خُلقت حواء من ضلع آدم حتى يكون حاميها ومحتويها، ولم تُخلق من أخمص قدميه حتى لا يظلمها أو يشعر أنه أعلى مكانةً منها، ولم تُخلق من أعلى رأسه حتى لا تحاول التمرد عليه، ولكن حكاية حواء تغيرت على مر الزمان واختلاف الحضارات حيث عانت حواء كثيراً وتحملت الكثير من الظلم والاضطهاد الذي وقع عليها من بني آدم، في العصر الجاهلي كانوا يقومون بوأد البنات وهن رضع خوفاً من أن يجلبن العار لعائلتهن، وفي بعض الحضارات كانت المرأة الأرملة تدفن أو تحرق مع زوجها المتوفي.
لماذا حواء؟ لماذا تقبلين كل هذا الظلم الواقع عليكِ؟ لماذا لا تصيحين كفى لم أعد أتحمل هذا؟ لماذا حتى الآن مع هذا التقدم الذي وصلنا له لا تتكلمي لا تنتفضي وترفضي؟ من ماذا تخافين؟ أو بالأحرى على ماذا تخافين؟ إلى متى ستظلين تضحي بحياتك وأيامك في هذا الصمت.
اقرأ أيضاً /عوالم خفية
دعونا نتفق أن المرأة تعرضت للكثير من الأذى في مختلف الثقافات والمجتمعات، وكانت العادات والتقاليد تقيدها بشكل كبير وتمنعها من أبسط حقوقها وهي أن تقرر كيف تسير حياتها على طريقتها على ما تهواه وتحب أن تفعله، فالمرأة لم تخلق لتكون عبدة للرجل، لم تُخلق لتقوم بطهي الطعام فقط، بل خُلقت لتكون هي لتكون ما تريد، لتفعل ما تحب، خُلقت لتحيا سعيدة، خُلقت حواء لتكمل بناء هذه الحياة مع آدم فهي شريكته في كل ما فعله من إنجازات وتقدم، هي رفيقة دربه وليست تابعة له ليست ظله، حواء يجب أن تعرفي قدرك ولا تشعري أبداً بالضعف لأنك أقوى مما تظنين، لأن دورك كبير جداً وله أهمية كبيرة.
اقرأ أيضًا/الخذلان
أتعجب كثيراً من بعض الحالات الموجودة في مجتمعنا لنساء مُعنفات ومقهورات في حياتهن ولا يتكلمن ويكونن مستسلمات لما هن فيه حتى لا ينخرب البيت كما يقول الكبار، هل تريدين إقناعي أن هذا يرضيكِ أن تكوني بكل هذا الضعف والاستسلام، نرى أزواج يقومون بضرب زوجاتهم أمام أطفالهم ولا يشعرون بذرة ندم من فعل ذلك، ما يحزن هنا أن الزوجة تقبل واقعها بكل ضعف خوفًا على الأولاد، هنا يجب أن أسأل هل سيتربى الأبناء جيدًا مع أب مثل هذا؟ في الواقع أنتِ تؤذين نفسكِ وأبنائكِ بكل جهل.
بعض السيدات في هذه الحالة يقولن أنهن لا يستطعن أن يتركن منازلهن لأنهن هكذا لن يكون لهن مأوى، ولكن سيدتي أي مأوى تريدين أن تكملي فيه حياتك وأنتِ مُهانة، أرجوك سيدتي تخطي هذه الأفكار واتركي المكان الذي لا يتم احترامك فيه لا تكّوني سجنك بل كّوني حريتك.
اقرأ أيضًا/الأخت هي نعيم الحياة
عزيزتي حواء لا تنتظري أن يجلب لك أحد حقك خذيه بنفسك، لا تنتظري أن تكوني ضحية حاربي العادات والتقاليد الغبية التي تقيدك، ولكن لا تفقدي القيم والمبادئ وأنتِ تحاولين تحرير نفسك لا تجعلي بعض الرجال يقولون ماذا أخذنا من حرية المرأة غير الفساد الأخلاقي، تحرري وافعلي ما تريدين دون أن تنتهكي حدود الأخلاق، تمردي على واقعك الذي يجعلك ضعيفة اقنعي الجميع أنك خلقتي لتكوني بجانب آدم وليس خلفه.