يوجد أحاسيس لا تقدر بثمن، ولا يستطيع أن يصفها أحد، ولو تكلمت عنها طوال الوقت لا أستطيع أن أوفي لها حقها، وذلك يحدث في مواقف عدة في حياتنا اليومية، عندما نكون في مشكلة أو موقف أول شخص يقف بجانبك، ولا يستطيع أن يتركك مهما كلفه الأمر ومهما حدث له من المواقف، فهو سيظل بجانبك أطول فترة ممكنة لديه، وإحساس أول كلمة حلوة من شخص قريب منك حتى لو كانت بسيطة، فهو في الحقيقي إحساس لا يوصف.
اقرأ أيضًا/ الانجراف خلف الأهواء
الإنسان لا يستطيع أن ينسى أي موقف حدث له من أي شخص، وبالأخص القريب منه، فيجب أن نعرف ماذا نقول ولمن نقول، ويجب أن نعرف أن أي كلمة نقولها لها تأثير على الشخص الذي تقول له هذه الكلمة، ولا ينسى ذلك أبدا منك، والإنسان مواقف، فيجب أن تعرف كيف تتعامل مع الآخرين بشكل لائق.
اقرأ أيضًا/ مازالت السفسطة حتى الآن
يجب أن نعرف أن ليس كل الناس يحبون لك الخير، بل يوجد أناس كثيرون يتمنون لك الشر؛ فكن حذرا في التعامل مع الآخرين، ولا تفرح باللمة التي تكون بجانبك، فأنت لا تعلم ما بداخلهم من نوايا حسنة أم سيئة، فالإنسان دائما يعطي ويأخذ، فلا يعطي فقط، ولا يأخذ فقط،
اقرأ أيضًا/ |شمس مصر|.. القدرة على استحضار الإحساس أثناء التذكر
يوجد كثير من الأحاسيس مثل هذا، إحساس أول همسة وأول لمسة، وأول إيد تطبطب، أوقات كتير نحتاج إلى كل هذا من غير أن نعبر عنه، وذلك لأن كثير من الأحيان الاهتمام لا يطلب بل يأتي عفويا من الشخص، فالشخص الذي يكون بجانبك وقت الشدة يعرف أنك في هذا الوقت تحتاج إلى لمسة حنان أكثر بكثير من مجرد كلام فقط، فيجب أن نقف بجانب بعض، ولا نترك بعضنا أبدا، ونحن نعلم أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، فلا يستطيع أي شخص أن يعيش بمفرده، يوجد أشخاص يتمنون لك الخير، ويقدمون لك الحب بصفة خاصة، فكن معهم ولا تتركهم، وذلك حتى لا تندم بعد ذلك على أنك لم تفعل مثلما يفعلون، والتعرف على التعامل مع البشر يأتي بعد خبرات كثيرة، وبعد مرور كثير من المواقف هي التي تحدد ما الذي يستحق المشاعر الجميلة التي بداخلك، والذي لا يستحق، فكن حذرا في التعامل مع الآخرين، ولا تحكم على أي شخص من أول موقف بل يجب عليك أن تأخذ فترة في التعامل معه أولا ثم بعد ذلك تحكم عليه، فنحن في هذه الدنيا نمر بمراحل صعبة فلا نملك سوى أن نهون على بعضنا الطريق ، وذلك كي نفوز في النهاية بجنة رب العالمين، فالحياة ليست حلوة دائما، ولا قاسية دائما، ولكن فيها هذا وذاك، فاسلك الطريق دائما الطريق الذي يرضى الله، وذلك لأننا لا نملك سواه.