.

 

إقرأ أيضاً:"سلسلة شخصيات و حروب برزت في تاريخ مصر

 

- دخل أوكتافيوس الإسكندرية منتصراً فحاولت كليوباترا التفاوض معه و عرضت عليه أن تتنازل عن العرش لأبنائها و لكنه أخذ يماطل في قبول طلبها و كان قد وعد شعبه أن يسوقها في موكب النصر مع الاسري و لكن عندما علمت ذلك فضلت الانتحار علي أن تدخل روما في ثياب الذل و تعرض كالسبي للرجال و ماتت بلدغة الحيه المقدسة.

 

-قام أوكتافيوس بقتل قيصرون الذي كان منافساً خطيراً له على الحكم ونقل أولاد كليوباترا إلي روما و أخذتهم أخته لترعاهم بصفتهم أولاد زوجها و هنا أنتهت الدولة البطلمية وأصبحت مصر ولاية رومانيه.

 

- الحقيقة أن كليوباترا تعتبر من أكثر الشخصيات إثارة للجدل (وصفها tarn بأنها أعظم خلفاء الاسكندر) ، و تأثر المؤرخون بالدعايا الرومانية التي ألصقت بها كل ما هو مشين و لكن كليوباترا كانت تتمتع بالذكاء وقوة الشخصية كانت مثقفة تتقن الكثير من اللغات حتي أنها لم تحتاج إلى مترجمين و كانت الوحيدة بين ملوك البطالمة التي تعلمت اللغة المصرية القديمة، و تأثيرها على الرجال لم يكن نابع من جمال خارق بل أن مظهرها كان عادياً ولكن بقوة عقلها و ذكائها، حتي أنها إنتزعت كلمات الإعجاب من ألدّ أعدائها فأكثر المؤرخين الرومان الذي هاجمها هو هوراتيوس يصف موتها بأنها كان موقفاً نبيلاً .

 

- ألهمت كليوباترا الكثير من الشعراء و الادباء الذين كتبوا عنها، و عندما نضعها في ميزان التاريخ يجب أن ننصفها فقد تولت عرش مصر و هي دولة ضعيفة مزقتها الصراعات الداخلية و الخارجية و إن إختلفنا حول الوسائل التي اتبعتها لكي تحافظ علي استقلال بلادها إلا أنها الطريقة الوحيدة التي كانت أمهامها للوقوف امام غطرسة و ظلم الرومان.

 

 و يختم الأستاذ (ذكي علي) كتابه عن كليوباترا "إنها ملكة قسا عليها الدهر فأثخنها بالطعنات و الجراح حتي خرت كليمة و هي أحوج من أن تكون إلي كلمة عدل و إنصاف "

و يمكن القول أن حكم كليوباترا كان يمثل صحوة الموت لدولة البطالمة.

 

إقرأ أيضاً:الملكه مر نيت