12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

هاديس الكئيب

2021/03/23 02:24 PM | المشاهدات: 903


هاديس الكئيب
وروف احمد

هاديس او هيدز، هو أخ لزيوس كبير الآلهة و أيضا أخ لهيرا زوجة زيوس، و هو مالك العالم السفلي أو عالم الموتي، و قد سمي هيدز كناية عن عما يحمله باطن الأرض من كنوز، و التي تعد جزء من مملكته، و هيدز أساسا تعني "مانح الثروة"، و اشتهر أيضا بخوذته التي تخفيه عن الأنظار، و هايريس تعني الخفي.

و كان أكثر الملوك و الناس حقدا علي زيوس، حيث قام زيوس بخداعه و أنزله إلي العالم السفلي، و قد اخترع هاديس كائن وحشي و اسماه كراكن*، ذلك لإخافة الناس.

كانت مملكة هاديس مملكة كئيبة مظلمة، لا ينفذ اليها اشعة الشمس، و فيها تجري الأنهار الكئيبة، تسمع اضطراب امواج نهري كوسيت و اشيرون، حيث ارواح الموتي تملأ بالانين ضفافها، و عبر الحقول الكئيبة تكون مملكة هاديس، المملوءة بازهار الاسفوديل، يندفع اشباح الموتي و هم يشكون من حياتهم البائسة، و بهدوء بتردد انينهم الذي بالكاد يسمع، الشبيه بحفيف الاوراق الذابلة، تدفعها ريح الخريف.

يجلس هاديس حاكم المملكة علي عرش ذهبي مع زوجته برسفونة، و تقف علي خدمته آلهة الانتقام الايرينات القاسيات، يلاحقن المجرمين بالسياط و الأفاعي، لا يتركونهم يرتاحون دقيقة واحدة، يعذبنهم بتأنيب الضمير، لا يمكن ابدا ان يختبئ احد منهن، و علي عرش هاديس يجلس قاضيا مملكة الموتي "مينوس" و "رادامانت"، و بالقرب من العرش أيضا يقف إله الموت ثاناتوس، شاهرا سيفه، يرتدي معطفا أسود، و له جناحان اسودان كبيران.

 

إقرأ أيضًا/مومياء التمساح

 

خين يأتي ثاناتوس إلي فراش المحتضر لكي يقص بسيفه خصلة من شعره، و يتخلص من روحه، و من هذين الجناحين الكبيرين تهب برودة المقابر.

و إلي جانب ثاناتوس تقف الكيرات الكئيبات، فرحين تغمرهن السعادة و هن يرين كيف يسقط المحاربون المصابون في ساحات القتال، الواحد تلو الآخر، حيث يقمن بامتصاص دمهم، ينزعن أرواحهم من أجسادهم.

و هناك أيضا بالقرب من عرش هاديس، الإله الشاب الجميل هيبنوس، يحوم بشكل غير مسموع، فوق الارض، يصب في الليل كل يوم الشراب المنوم للناس، و يلامس بلطف عيونهم بصولجانه، يغمض الاجفان في هدوء فيروح الناس في سبات عميق، و هو إله لا يستطيع ان يقف في وجهه أي مخلوق من أي نوع بشري أو إله، حتي زيوس كبير الآلهة نفسه.

 

إقرأ أيضًا/"باستت"

 

و في أطراف المملكة يوجد الآلهات اللاتي يعطين الأحلام، منهن من يمنح الأحلام الصادقة و غيرها تمنح الاحلام الفظيعة، و أيضا هناك إلهة الاحلام الكاذبة التي تقتل الناس و تقودهم إلي الهلاك.

و في ارجاء المملكة أيضا نري الشبح "إمبوزا" ، لها أقدام الحمار، و هي شيطانه تستدرج الناس في الظلام، إلي مكان مهجور، فتمص كل دمهم، و من ثم تلتهم أجسادهم، التي لا تزال تنتفض.

و هناك عفريته أيضا تدعي "لاميا"، التي تتسلل في الظلام إلي غرف الأمهات السعيدات و تختطف أطفالهن.

و ربة كل العفاريت و الأشباح تقف، و هي تدعي هيكات و هي بثلاثة ابدان و ثلاثة رؤوس، و في الليالي غير المقمرة تقوم بطواف عبر الطرقات و عند القبور، برفقة حاشيتها، و من حولها كلابها الشرسة التي تدعي "ستيكس" ، ترسل الفظائع و الكوابيس إلي الأرض التي تهلك الناس.

 

إقرأ أيضًا/احتلال الهكسوس لمصر وأصل الهكسوس