12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

قلعة صلاح الدين الأيوبي

2020/05/18 01:45 AM | المشاهدات: 2161


قلعة صلاح الدين الأيوبي
أحمد القاضي

==================
تقع قلعة صلاح الدين الأيوبي في الحي الذي يعرف باسمها "القلعة"، وهو من أعمال قسم الخليفة وأقيمت على إحدى الربى المنفصلة عن جبل المقطم على مشارف مدينة القاهرة، حيث ترى من الطريق المعروف حاليا باسم صلاح سالم الذي هو جزء من الطريق الدائري المقام حول مدينة القاهرة.

اقرأ ايضا/نابليون بونابرت
====================

كانت قلعة صلاح الدين قديما تقع على قطعة من الجبل تتصل بجبل المقطم وتشرف على القاهرة والنيل والقرافة، حيث كانت تطل على مدينة القاهرة الفاطمية من الجهة الشمالية ومدينة الفسطاط والقرافة الكبرى وبركة الحبش من الجهة الجنوبية الغربية، بينما يقع النيل فى الجهة الغربية منها وجبل المقطم من ورائها من الجهة الشرقية.
اقرأ ايضا/البوق الملعون للملك توت عنخ امون
====================

تاريخ القلعة:
شرع صلاح الدين الأيوبي في تشييد قلعة فوق جبل المقطم في موضع كان يعرف بقبة الهواء. ولكنه لم يتمها في حياته. وإنما أتمها السلطان الكامل بن العادل. فكان أول من سكنها الملك الكامل واتخذها دارًا للملك. واستمرت كذلك حتي عهد محمد علي.
وفي الضلع الغربي للقلعة، يوجد الباب المدرج وفوقه كتابة تشير إلي بناء هذه القلعة، ونصه ” بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بانشاء هذه القلعة الباهرة، المجاورة لمحروسة القاهرة التي جمعت نفعًا وتحسينًا وسعة علي من ألتجأ إلي ظل ملكه وتحصينًا، مولانا الملك الناصر صلاح الدنيا والدين، أبو المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين في نظر أخيه وولي عهده، الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد خليل أمير المؤمنين، علي يد أمير مملكته، ومعين دولته، قراقوش ابن عبد الله الملكي الناصري في سنة تسع وسبعين وخمسمائه “.

اقرأ ايضا/عنخ إسن آمون
====================
وحفر صلاح الدين في القلعة بئرًا يستقي منها الجيش وسكان القلعة إذا مُنع الماء عنها عند حصارها. وهي أعجب ما تم من أعمال لأن البئر محفور في الصخر بعمق 90 متر من مستوي أرض القلعة، وهذا يتطلب جهد كبير في ذلك الوقت.

تعتبر قلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى فموقعها استراتيجي من الدرجة الأولى بما يوفره هذا الموقع من أهمية دفاعية لأنه يسيطر على مدينتى القاهرة والفسطاط، كما أنه يشكل حاجزًا طبيعيًا مرتفعًا بين المدينتين كما أنه بهذا الموقع يمكن توفير الاتصال بين القلعة والمدينة في حالة الحصار كما أنها سوف تصبح المعقل الأخير للاعتصام بها في حالة إذا ما سقطت المدينة بيد العدو.
مر بهذه القلعة الشامخة الكثير والعديد من الأحداث التاريخية حيث شهدت أسوارها أحداثًا تاريخية مختلفة خلال العصور الأيوبية والمملوكية وزمن الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م، وحتى تولى محمد على باشا حكم مصر حيث أعاد لها ازدهارها وعظمتها. كان السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب أول من فكر ببناء القلعة على ربوة الصوة في عام 572 هـ/1176م حيث قام وزيره بهاء الدين قراقوش الأسدى بهدم المساجد والقبور التي كانت موجودة على الصوة لكى يقوم ببناء القلعة عليها حيث قام العمال بنحت الصخر وإيجاد خندقًا اصطناعيًا فصل جبل المقطم عن الصوة زيادة في مناعتها وقوتها.

