الطفل في الحضاره المصريه القديمه

تميزت الحضاره المصريه بإهتمامها بالطفل وترسيخ القيم والمبادئ وإعدادهم للحياه في شتي المجالات والأنشطة الانسانيه المختلفه سواء للدوله عامه او المجتمع ويظهر ذالك واضحا من خلال الاثار المصريه التي قدمت رؤيه واضحه تعكس مدي المكانه التي كان يحتلها الطفل التي اضفت له طابع انسانا ومستمر من التفاؤل والثقه في جميع الممارسات الحياه في المجتمع او المدرسه و التي كان محورها الطفل.

وكانت تربيه الأطفال علي أسس ومبادئ وقيم ومعتقدات حيث ان تمثلت الأخلاق المصريه في البدايه بالمحافظه علي العادات والاواصر الاسريه والإحترام والبر بالوالدين حيث كانت اهم الفضائل الخلقيه وظهر ذالك واضحا من خلال مواعظ آني لابنه خنس حوتب والتي تركز علي الرابطه الاسريه التي تكرم الاب والام وتوضح فضلها

في عصر الاسره الخامسه يقول الحكيم بتاح حتب "ما اجمل طاعه الابن الذي ياتي ويستمع ان الطاعه هي خير ما في الوجود كم هو جميل ان يطيع الطفل اباه هيصبح اباه من ذلك في فرح عظيم"

كان المصريون يدعوا الي حب الام والبر بها ودايما ما كان يذكرون الاولاد بفضلها وبمدي اهميه رضاها عليهم
وفي عصر الدوله الحديثه  يقول الحكيم آني لابنه خنسو حتب" اتخذ لنفسك زوجه وانت لاتزال شابا لتنجب لك ولداً ويجب ان تنجبه لك وانت لاتزال صغير السن لتعيش وقد صار رجلاً" ويكمل ويقول " حينما تصبح شابا وتتخذ لنفسك زوجه وتستقر في بيتك ضع نصب عينيك كيف وضعتك امك وكيف ردبتك بكل الوسائل فليتها لا تغضب عليك ولا ترفع اكفّ الضراعه الي الاله وليته لا يسمع عويلها"
ويوصي ايضاً آني ابنه ويبين له قيمه الوفاء للأم وكيفية معاملتها وما لها من فضائل عليه في اثناء حمله وتربيته فيقول له" ضاعف مقدار الحب الذي تعطيه لوالدتك واحملها كما حملتك ثم بعد ولادتك حملتك حول رقبتها وقد ارضعتك ثلاث سنوات ولم تكن متبرمه ولم تنفر من فضلاتك ثم الحقتك بالمدرسه لتتعلم الكتابه" وبعد ذلك حدثه اني ايضاً عن الوفاء بالوالدين قائلاً له قدم لهم القرابين عندما بسكنان وادي الصحراء وإياك ان تغفل هذا الواجب. 

فان الأعمال المنزليه و رعايه الطفل عمل الام الاساسي فهي التي تضع الاسس وترسي القواعد في بناء طفلها جسدا وعقلا وهي التي تداعبه بالرحمه والحنان وتلقنه الكلمات الاول ولم يكن الاب  يتباعد عن اولاده فهو بدوره يتولى الاشراف على طفله ويعلمه مبادئ الاخلاق واداب السلوك و يرسلونه الى المدرسه ليتزود بالعلم ويتعلم الكتابه. 

وأيضاً من أبرز المعتقدات التي كانت تترسخ في عقل الطفل فكره الخلود والبعث فمثلاً :يقول آني لابنه خنس بان يساعد الفقراء والمسنين والمحتاجين لان النعمه لا تدوم ولان الموت هو نهايه المطاف و صاحب القلب القاسي لاينال عطف الاله في الآخره. 
وبذلك تكون هذه بعض القيم والمبادئ والمعتقدات التي كانت أساساً في تربية الطفل في الحضاره المصريه.