12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

حياة ونشأة أنور وجدي

2020/05/14 04:34 PM | المشاهدات: 925


حياة ونشأة أنور وجدي
شيماء عبده الطناني

أنور وجدي تزوّج 4 مرات أُصيب بسرطان المعدة.. وإمرأة فرنسية كانت السبب بطلاقه من ليلى مراد
أنور وجدي

ممثل ومنتج ومخرج ومكتشف الكثير من المواهب الفنية وصانع سينمائي من الطراز الأول ..حياته ما بين رحلة صعود وهبوط ..لحظات من النجاح والحب ولحظات أخرى من الألم والمرض .. رحلة عاشها الممثل المصري ​أنور وجدي​ ومشوار فني  عظيم.

طفولة صعبة وحرمان ووالده طرده بسبب الفن

نشأة أنور وجدي
ولد أنور وجدي
في أكتوبر عام 1904  واسمه الحقيقي "أنور يحيى القتال"، وأطلق على نفسه لقب أنور وجدي كي يقترب من قاسم وجدي المسئول عن الكومبارس، أثناء عمله في المسرح في بداياته. عاش أنور وجدي طفولة عانى خلالها من الحرمان والفقر الشديد، فكان والده يعمل في تجارة الأقمشة في سوريا في حلب حيث تعود أصول العائلة، لكنه تعرض للإفلاس فقرر الانتقال إلى مصر، وعانت الأسرة من الحرمان الشديد وكانت والدته السيدة مهيبة الركابي بالنسبة له، نموذج للمرأة التي تضحي من أجل 
========
اقرأ ايضا حياة إبراهيم نصر
========

 

واستطاعت أسرته أن تلحقه بمدرسة "الفرير" الفرنسية، وهي نفس المدرسة التي تعلم فيها المخرج ​حسن الإمام​ و​فريد الأطرش​ وأسمهان و​نجيب الريحاني​، وقد حرص أنور وجدي على إتقان الفرنسية لكن بسبب ظروفه المادية لم يتمكن من استكمال دراسته لظروف عائلته، بالإضافة لأنه كان في هذا الوقت يفكّر في السفر إلى أميركا حتى أنه بالفعل اتفق مع زميلين له على الهرب للعمل هناك في السينما، إلا أنه تم ضبطهم بعد أن تسللوا لباخرة كانت في بورسعيد، وحينما علم والده برغبته في أن يصبح فناناً طرده من المنزل.
========
اقرأ أيضا قرار اعتزال الفنانة نهى عابدين
========
أنور وجدي

من عامل اكسسوارات لبطل أجرة 6 جنيهات

بعد طرده وجدأنور وجدي ضالته في شارع عماد الدين، فاتجه إليه على الفور ليلتقي بالنجوم والفنانين وقرر أن ينضم لفرقة رمسيس، وأثناء وقوفه على باب المسرح قابل الممثل يوسف وهبي وتوسّل إليه أن يجعله يعمل في المسرح، حتى لو كنّس غرف الفنانين، إلا أن يوسف وهبي كان على عجلة ولم يهتم بالأمر كثيراً، فعاد أنور وجدي لقاسم وجدي "ريجيسير" الفنانين وطلب منه أن يقابل يوسف وهبي، والذي قبل أن يعينه عامل اكسسوارات كل مهمته التأكد من الاكسسوار الموجود على المسرح، وكان راتبه في ذلك الوقت ثلاثة جنيهات.
=======
اقرأ أيضا البرنس يحتل الترند الأول
=======