اقرأ ايضا/مؤسس بنك مصر
====================

سبب بناء القلعة:
ذكر المؤرخون عن سبب بناء القلعة أن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب لما أزال الدولة الفاطمية من مصر واستبد بالأمر، لم يتحول من دار الوزارة بالقاهرة، ولم يزل يخاف على نفسه من شيعة الخلفاء الفاطميين ومن الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي سلطان الشام، فامتنع أولا من نور الدين بأن سيّر أخاه الملك المعظم شمس الدولة توران شاه بن أيوب في سنة 569 إلى بلاد اليمن لتصير له مملكة تعصمه من نور الدين، فاستولى شمس الدولة على ممالك اليمن، وكفى الله صلاح الدين أمر نور الدين ومات في تلك السنة فخلا له الجو وأمن جانبه وأحب أن يجعل لنفسه معقلا بمصر، فإنه كان قد قسم القصرين بين أمرائه وأنزلهم فيها، فيقال أن السبب الذي دعاه إلى اختيار مكان قلعة الجبل أنه علق اللحم بالقاهرة فتغير لونه بعد يوم وليلة فعلق لحم حيوان أخر في موضع القلعة فلم يتغير إلا بعد يومين وليلتين فأمر حينئذ بإنشاء قلعة هناك وأقام على عمارتها الأمير بهاء الدين قراقوش الأسدي فشرع في بنائها وبنى سور القاهرة الذي زاده في سنة 572 وهدم الأهرام الصغار التي كانت بالجيزة وكانت كثيرة العدد ونقل ما وجد بها من الحجارة وبنى به سورا يحيط بالقاهرة والقلعة وقناطر الجيزة، وقصد أن يجعل السور يحيط بالقاهرة والقلعة ومصر، فمات السلطان قبل أن يتم الغرض من السور والقلعة.

محتويات القلعة في الداخل :
تزخر قلعة صلاح الدين الأيوبي بالعديد من الآثار التي ترجع إلى عصور إسلامية مختلفة جعلتها من مجرد قلعة حصينة كانت تستخدم في الدفاع عن المدينة في حالة أي هجوم إلى مدينة كاملة احتوت على مساجد وأسبلة وقصور ودواوين ومصانع حربية ومشغل لكسوة الكعبة المشرفة ومدارس حربية ومدنية، وغيرها من المنشآت التي ميزت قلعة صلاح الدين الأيوبي عن غيرها من القلاع التي بنيت في العصور الوسطي في العالم.
ويجد الزائر أول ما يقابله عند الدخول من باب صلاح سالم ساحة كبيرة عرفت في المصادر باسم الحوش السلطاني أو الساحة الملكية وهي منطقة كانت تقع بها أبنية قديمة يرجع تاريخها إلى العصر المملوكي قام محمد على باشا بتجديد المباني الواقعة بها، وإنشاء مبان جديدة محلها.
وتزخر قلعة صلاح الدين الأيوبي بالعديد من الأسوار والأبراج والأبواب، حيث إن أول ما يلفت النظر إلى القلعة هو ارتفاعها الشاهق وأسوارها الحصينة الشامخة والصامدة على مر السنين والعصور والتي من خلال هذه الأسوار يمكن ملاحظة هذا التباين الواضح في شكل أسوارها وأبراجها التي من خلالها يمكن للزائر التمييز بين تسميتها الشمالي والجنوبي، حيث نجد أن القلعة تنقسم إلى ساحتين بواسطة سورين مختلفين، احدهما شمالي وهو الذي يسميه المؤرخون قلعة صلاح الدين الأيوبي أو قلعة الجبل، ويتكون من مساحة ذات مسقط أفقي مستطيل غير منتظم الشكل بطول 650 مترا وعرض 317 مترا. أما السور الجنوبي فيطلق عليه اسم القلعة ويتكون أيضا من مساحة ذات مسقط أفقي مستطيل بطول 510 امتار وعرض 270 مترا.
وهذان السوران يكونان ما اتفق عليه كل الباحثين فى تسميتهما بالساحة الشمالية والساحة الجنوبية ويفصل بينهما حائط سميك جدا يمتد نحو 150مترا ويطلق عليه اسم الرقبة، وعلى كل طرف من أطراف هذا الحائط أبراج ذات أقطار كبيرة وفى وسط الحائط باب يسمى باب القلة.
وكان لقلعة صلاح الدين الأيوبى عدة أبواب منها الرئيسية ومنها الفرعية منها باب المدرج باب القرافة، باب المطار، باب السر، وسواها.
وقد سدت بعض هذه الأبواب وبطل استخدامها لتحل محلها أبواب جديدة جددت في عصر محمد علي باشا والأبواب الرئيسية للقلعة حاليا هي باب المقطم .