شقت بهيجة حافظ طريقها بصعوبة في المجال الفني، وبعد قصة كفاح ومعاناة طويلة استطاعت أن تضع بصمتها ف السينما المصرية، وعلى الرغم الرغم من إثارة أعمالها الجدل إلا أن حياتها الشخصية وتفاصيلها أكثر إثارة فقد ولدت بهيجة حافظ ف ٤ أغسطس ١٩٠٨ بمحافظة الإسكندرية لعائلة ثرية، ولا بد أن هذا التاريخ قد حفر في ألاذهان لأحتفال جوجل بمولدها ف ٤ أغسطس ٢٠٢٠،حصلت بهيجة حافظ على دبلوم الموسيقى ف باريس ودرست ألإخراج والمونتاج السينمائي في برلين، وتعد من أهم النماذج النسائية ف تاريخ السينما المصرية، كما أنها أنشأت النقابة السينمائية في عام ١٩٣٧.
اقرأ أيضاحياة وحش الشاشة فريد شوقي
بهيجة حافظ أول من ألفت الموسيقى التصويرية لأفلام السينما المصرية أبرزها "السيد البدوي، وزهرة، وليلى البدوية، وليلى بنت الصحراء، الضحايا، والأتهام، وزينب"
بدأت بهيجه حافظ حياتها مع السينما ببطولة الفيلم الصامت "زينب" عام ١٩٣٠، أمام الفنان سراج منير، وزكي رستم، إخراج محمد كريم، وكانت أول وجه نسائي يظهر على شاشة السينما المصرية،وقد تسبب هذا الفيلم ف إشعال أزمة مع عائلتها التي بالرغم من حبها للفن إلا أنها كانت تنظر إلى الفنانين نظرة محتقرة، فقالت بهيجة عن ذلك في فيديو نادر لها :"لما اشتغلت في الموسيقى كان أهلي رافضين، بعدها إتعرض عليا فيلم زينب فعملته وقت زي بعضه طالما هما زعلانين أعمل الشغلانة دي بالمرة، ولما الفيلم أتعرض في مصر حقق نجاح كبير وأهلي قطعوني ومش أهلي بس كل الناس في إسكندرية اضطهدوني ومحدش كان بيسلم عليا وأضافت لما الفيلم أتعرض في الإسكندرية والدتي قالت ودوني أشوف بنتي انا مشوفتهاش من ٣ سنين فجابوها علشان تشوفني ولما شافت مشهد موتى في الفيلم أغمى عليها افتكرتني مت بجد وفضلت تقول بنتي ماتت، فنزلتلها وقولتلها انا هنا يا ماما ".
اقرأ أيضا اختراع لتامر حسني والعسيلي تتخطي حاجز المليون مشاهدة
صرح الكاتب محمود قاسم أن فيلم" ليلى بنت الصحراء "واللي كان محطة تانية ف حياة بهيجة حافظ سبب أزمة بين الأميرة فوزية وبين" شاه إيران "وتدخل الملك فاروق لحلها بوقف عرض الفيلم لأن الفيلم كان بيدور حول الفرس والعرب وأن ليلى بطلة الفيلم اللي جسدتها بهيجة حافظ اسرها ملك الفرس وعذبها،
وكان بطولة بهيجة حافظ، زكي رستم، حسين رياض، وراقية ابراهيم، وأنفقت بهيجة ١٨ ألف جنية تكلفة إنتاجية الفيلم وبعدما أوقفه الملك فاروق تعرضت شركتها للإفلاس فاضطرت التوقف عن الإنتاج السينمائي لمدة عشر سنوات.
اقرأ أيضا ذكري رحيل الفنان القدير عبد المنعم مدبولي
يشاء القدر لبهيجة حافظ ان يعرض فيلمها "ليلى بنت الصحراء" في عام ١٩٤٤ ولكن بأسم آخر وهو"ليلي البدوية" ولكنه لم يحقق صدى على الرغم من فوزة بإحدى الجوائز الذهبية في مهرجان "برلين الدولي" والاشاده التي هللت بها الصحف للفيلم.
من أشهر الأقوال في حق بهيجة حافظ هو قول الناقد الكبير طارق الشناوي فقد صرح ان بهيجة حافظ اكتر شخصية مظلومة ف تاريخ السينما العربية كلها وهي السيدة اللي عرضت الفيلم الصامت" ليلى بنت الصحراء "ده غير أنها عملت بالمونتاج، والغناء، وعملت في السينما بأكثر من مهنة، وأضاف "هي خسرت كل حاجة، كمان هي من عيلة غنية، وحبها للسينما خلي عيلتها تتبرأ منها، ويمكن صلاح أبو سيف كان من الذكاء لما استعان بيها في فيلم في
" القاهرة ٣٠" ف المشهد الملون الموجود ف الفيلم" أوضح الناقد الكبير أنها عاشت ف مأساة لدرجة تردد أخبار عن اكتشاف وفاتها بعد يومين فقد عانت الوحدة والعزلة، وإختتم الناقد قائلا:" لأسف لك نحتفظ بأي أشرطة لها، فالجانب التوثيقي في السينما يستحق درجة زيرو، كما أننا فرطنا في تقديمها بشكل جيد، ومنحها مكانتها، فهي تستحق أضعاف الذي أخذته، لأننا ننسى دائما بهيجة حافظ، فهي فنانة تعلمت وعملت موسيقى تصويرية، ومونتاج، وإنتاج، وكتابة سيناريو، وعملت بكل مفردات السينما".
رحلت بهيجة حافظ عن عالمنا بعد وحدة وإنعزال ف يوم ١٣ ديسمبر عام ١٩٨٣بالقاهرة عن عمر يناهز ٧٥ عاما نتيجة تعرضها لأزمة قلبية وهكذا ذهبت من أنارت السينما وشاشتها بوجهها كأول إمرأة علس شاشات السينما.