حتى جاءته الفرصة أثناء تواجده مع الفرقة في أميركا اللاتينية، حيث شعر يوسف وهبي أن أنور وجدي يتمتع بملامح تؤهله للتمثيل، بالإضافة لاجتهاده أيضاً وقدمه من خلال دور كومبارس صامت لشخصية ظابط روماني في مسرحية "يوليوس قيصر"، وأصبح وقتها أجره 4 جنيهات فقرر أن يشترك مع عبد السلام النابسي في "غرفة على السطح"، ووقتها تفرّغ أيضاً لكتابة المسرحيات فكان يكتب لبديعة مصابني المسرحية بـ3 جنيهات وتدريجياً استطاع أن يعمل في الإذاعة من خلال مسرحيات من إخراجه، ويقوم أيضاً بتأليفها حتى ابتسم له الحظ وقدم دور "عباس" في مسرحية الدفاع" وذلك في عام 1931 مع يوسف وهبي، وانتقل بعدها لفرقة ​عبد الرحمن​ رشدي وبعدها للفرقة القومية، وأصبح راتبه 6 جنيهات وقدم دوراً كبيراً في مسرحية "البندقية"، التي كانت بدايته مع الشهرة.

وبجانب المسرح قدم أنور وجدي في ذلك الوقت أدواراً سينمائية صغيرة، رشحه لها يوسف وهبي أيضاً في فيلم "أولاد الذوات" عام 1932 وفيلم "الدفاع" عام 1935، ليبدأ بعدها أنور وجدي مشواراً حافلاً بالأعمال السينمائية المميّزة.

اكتشف الطفلة المعجزة فيروز وقدّم ​ليلى مراد​ بشكل استعراضي

وبين الإنتاج والإخراج والتمثيل أيضاً، كان مشوارا حافلا بالأعمال منها أفلام "العزيمة"، وقدم ديو فني مع ​نعيمة عاكف​ بأفلام مثل "النمر" و"ظابط وأربع بنات" ، أيضاً غيّر من جلد الممثلة ليلى مراد وقدما سوياً العديد من الأعمال التي تميّزت بالاستعراضات منها "ليلى بنت الفقراء"، وكان أول فيلم من إنتاجه وقام أيضاً بتأليفه وإخراجه، ومن أفلامهما سوياً أيضاًَ "غزل البنات" والذي استطاع أن يجمع فيه لأول مرة يوسف وهبي والموسيقار ​محمد عبد الوهاب​ والفنان نجيب الريحاني، وأيضاً فيلم "حبيب الروح" وفيلم "ليلى بنت الريف" و"قلبي دليلي" و"عنبر" و"بنت الأكابر"، وكان له أيضاً الفضل في اكتشاف الطفلة المعجزة فيروز، حتى أنه عرض على محمد عبد الوهاب أن يشاركه إنتاجياً في فيلم من بطولة فيروز، إلا أن عبد الوهاب لم يتحمّس للأمر فتحمل أنور وجدي الرهان وحده وقدمها، وأشهر أفلامها معه "دهب" و"ياسمين" وقدّم لأول مرة مع فيروز تجربته في الغناء، من خلال ديو "كروان الفن"، وبعد الخلاف الذي نشأ بينهما لم تتمكن فيروز من الاستمرارية.

أبكى ​كمال الشناوي​ وسيرته الذاتية في فيلم

كان فارق العمر بين أنور وجدي وكمال الشناوي 17 عاماً، وحينما بدأ الشناوي التمثيل قال عنه أنور وجدي إنه وسيم لكنه لا يجيد التمثيل، ليرد وقتها الشناوي أنه كيف يكون أنور فتى الشاشة الأول وله كرش ؟ أخبره أنور وجدي أن السبب في ذلك مرضه مما أبكى الشناوي، وبعدها أصبحا أصدقاء حتى أن كمال الشناوي قدم حياة أنور وجدي في فيلم بعنوان "طريق الدموع"، بعد وفاته.
زواج أنور وجدي

تزوّج 4 مرات وليلى فوزي حب عمره

لا يعلم الكثيرون بأن أنور وجدي في بداياته الفنية، تزوّج من الراقصة قدرية حلمي التي كانت تعمل بفرقة بديعة مصابني، وبعدها تزوّج إلهام حسين وتوقع لها مستقبل في الفن، وبالفعل قدّمت العديد من الأعمال وقتها حيث شاركت محمد عبد الوهاب فيلم "يوم سعيد"، إلا أنه بالرغم من ترشيحه لها طلبت هي من مخرج الفيلم عدم الاستعانة بأنور وجدي لكونه وقتها لم يكن وجهاً معروفاً، وهو ما تم بالفعل لتبدأ الخلافات بينهما والطلاق بعد ستة أشهر.

