12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

القرابين البشرية

2020/10/23 06:57 PM | المشاهدات: 469


القرابين البشرية
إسراء نشأت عبد الرازق

جميع الحضارات ممتلئة بالأساطير التي تحولت أحيانًا لحقائق مُطلقة ، وعلى الرغم من تشابه معتقدات الكثير من الحضارات ، إلا أنه هُناك الكثير والكثير من الإختلافات فيما بينهم ، ومن ضمنها فكرة تقديم القرابين .. 
والقُربان في الحضارة المصرية القديمة كان مُجرد هدايا أو أطعمة أو غيرها .. ولكنها لم تكُن يومًا قُربانًا بشريًا أبدًا ..
ولكن حضارات أمريكا الوسطى كان لها رأي آخر ، وبصفة خاصة حضارة الأزتك ..
عزيزي القاريء دعنا أولاً نتحدث سويًا عن طبيعة هذه الحضارة من الناحية التاريخية ..
بدأت حضارة الأزتك في الإزدهار في الفترة ما بين عام ١٣٠٠ إلى ١٥٢١ ، وتألفت من عدة أجناس ، أما بالنسبة لمعنى إسم حضارتهم فذلك بسبب تحدثهم للُغة الناواتل Nahuatl والتي جاء منها كلمة Aztecs وهي كلمة مشتقة من Aztecatl ومعناها قوم من أزتلان .. أما أزتلان فهو عبارة عن مكان أسطوري جاء منه جميع من كانوا في حضارة الآزتك وذلك حسب الأساطير القديمة الخاصة بهم .. 
لقد عُرفت تلك الحضارة بأنها الأكثر رُعبًا في التاريخ فكانوا يقومون بالتضحية بالبشر ، رجال ونساء وأطفال وذلك بطريقةٍ وحشية وهي عبارة عن سلب قلوبهم منهم بالقطع ، وذلك كقُربانًا للمعبود تلالوك وهو إله الخصوبة والمطر ، حتى ألا يثور عليهم ويغضب ويُعاقبهم بإنقطاع المطر عنهم أو أن يثور عن طريق إرسال العواصف التي تُنهي حياتهم جميعًا .. تلك هي الأسطورة الخاصة بهم وتفكيرهم في المعبود تلالوك والذي يُعتبر تفكير غير منطقي لا يُصدقه أي عقل بشري ، ولكنهم بالفعل كانوا على أتم الإستعداد بالتضحية بأي شخص كان ، وذلك لتقديمة قُربانًا للآلهة ..
من ضمن ما عُرف عن طقوسهم أثناء أخذهم لقلب الشخص الذي سيُضحون به وبصفة خاصة الأطفال ، البُكاء .. 
إنه التعبير الذي سيجعل تلالوك سعيدًا ويعطيهم الكثير من المطر .. وحتى يجعلوا الأطفال تبكي أكثر وأكثر عند قطعهم لقلوبهم فكانوا يُزيدون ذلك بطعنهم بالرماح .. 
لم تكن عدد الأشخاص الذين تم التضحية بهم صغيرة ، وإنما كانت آلاف القرابين ، وقيل أنهم قتلوا حوالي ٦٠ ألف شخص في موسم واحد فقط ! 
تلالوك لم يكُن المعبود الوحيد الذي قُدمت له القرابين فكان هناك أيضًا وستيلو بوشتلي ، وهو إله الحرب والنيران ، فكانوا يقدمون له القرابين أيضًا عن طريق وضع الضحية على صخرة ، وتقطيع الجسم بواسطة صخور مدببة ، حتى يستطيعوا أن يقوموا بإخراج القلب وهو ما زال ينبض نبضاته الأخيرة ويرفعوه إلى فوق مُقابلاً للسماء وذلك بمعنى أنهم يمنحوه للمعبود وستيلو بوشتلي كقُربانًا ، أما باقي أجزاء الجسد التي قُطعت بالصخور فكانت تُحرق ..
من طُرق التضحية البشرية أيضًا عمليات التصحية بالنفس ، فكان هُناك وقتٌ يتم فيه وضع القلوب في أوعية خاصة في المعبد ويُقدمها الكهنة للآلهة ،أو يأكلها الكهنة بأنفسهم ، وفي الوقت ذاته يطعن الناس أنفسهم سواء كان ذلك أمام المعبد أو داخله ، وعند إنتهاء شعائر تقديم القلوب للآلهة يتم إلقاء أجساد القتلى للحيوانات ..
هُناك الكثير من الطرق التي اتُبعت لتقديم القرابين للآلهة منها أيضًا طريقة مُخيفة وقاسية وهي الطريقة التي قاموا بها لتقديم القرابين للمعبود خيبي توتيك ، وكانت كالتالي : 
عند حدوث حرب ما ووجود أسرى ، فكانوا يأخذونهم ويقوموا بسلخ جلودهم وهم أحياء بطريقة معينة ويسيرون ودمائهم تسيل على الأرض إلى البيوت ليعطيهم الناس الهدايا التي سيجعلون الإله يرضى بها عليهم ..
وهنا يجب أن نتسائل لماذا حدثت كل هذه الأمور البشعة ، وما سبب تقديم تلك القرابين بالطُرق الغير آدمية التي لا يستطيع بشري تحملها ! 
ذلك بدافع واحد فقط ، وهو إعتقاد ديني لديهم أن بداية الخلق ، ضحى الآلهة بأنفسهم وذلك حتى يستطيعوا منح الحياة للبشر وهذه الفكرة تُعرف بـ The Five Suns ، أو أسطورة الشموس الخمسة ، فما قاموا بفعله هذا كان بمثابة تقديس وتعظيم و رد جميل الآلهة عليهم وهو وجودهم في الحياة عن طريق تضحية الآلهة ..
وختامًا لهذه الأحداث فهُناك الكثير من الغموض والبشاعة في الكثير من الحضارات .. لا تتوقف عن البحث عنها مهما كانت فوق مستوى إستيعابك .