قراءة القرآن من أفضل الأعمال، ومن أفضل القربات، فيشرع للمؤمن والمؤمنة الإكثار من قراءة القرآن، ويشرع للجميع الإكثار من قراءة القرآن، فيه الخير العظيم، والفائدة الكبيرة، كما قال الله :[إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ] [الإسراء:9] ويقول سبحانه:[قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ] [فصلت:44] ويقول: [وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ] [الأنعام:155] ويقول -جل وعلا-:[هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ] [إبراهيم:52].
ويقول النبي ﷺ: اقرؤوا هذا القرآن، فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة ويقول ﷺ: من قرأ حرفًا من القرآن فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها وكان يومًا جالسًا في أصحابه، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان وادٍ في المدينة فيرجع بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم" قالوا جميعهم: كل واحد يحب ذلك، قال: لأن يذهب أحدكم إلى المسجد، فيعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل فالسنة للجميع الإكثار من قراءة القرآن للمرأة والرجل العجوز ولغير العجوز، ولو جرى بعض التحريف ما يضر، عليها أن تجتهد، وعلى الرجل أن يجتهد حتى يقيم لسانه. يقول النبي ﷺ: من قرأ القرآن وهو ماهرٌ فيه فهو مع السفرة الكرام البررة، ومن قرأه وهو عليه شاق ويتتعتع فيه فله أجران هذا فيه فضل عظيم، له أجران إذا قرأ القرآن وهو يتعتع فيه؛ لأنه ليس بحافظٍ له، يجلس لقراءته ليتعلم، له أجران، فالمرأة تتعلم والرجل يتعلم، ويقف ولا يعجل حتى يفهم الآية، حتى يفهم الحرف، حتى يقيم الكلمة، يتعلم، وإذا كان عنده من يعلمه كان ذلك خيرًا عظيمًا.
وتعلُّم القرآن الكريم وتعليمه من الأمور المطلوبة طلبًا مؤكَّدًا في الشريعة الغراء؛ على مستوى الأمة، وعلى مستوى الفرد فأمَّا على مستوى الأمة: فقد أجمع العلماء على أنه يجب على المسلمين القيام على القرآن الكريم حفظًا ونقلًا وتعلُّمًا وتعليمًا، وأن حفظَ القرآنِ كلِّه وضبطَه فرضُ كفاية على مجموع المسلمين؛إن قام به بعضهم سقط الإثم عن باقيهم، وإن تركوه جميعًا أثموا جميعًا.قال الإمام ابن حزم في"مراتب الإجماع"[واتَّفقوا على استحسان حفظ جميعه، وأنَّ ضبط جميعه على جميع الأمة واجب على الكفاية لا متعيِّنًا] وأما على مستوى الفرد فقد أجمعوا على أنَّه يجب على المكلَّف أن يحفظ من القرآن ما يقيم به صلاته وفرضه.قال الإمام ابن حزم في"مراتب الإجماع"[واتَّفقوا على أَن حفظ شَيء من الْقُرْآن واجب، ولم يتفقوا على مَاهِيَّة ذَلِك الشَّيء وَلَا كميته بِمَا يُمكن ضبط إجماع فِيهِ، إلَّا أَنهم اتَّفقُوا على أَنَّ مَن حفظ أمَّ الْقُرْآن ببِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم كلها وسورة أُخْرى معها فقد أدَّى فرض الْحِفْظ وَأَنه لَا يلْزمه حفظ أَكثر من ذَلِك]
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صل الله عليه وسلم" من علم ابنه القرآن نظرًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ومن علمه إياه ظاهرًا بعثه الله يوم القيامة على صورة القمر ليلة البدر ، ويقال لابنه : اقرأ ، فكلما قرأ آية رفع الله - عز وجل - الأب بها درجة حتى ينتهي إلى آخر ما معه من القرآن" رواه الطبراني.