ثالث زيجاته كان من ليلى مراد، وبالتحديد بعد فيلم "ليلى بنت الفقراء" حيث أعلن بعدها الزواج في عام 1945 وكان أنور وجدي قد دعا الصحافة، لحضور آخر يوم تصوير في الفيلم، حيث ارتدت ليلى فستان زفاف ليعلن أنه تم عقد القران قبل أيام ولم يطلب منها أنور وجدي أن تغيّر ديانتها اليهودية، إلا أن الجمهور وقتها لم يكن مرحّباً بهذه الزيجة خاصة وأن أنور وجدي كان معروف عنه بعشقه للنساء، بينما ليلى مراد كانت زيجتها الأولى كما أنها كانت أشهر منه فنياً، فتردد أنه تزوّجها من أجل الشهرة والمصلحة.

واستمر الزواج بينهما لسبع سنوات، حتى بدأت الخلافات ويتردد بأن السبب الأساسي لتعرّفه على إمرأة فرنسية وقد راقبتهما ليلى مراد وانتظرته في الجراج المخصص للعمارة واصطحبتهما لتناول العشاء، ثم انسحبت تماماً وانفصلا فنياً وزوجياً.

أما الزيجة الثالثة فكانت حلم حياة أنور وجدي، حيث كان يحب الفنانة ليلى فوزي في بداياته، إلا أن والدها رفضه وفضل وقتّها أن يزوجها الفنان عزيز عثمان، ولكن عاد ليعرض الزواج مرة أخرى بعد أن أصبح أهم نجم على الساحة الفنية، وتزوجها بالفعل في عام 1954 .

مرض أنور وجدي

أصيب بسرطان المعدة والعمى 3 أيام وتوفي في السويد

الفقر الشديد الذي عاشه أنور وجدي جعله يتمنى دائماً أن يصبح ثرياً حتى لو أصابته أمراض الدنيا، وهو بالفعل ما تحقق له ما أراد فجمع ثروة قدّرت بحوالي نصف مليون جنيه، وهو رقم كبير في الخمسينيات لكن أصابه المرض، فحينما كان فقيراً كان لا يجد الأكل الكافي وبعد أن أصبح ثرياً مُنع من تناول العديد من الأطعمة، حيث أُصيب بسرطان في المعدة. وفي الوقت الذي اعتقد فيه أنور وجدي أنه حقق حلم حياته بزواجه من حبيبته ليلى فوزي وأثناء قضائه شهر العسل في السويد، أصابه المرض حتى أنه أُصيب بالعمى ثلاثة أيام، ولم يعلم أحد بهذا الأمر سوى زوجته وقضى آخر أيامه ما بين غيبوبة، حتى أنه استفاق لحظة قبل وفاته وقال لزوجته ليلى فوزي "خليكي معايا"، ليكتب مشهد النهاية لقصة فنان ونجم أثرى السينما المصرية بأعمال خالدة وذلك في عام 1955 عن عمر يناهز الـ44 عاماً، حيث توفي في السويد وعاد جثمانه إلى القاهرة التي طلب أن يدفن بها، حيث استقبله نجوم الفن في المطار وظل الصندوق الخشبي للجثمان في مدخل عمارته، فذهب إليه الفنان والمنشد محمد الكحلاوي الذي وجده ملفوفا بشاش فاصطحبه إلى مسجد عمر مكرم، حيث قام بتغسيله والصلاة عليه ولفه ثم دفنه في المقابر  
  
  لقب أنور وجدي بفتي الشاشة الأول
برأيك هل يوجد من يستحق هذا اللقب الآن ؟