12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

قوة كروت التاروت

2020/10/03 12:54 AM | المشاهدات: 1291


قوة كروت التاروت
إسراء نشأت عبد الرازق

ترددت الكثير من الأقاويل عن ما يُعرف بـ ورق التاروت ، وعن قُدرته الكبيرة على التنبؤ بما يمكن أن يحدث في المستقبل وإرتباطه بعلوم الطاقة ، كما يُقال أيضًا أنه مرتبط إرتباط وثيق بالسحر .. فما حقيقة الأمر ؟ 

تخيل معي أنك هُناك .. في أوائل القرن الـ ٢٠ وشاهد الأحداث واحدة تلو الأخرى ..

باميلا كولمان سميث ، وهي رسامة أمريكية تم تكليفها بمشروع مهم تحت إشراف إثنين من أهم رجال العالم في ذلك الوقت والذين ترددت عنهم الكثير من الأحداث الغريبة وهما : أليستر كراولي ( مؤسس ديانة الثيلما ) ، وإدوارد وايت وهو عالم باطني 

وحينها .. كانوا أعضاء في منظمة معروفة بإسم ( جماعة الفجر الذهبي الهرمسية ) والتي كانت أكبر منظمة في أوروبا مختصة بممارسة السحر والعلوم الباطنية في أوروبا 

أما بالنسبة إلى المشروع المطلوب من باميلا كولمان سميث فعبارة عن كروت للتنبؤ بالمستقبل وهي التاروت أو Rider-Waite 

فما هي الأفكار التي يُمكن أن تُستخدم لنجاح هذا المشروع ؟ 

تم إستخدام أفكار مقتبسة من منظمة الفجر الذهبي الهرمسية وتوقعاتهم للمستقبل ورُسمت على تلك الكروت ، حيث كان أعضاء المنظمة يؤمنون بفكرة واحدة فقط وهي أن هذه الكروت عبارة عن وسيلة تواصل بين الإله ، والإنسان ، وعلوم الكون 

اقرا ايضاً / اسطورة ايزيس وازوريس

ومن أهم ما كانوا مُقتنعين به أن بداية نشأة فكرة تلك الكروت في الدولة المصرية القديمة مع إختلاف بعض التفاصيل ، وأن الإنسان المصري القديم كان يستطيع قراءة الكروت ومعرفة المستقبل بواسطة بعض الطقوس وذلك عن طريق الدخول إلى ممرات تبدأ من ممر أسفل أبو الهول ، وتمتد حتى هرم خوفو في قاعة معينة موجود بها حوالي ٢٢ لوحة وحارس للقاعة .. 

وهذا الحارس هو من يبدأ في شرح معلومات اللوحات وفي النهاية يعطي للشخص حكمة أوراق التاروت 

إنها مجرد نظرية إفترضها أحد أعضاء منظمة الماسونية كما كان أحد أكبر السحرة المعروفة في العالم وكتب العديد من الكتب التي تتحدث عن السحر والعالم الآخر ، ومؤسس كنيسة الشيطان ، إنه إليفاس ليفي 

عُرف عن إليفاس ليفي بعض الأشياء الغامضة ، منها : قدرته على إتقان السحر حيث مارس جميع أنواع السحر بمختلف طرقها ومختلف الحضارات التي تمت ممارسة السحر بها ، كما قرأ في جميع الديانات وكتب العديد من الكتب مثل : إنجيل الحرية ، وتاريخ السحر .. وغيرها من الكتب 

ومن ضمن ما حاول إليفاس ليفي أن يُرسخه في عقول الناس حتى ولو كانت أفكار ليس لها أي أساس من الصحة أن قدماء المصريين هم أساس ممارسة الكابالا اليهودية ، وأن سبب وجود ٢٢ لوحة خاصة بالتاروت نسبة إلى عدد الحروف العبرية ، ولذلك كانت كل محاولاته هي ربط بين تاريخ الحضارة المصرية القديمة والتاروت والسحر ..

وبسبب تلك الأفكار الغريبة حدثت حينها العديد من النزاعات بين المؤرخين الإسرائيليين وعلماء الكابالا اليهودية ووجهوا له تُهمة بتزوير التاريخ 

وعلى الرغم من عدم صحة أفكار إليفاس ليفي ، إلا أن أليستر كراولي وإدوارد وايت إستعانوا بتلك الأفكار في كتابة كتاب لتفسير التاروت في كتاب كان قد بدأ أليستر في كتابته أثناء إنشاء ديانة الثيلما وعُرف بـ ( كتاب تحوت )

ومنذ أن قامت تلك الأفكار الغريبة وهي مستمرة حتى الآن وتنتقل على ألسنة الناس أن أساسها هو الإنسان المصري القديم ، في حين أنه لا يوجد أي دليل مادي يؤكد هذا الكلام وإنما هي فقط مجرد محاولة لتزوير التاريخ  

وإذا نظرنا إلى التاريخ الحقيقي للتاروت وممارسته الحقيقة ، فنجد أنه مُستخدم منذ زمن بعيد وفي العصور الإسلامية أيضًا ولكن لأغراض مختلفة ..

إيطاليا .. في الفترة من ١٤٠٠ إلى ١٤٦٠ ، لعبة Gioco Dei Trionfi ، وهي لعبة كانت تستخدم كنوع من أنواع ألعاب الرهان وكان لهذه اللعبة أكثر من طريقة وتكونت من ٢٢ كارت يمثلون عدة أشياء مثل الحب والموت والمصير وغيرها .. وحتى فترة قريبة كان معروف أن بداية ظهور تلك الأوراق في إيطاليا ، ولكن تم إكتشاف أوراق أقدم منها تعود إلى القرن ال ١٢ في وطننا العربي ، ولكنها كانت عبارة عن ٥٢ كارت ، وكان يتم لعبها في العصر المملوكي وتختلف جودة الأوراق حسب الفئة التي تستخدمها ، ومن ضمن تلك الكروت المكتشفة مجموعة اكتُشفت في عام ١٩٣٩ ومحفوظة حاليًا في قصر طوب قابي بإسطنبول ، ويُرجح أنها إنتقلت من الوطن العربي إلى إيطاليا وذلك بسبب العلاقات بين الدول 

اقرا ايضاً / سد اللاهون

على الرغم من إستخدامها لأغراض مختلفة قديمًا عن الآن ، فهناك قناعة غريبة عند الكثير من الناس على قدرة هذه الكروت على معرفة أحداث قد تكون خفية .. 

لقب تاروت جاء من تحريفات عديدة حيث تم تغيير إسم اللعبة من Trionfi إلى Tarocchi ..

فما يُمكن أن يكون سبب إرتباط مجرد لعبة إلى أعمال السحر والتنبؤ بالمستقبل ؟

اقرا ايضاً / المحرمات الدينية فى مصر القديمه

في القرن ال ١٥ والتي كانت فترة إضطهاد الكنيسة لكل من يستخدم أي أفكار غريبة أو يخالف قواعد الكنيسة فهو بذلك يُغير القواعد التي أسستها الكنيسة ويخالف التعاليم الدينية ويتم إضطهاده ، وحينها حتى يستطيع الناس النجاة فكانوا يقوموا بلعبها في الخفاء أو حرقها ، وحتى الآن لا يوجد دليل يُثبت كيفية إستخدام هذه الكروت قديمًا 

أما الطريقة المستخدمة حاليًا فهي مُجرد إتباعًا لتاريخها حتى ولو كان خاطئًا .