12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

احتلال الهكسوس لمصر واصل الهكسوس. 

2021/03/23 12:09 PM | المشاهدات: 941


احتلال الهكسوس لمصر واصل الهكسوس. 
عبدالله عصام عباس

احتلال الهكسوس لمصر :

 

تعرضت مصر في عصر الاضمحلال الثاني لغزو عسکری نتج عنه احتلال الهكسوس لمصر، وقد خضعت البلاد لأول مرة في تاريخها للاحتلال الأجنبي، ومكث هؤلاء في مصر أكثر من مائة سنة، واستغل الهكسوس عدم وجود خانم توي يعيد إلى مصر مجدها الغابر، فنهب هؤلاء الأعداء خيرات البلاد، لاسيما وأن النصوص المصرية وصفت هؤلاء بالهمج وأن احتلالهم كان وباء ومحنة شديدة.

 

أصل الهكسوس:

عرف الهكسوس في النصوص المصرية باسم(حقاو - خاسوت) وتعنی حكام الصحراء أو حكام البلاد الأجنبية، في إشارة إلى هؤلاء على أنهم عبارة عن بدو رحل ينتقلون من مكان إلى آخر للبحث عن مصادر جديدة لرعي أغنامهم ودوابهم حتى يتمكنوا من العيش، وهذا التعبير (حقاو - خاسوت) يطلقه المصري على كل قبيلة أو مجموعة ليس لها مكان معلوم، ففي فكر المصرى القديم أن الهكسوس آتوا منطقة صحراوية، إذا فهم بدو رحل، استغلوا ضعف الملوك بعد الملوك العظماء في الأسرة الثانية عشرة، فخرجت بطونهم تترا إلى حدود مصر الشمالية الشرقية، لاسيما وأن ملوك الأسرة الثانية عشرة بداية من عهد الملك امنمحات الأول الذي شيد حصونا ومعاقل لتمنع من تسلل بدو فلسطين وشمالی شرق جزيرة العرب، وعرفت هذه الحصون في النصوص المصرية باسم حائط الأمير . 

 

إقرأ أيضًا/دكتور عمارة من الماركسية إلى الإسلام

 

وقد وردت أخبار هذه الحوائط أو الحصون في السيرة الذاتية أو ما يعرف باسم قصة سنوهی، فعندما فر من حدود مصر الغربية إلى أقصى حدودها الشمالية الشرقية، خوفا من أن يتهم بمقتل الملك إمنمحات الأول، إذ كان سنوهي يقاتل قبائل التمحو (ليبيا) تحت قيادة الأمير سنوسرت، فلما بدا يتسرب خبر وفاة إمنمحات الأول، خشی سنوهي أن يتهم بقتله، فأسرع هاريا ناحية فلسطين، فعندما كان يمر على هذه الحوائط كان ينتظر حلول الليل حتى لا يراه من يرابض عليها خشية أن يراه، فيمسكه، ويعيده مرة أخرى إلى مقر الملك.

 

إقرأ أيضًا/خولة بنت الأزور حقيقة أم خيال

 

حكم الهكسوس وأشهر ملوكهم :

تجمع المصادر المصرية على أن الهكسوس كانوا قوما مخربين وأنهم أذلوا مصر وخربوا معابدها، ومما يؤسف له أن هذه هي وجهة النظر المصرية، حيث لم ورد في نصوص الهكسوس أية مصادر تشير إلى علاقاتهم بالمصريين. واحتوت بعض اسماء ملوك الهكسوس على اسم رع ومن هؤلاء (عا - أوسر - رع) و (نب - خيش -رع) و (عاقنن -رع) ، فلعل ذلك يشير إلى تقليد

هؤلاء للأسماء المصرية، وحمل بعض ملوك الهكسوس لقب (سا - رع) ابن رع وعبد الهكسوس الإله (سوتخ) وهو دون شك أحد مظاهر الإله (ست) المصري الذي كان يعبد في شرق الدلتا منذ الدولة القديمة، وأنه لم يكن غريبا على البلاد، والمرجح أن الهكسوس رأوا في هذا الإله شبيها أو صورة من الإله الأسيوي

(بعل)، فقبلوا أن يعبدوه وجعلـوا منها المعبود الأكبر في البلاد، فكان في هذا الإجراء بعض ما آذى شعور السكان الذين كانوا يعبدون آلهة أخرى.

 

إقرأ أيضًا/الملك رمسيس الأول