12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

أهداف تركيا في الشمال السوري

2022/12/16 01:39 AM | المشاهدات: 315


أهداف تركيا في الشمال السوري
رنين محمد محمود

 

 /وبدا من تصعيد تركيا للضربات العسكرية علي مناطق الشمال السوري أن ثمة احتمالات متزايدة تجاه قيامها بشن عملية عسكرية برية علي مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، والتى تأجلت منذ يوليو 2022، حيث لم تستطع تركيا حينها اجتياح الشمال لا بعملية واسعة أو محدودة النطاق، وذلك بفعل تطورات دولية وإقليمية فرضت قيوداً – آنذاك– على تطلعات أنقرة بشأن فرض السياج الأمنى الذى تقدره بـ (30 كيلومتر) شمال سوريا، لكنها وفى الوقت الراهن تجد فرصاً سانحة للعودة لمخططها القديم بشن عملية برية تستهدف سد الفجوات الجغرافية بين مناطق نفوذها التى حققتها عبر عملياتها العسكرية المتتالية ويدعو ذلك إلي التساؤل بشأن ما الذى تغير علي الصعيدين الإقليمي والدولي بصورة رفعت من "احتمالات" اتجاه أنقرة لشن عملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" للمرة الرابعة، وما هي المتغيرات التي قد تجعل من "الظرف الدولي والإقليمي " الراهن فرصة لأنقرة و"تحدياً" لها في الوقت نفسه لشن العملية البرية في الشمال السوري بمعنى أدق هل ثمة بيئة دولية وإقليمية راهنة تمنح تركيا فرصة فرض تطلعاتها في منطقة عازلة أو آمنة علي حدودها الجنوبية، أم لا؟
 خلال الفترة (2016- 2019).
تبدو الضربات العسكرية فى سياقها اللحظى، ووفقاً للراوية التركية، أنها انتقام من التهديدات الإرهابية التي يتعرض لها العمق التركي، لكنها فى الواقع تأتى ضمن مسار طويل من تدخلات عسكرية علي مدار السنوات الماضية هدفها الرئيسى هو إقامة منطقة آمنة شمال سوريا بعمق (30-35) كيلومتر"، بما يبعد قوات سوريا الديمقراطية وحلفائها من مقاتلي حزب العمال الكردستانى التركي  عن الحدود التركية.

 ومن أجل هذا الهدف، شنت تركيا ثلاثة عمليات عسكرية في الشمال السورى وهي  درع الفرات خلال الفترة من 24 أغسطس – 29 مارس 2017، ضد عناصر تنظيم الدولة "داعش" وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" علي حد سواء، وأسفرت عن سيطرة تركيا– عسكرياً وأمنياً – علي مناطق إعزاز وجرابلس والباب بمحافظة حلب غرب الفرات. تلا ذلك عملية غصن الزيتون خلال الفترة من يناير- مارس 2018، شنتها قوات المعارضة السورية المسلحة – بدعم تركي - ضد قوات "قسد" في مدينة عفرين شمال غرب محافظة حلب. ثم عملية "نبع السلام" في أكتوبر 2019، واستهدفت مناطق "تل أبيض" في محافظة الرقة، و"رأس العين" بمحافظة الحسكة، وانتهت بتوافق تركي أمريكي في 17 أكتوبر علي وقف القتال، وفى 22 من الشهر نفسه وخلال قمة سوتشى بروسيا اتفق الرئيس التركي رجب طيب
 أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين علي إبعاد قوات سوريا الديمقراطية مسافة 30 كيلومتر عن الحدود التركية، وتأمين المنطقة العازلة من خلال دوريات عسكرية مشتركة بين قوات النظام السوري وقوات الشرطة العسكرية الروسية. أما عملية "درع الربيع" في فبراير  2020، فلم تكن ضد قوات سوريا الديمقراطية؛ بل ضد قوات النظام السوري رداً علي استهدافها جنود أتراك في محافظة إدلب.