سلاما علي أرواحنا التي دفنت وانتقلت من الفتور إلي فقدان الشغف في كل شئ .
إن جمال الحياة بمتعتها فماذا يفعل الإنسان الذي فقد شغف الحياة..
وكيف يعيدوا له شغفه مرة أخري!!
وهل الشغف إذا انتهي يعود مرة أخري؟!!
فأصعب مراحل البؤس وأخرها هي فقدان الشغف بعد الفتور فيصبح الإنسان لا يهتم بالماضي ولا يستعد للمستقبل ولا يعيش الحاضر، ولكنة يعيش فقط لأن بداخلة روح تتنفس بالرغم عدم الإحساس بشئ، فالشغف هو الإثارة التي تدفعنا لفعل شئ غير متوقع وهو أيضا اليقين للوصول إلي هدف أو شئ ربما كان صعب الوصول إليه، ففقدان الشغف هو أصعب أنواع الفقد حين تفقد الشغف يتحول الإنسان إلي شعور اللامبالاة وعدم وجود اللهفة التي كانت موجودة لنفس الشئ من قبل ، فالكثير منا يعتقد أن لا شعور أصعب من الاكتئاب ولكن في الحقيقة فقدان الشغف أصعب بكثير فهو ناتج عن الظلم والتعرض للوجع بشكل قهري فتشعر أنك لا تنتظر شيئا يحدث ،ولا تبحث عن شئ جديد فتصبح لا تعني لك الحياة.
=====
اقرا ايضاقسوة الأيام
=====
ففقدان الشغف أسوء من الاكتئاب فعندما يكتئب الشخص يمكنه التعبير عن مابداخله والأفكار التي تستحضر في ذهنه رغم ماساوتيها إلا أنه لديه طريقة للتعبير ربما بالحديث مع شخص ما ، أو بالكتابة ،فالكتابة هي ستار الأوجاع وهي الملجأ الوحيد لنا عندما لا نهوى الحديث، فلا شعور مثل فقدان الشغف فهو أشبه بالموت الناعم ودفن أرواحنا بداخلنا حيث أنك لم تعد تنجذب نحو أي شئ ولا تهتم بأي أمر مهما كان.
فلا أنسي اليوم الذي سألت أحدهم عن شعوره بعدما فقد شغفه تجاه الأمر الذي طال انتظاره فوصفه بابتسامة تحمل الكثير من الأوجاع قائلا أنني الآن أفقد شعوري ولهفتي تجاه كل شئ فلم يعد شئ مثلما كان في نظري ، فغياب الشغف موجع ويترك أثرا سيئا ويجعلك تائها بلا شعور فاذا مات الشغف مات كل شئ معه.
=====
اقرا ايضاعزاء القلب
=====
فأنني أسال نفسي!
كيف يتحول الشغف تجاه شئ كنت تراه كل شئ واليوم هو لا شئ؟
كيف ينتهي شغف شخص كان يبتسم دائما رغم سواد المواقف ؟
فأجابت نفسي قائلا !!
حين يتعرض القلب للخذلان من كل شئ فيسبب له وجعا ويصل به الأمر أنه يود أن تتوقف حياته فيصل إلي مرحلة فقدان الشغف في كل شئ في حياته.
ولكن يظل الكثير من الأسئلة في ذهني !!
كيف يعود للإنسان شغفه للشئ الذي يحبه مرة أخري؟ كيف يستعد قلبه وشعوره مرة أخري؟
كيف يستعد شغفه بعد الفتور؟
ولكن سيبقي السؤال الأكثر أهمية وهو هل ينتهي شغف المحب بعد مرور الوقت؟
فالحب الصادق لا يمل ولا ينتهي شغفه تجاه الشخص الذي يحبه فمن يحبك سينظر لك في كل لقاء وكأنة اللقاء الأول، فمن يحبك سيبقي يستمع إلي قصصك وتفاصيلك العادية الذي ينظر لها الآخرين أنها أشياء ليست مهمة ، من يحبك سوف يبقي بجانبك لمدي الدهر ، فلا يوجد سببا يفقد شغف المحب ،فالحب هو وحده الذي يجدد بداخلنا الشغف تجاه من نحب ،والحب أيضا يجدد مشاعرنا ويخلق من الأشياء العادية أشياء أكثر جمالا، فالعلاقات التي تنتهي بانتهاء الشغف فهذه لم تكن حبا منذ البداية بل تكن مجرد إعجاب وانقضي وقته ومضيا أو رغبة ما تم تحقيقها
=====
اقرا ايضاالقدر اللطيف
=====
فالعلاقات الحقيقة هي التي تولد بداخلنا الشغف الذي انطفأ تجعلنا نعيش كل يوم بتفاصيل أكثر جمالا ،فلا أسوء من شعورك تجاه شئ كان الوصول له حلما إلي شعور تبلد المشاعر.
فلا تقتلوا الشغف بداخلكم فإنه ليس مالا يتعوض، أو شي مكسور يمكن إصلاحه، ولكنه شعور يكاد يقتل كل شئ بداخلك وتصبح نسيا منسيا فاذا انتهي الشغف بداخلك لا يعود مثلما كان.