12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

في الجمال و التجميل وأشياء أخرى.

2020/06/05 09:24 AM | المشاهدات: 825


في الجمال و التجميل وأشياء أخرى.
خلود طارق

يعترض سبيلي الإلكتروني الكثير من الإعلانات أثناء التصفح، وظيفتها التعريف بالمنتج الذي توفره هذة الجهة، وتزينه للمارين سريعا، أو اختصاره قدر الإمكان حتى يتوقفوا عنده، أو اقحامه وسط الأشياء التي يقرأونها، على سبيل -هتشوف الإعلان يعني هتشوف بالعافية- وفي الآونة الأخيرة لاحظت ظهور إعلانات كثيرة بشأن الأمور التجميلية وخصوصا عمليات التجميل و تصغير الأنف، يظهر الإعلان على حين غرة مني ودون سابق معرفة ولا استئذان و البيت بيت أبونا و الغُرب داخلون علينا بإعلانات ما لنا فيها حاجة ولا بحثنا عنها بقريب ولا بعيد، هكذا يُلقى إليك صورة عن قبل و بعد، قبل العملية و بعدها، هذا الأسلوب التقليدي الكلاسيكي في الإقناع، اتحير لماذا تظهر لي هذه الإعلانات و لم تكن ضمن نطاق اهتمامتي، من قرأ قليلا عن تحديد الجمهور في الإعلانات الإلكترونية، سيعرف أن هناك طرق استهداف منها: ظهور الإعلان للأشخاص الذين يبحثون عن أمور مشابهة، أو الظهور حسب المنطقة الجغرافية، أو حسب العمر، وهذا الإعلان استهداف الفئة العمرية من السيدات في سن العشرين وما فوقه، لكن لما يسعى الناس أصلا لإجراء عمليات تجميل؟ وما خطب شكل أنفك الحقيقي حتى تسعى لتغيره؟ وخصوصا كل الصور كانت لفتيات صغيرات و أنوفهن الأصلية كانت متماشية مع وجوههن بشكل بديع!.

--------
اقرأ ايضا\اجْتنب ما يُؤذيك
-------
رأي الإنسان في نفسه أحيانا تشوبه بعض الشوائب، لا يكون صحيحا، ولا موضوعيا، بل يظلم نفسه ويكون متأثرا برأي ظالم، أو رأي متنمر و يكرره بينه وبين نفسه حتى مع اختفاء قائله، بعض الأقوال التي تعرض لها في طفولته أو شبابه، و التعليقات الجارحة تعلق برأسه، ويظن أنها الحقيقة المطلقة، و يكره شكله ويسعى في تغيره، الأشخاص جاهلون! يضعون للجمال معايير معينة قاصرة قليلة، في حين أن خالق الخلق وضع الجمال الكثير المتنوع، وجعله يوافق بعضه بعضا، بشكل ديناميكي، فإذا تدخل فيه الإنسان أفسده وزيفه، وذلك أما لأقوال بعض الناس بشكل لا حق لهم، أوبأشخاص مهزوزين في نفسهم، أو محبة في جمع المال.
--------
اقرأ ايضا\نصائح لاستعادة نشاطكِ، تعرفي عليها.
-------

شُكل الإنسان في أحسن تقويم، ملامح تدل على هويته وأصله والصراعات التي خاضها و انتصر وانهزم فيها، ترتسم هذه الملامح على وجهه و يُعرف بها، ألن يكون التخلي عنها أو تبديلها خيانة لها ولنفسه؟، كأنه قطع الصلة بصديق عاش معه دهرا طويلا، خاض معه الكثير من المواقف، طيب خاطره مرة بل مرات، ودون سابقة، ولأنه التقى بشخص جديد قرر دون تفكير وتمهل، التخلي عنه، وإبداله بغيره دون أن يؤذيه لمجرد آراء الآخرين فيه واغتيالهم له بكلاماتهم، وصار صديقه القريب غريبا عنه يتنكر عن معرفته، لا أتحدث عن الذين تُجبرهم الحوادث لإجراء عمليات تجميل، ومحاولة إنقاذ الصديق الرفيق، لكن أتحدث عن الذين من الله عليهم بملامح طبيعية واضحة وقرروا دون الحاجة تغييرها وتبديلها في بادرة قاسية للغاية، والتخلي عن كل السنوات الماضية، والتخلي عنك شخصيا، عن نفسك وماكانت عليه وماكانت تبدو!.
--------
اقرأ ايضا\نصائح لاستعادة نشاطكِ، تعرفي عليها.
-------

الجمال ليس ظاهري فقط، تُقابل أحيانا أُناس حسب المعايير الموضوعة من قبل البشر نتيجتهم فيها متوسطي الجمال، لكن في الحقيقة هم الجمال كله ويزيد، لماذا؟ لأن روحهم جميلة، فاضت بالجمال وزادت حتى ظهرت عليهم، وجوههم نضرة ناعمة تعرف من سيماهم الحُسن الذي سينطقون به لو نطقوا، تعرف كم هي مُريحة معاملاتهم وتعاملهم، وضائين الوجوه، حسني المعشر، الجمال عمل، وأظن أن أشرف الأعمال التي يفعلها الإنسان بنفسه أن يكون جميلا من الداخل، يتعلم كيف ينظر للحياة بشكل إيجابي، وكيف لا يحقد على غيره، وكيف يواجه هؤلاء المتطفلون الذين لا يتوارعون في محاولتهم البائسة من النيل منه ومن نفسه بكلماتهم، فيدافع عن نفسه ويخرسهم إلى الأبد، ويعرفون أنه شخص ذو عزة مالهم حق فيما قالوا وما سيقولون، جميل في عطفهم على الضعيف، ومساعدة المحتاج، أنيس و يؤنس به.
فلماذا -يهدر الإنسان نقوده في عمليات التجميل، ولديه فرصة تناول محشي فيكون إنسانا جميلا وشبعانا؟