يرجع بناء الفنار إلى عهد الملك "بطليموس الأول" (٣٠٥-٢٨٥ ق.م)الذي بدأ العمل فيه وبوفاته تولى الحكم إبنه "بطليموس الثاني" الذي أكمل بناء الفنار .
ووفقًا للأبحاث الحديثة فإنها تشير إلى أن موقع هذا الفنار كان يقع ع بضعة مئات المترات من قلعة قايتباى شرًقا .
صُنف الفنار كواحد من عجائب الدنيا السبع القديمة، فهو أول فنار شهده البحر المتوسط بالأسكندرية في العصر الهلنستي .
كانت الوظيفة الأساسية للفنارات هى إرشاد السفن وتوجيهها ناحية المواني المختلفة حيث كانت تعمل على تنبيه السفن ألا تصطدم بالمناطق الملاحية الخطرة مثل الصخور المغمورة تحت سطح البحر أو الأرصفة البحرية على عكس المواني الحالية .
كانت المواني المصرية مقامة على مصبات النيل قبل إنشاء مدينة الأسكندرية في نهاية القرن ٤ ق.م خاصة الفرع الكانوبي وهو أكبر فروع النيل القديمة، فكانت السفن تتجه إلى هذه المواني مباشرة ولكن بعد إنشاء الأسكندرية وحتى يستطيع البحارة القادمون تمييز هذا الميناء الجديد فقد أقيم هذا الفنار بهذا الارتفاع الكبير حتى تستطيع السفن رؤيتة من بعيد .
اقرأ أيضًا /جمال المرأة المصرية منذ عهد الفراعنة
في بداية الفنار مدخل يؤدي إلى جسر يرتكز على عدة أعمدة ويتقدم الفنار مجموعة تماثيل لملوك وملكات البطالمة .
كان الفنار يتكون من ثلاثة طوابق والطابق الأول مربع الشكل يضم حوالى ٣٠٠ حجرة لسكنى العاملين وصهريج للمياه .
وكان الطابق الثانى مثمن الشكل يبلغ طوله حوالي ٣٠ م والثالث مستدير الشكل يعلوه قبة تحتوى على مرآة عاكسة كان تقوم بعكس ضوء النار التى تقاد ليلًا لإرشاد السفن إلى المكان، يعلو القبة تمثال من البرونز يُعتقد أنه للإله "زيوس" .
إقرأ أيضًا /شمس مصر | معبد دندرة تحفة مصر القديمة
استمر هذا الفنار يعمل حتى النصف الأول من القرن السابع ولكنه تأثر كثيرًا بالزلازل الأرضية وقد تمت محاولات عديدة لترميم الفنار، فقد تم ترميمه في عهد الدولة الطولونية، وفي عام ١١٠٠ م هدم الطابق الثاني نتيجة هزة أرضية ولم يبقي سوى الطابق الأول الذي أصبح برج للمراقبة وشيد مسجد صغير فوقه ، إلى أن جاء زلزال ١٣٠٣ ودمر الفنار وهدم هذا الطابق وتحول إلى أنقاض .
وفي عام ١٨٠٤م أقام السلطان قايتباى قلعته إلى الغرب من الفنار ويُقال أن أحجار كثيرة من الفنار استخدمت في بناء القلعة .
