12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. الرهبنة والديرية في مصر البيزنطية

2021/12/07 10:57 PM | المشاهدات: 410


|شمس مصر|.. الرهبنة والديرية في مصر البيزنطية
نورهان ماضي

 الرهبنة مشتقة من الكلمة اليونانية موناسيتريون، وهي تعني أن يحيى الفرد حياة عزلة تامة بعيداً عن العمران للانقطاع وممارسة حياة الزهد والتنسك مع اختيار التفرد طوعاً.

،أما الديرية فيقصد بها إلتقاء جماعات من الرهبان في مكان بعيد عن العمران ينقطعون فيها للعبادة وحياة الزهد والتقشف مع تحقيق مطالبهم الضرورية وتعبدهم.

° الرهبنة بصورتها الأولى عمل من مبتكرات مصر المسيحية، ونظام مصري أصيل لم يتأثر كثيراً بالحركات النسكية السابقة، فنشأت الرهبنة في مصر نشأة ذاتية حين عاش الرهبان منفردين في مغارات منقورة في الجبال أو صوامع مقامة من الجريد أو القصب، وقد ظهر هذا اللون من الحياة الدينية في المسيحية قبل القرن الخامس الميلادي ولم يصبح شائعاً هناك قبل القرن السادس الميلادي.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. شيخ المجاهدين عمر المختار

 

° كانت الرهبنة وسيلة من وسائل الاحتجاج أو الهرب أو النأى بالنفس عن شرور العالم ومفاسده وحفاظاً على العقيدة من احتمال الارتداد عن الدين أو طرح طاعة الله، هذا إلى جانب الإضطهاد الذي تعرض له المسيحيون والذي بلغ ذروته في أواخر عهد دقلديانوس (٢٨٤-٣٠٥م) مما جعل الكثيرين منهم يفرون بدينهم حتى لا يتعرضون للعذاب أو الإرتداد إلى الوثنية، ولهذا جرى اعتبار الناسك يلي الشهيد في المكانة ويأتى بعده في رتب السمو.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الثائر الهندي المهاتما غاندي

 

° وما لبثت الرهبنة التي انبعثت من القديس أنطون أن أنتشرت في سائر أنحاء مصر سواء في الوجه البحري أم في الوجه القبلي، ونال القديس أنطون شهرة فائقة وسرت سمعته عبر صحاري مصر كلها، حتى على لسان كل إنسان في مصر على حد تعبير أحد المؤرخين، ولعل ما ساعد على انتشار رهبنة القديس أنطون أن مراسيم الدخول فيها كانت سهلة وبسيطة فلا يطلب من الراهب سوى أن يقسم اليمين وكذلك لا يجوز أن يكون الراهب أو الراهبة من المنقطعين، فيصح أن يمارس حياة الزهد والتنسك في داره مع جماعة صغيرة من فقائهه

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. المومياء المقيدة بالحبال

 

° تركت الرهبنة بصماتها الواضحة على المجتمع المصري، فمن الناحية العلمية، صارت الأديرة مركزاً علمياً عظيماً لتعليم الناس العلوم الدينية، وإلى جانب البحوث والدراسات التي قام بها الرهبان داخل الأديرة، قام عدد منهم بإنشاء المدارس الأولية ( الكتاتيب) في قرى وادي النيل لتعليم الأقباط.