12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

أسطورة رجال أعمال الصناعة المصرية «محمود العربي»

2021/09/11 03:20 PM | المشاهدات: 647


أسطورة رجال أعمال الصناعة المصرية «محمود العربي»
نورهان إيهاب

  إنه محمود العربي رئيس "اتحاد الغرف التجارية" السابق، وصاحب محلات ومصانع "توشيبا العربي"، وشاهبندر تجار مصر عن جدارة.

بدأ من الصفر، وبعد رحلة كفاح ومثابرة أصبح واحداً من كبار رجال التجارة والصناعة والاقتصاد في مصر،  لم يغتر بالمناصب التي تقلدها، ورفض الوجاهة السياسية التي عرضت عليه، إيماناً منه بان للاقتصاد رجاله، وأن للسياسة رجالها.
ولد العربي عام 1932م في أسرة ريفية فقيرة بقرية "أبو رقبة" بمركز "أشمون" في محافظة المنوفية، توفي والده وهو في سن صغير، انتقل بعدها إلى القاهرة، ليعمل بائعا في محل صغير لبيع الأدوات المكتبية وعمره لم يتجاوز العاشرة، وفى عام 1954 التحق بالخدمة العسكرية لمدة ثلاث سنوات


اقرأ أيضاً / اعتماد الصكوك السيادية بتمويل المشروعات الإستثمارية والتنموية


ومن هنا بدأت علاقة العربي بالصناعة بإنشاء مصنع صغير للألوان والأحبار، ثم قام بتحويل مجال عمله من تجارة الأدوات المكتبية إلى تجارة وصناعة الأجهزة الكهربائية، وسافر إلى اليابان للحصول على توكيل من إحدى الشركات الكبرى في صناعة الالكترونيات، وبعد عودته أنشأ مصنعا، ودخل انتخابات "الغرف التجارية" ليصبح رئيسا لها لمدة 12 عاما، واتجه إلى السياسة لفترة قصيرة، عندما أصبح نائبا في مجلس الشعب "البرلمان"  عن دائرتي السيدة زينب وقصر النيل، في تجربة وحيدة رفض أن يكررها بعد ذلك.
حيث بدأ العربي التجارة في سن صغير جدا بالتعاون مع أخيه الأكبر، الذي كان يعمل بالقاهرة، وعن تلك الفترة يقول العربي: "كنت أوفر مبلغ 30 أو40 قرشا سنويا أعطيها لأخي لكي يأتي لي ببضاعة من القاهرة قبل عيد الفطر.
 بعد ذلك انتقل العربي للعمل بمحل بحي الحسين وكان راتبه 120 قرشا في الشهر، واستمر في هذا المحل حتى عام 1949 ووصل راتبه إلي 320 قرشا.
وفي عام 1963م سعى العربي للاستقلال بنفسه في التجارة، لكن لم يكن لديه ما يبدأ به، ففكر هو وزميل له بنفس العمل، أن يتشاركا مع شخص ثري، على أن تكون مساهمته هو وصاحبه بمجهودهما، بينما يساهم الطرف الثاني بأمواله، وكان رأس مال المشروع 5 آلاف جنيه.
واشتهر العربي بأمانته وهي سر نجاحه منقطع النظير.
وفي عام 1975م زار العربي اليابان، ورأى مصانع الشركة التي حصل على توكيلها، وطلب من المسؤولين فيها إنشاء مصنع لتصنيع الأجهزة الكهربائية في مصر وهو ما تم فعلا، على أن يكون المكون المحلي من الإنتاج 40% رفعت لاحقا إلى 60% ثم 65% حتى وصلت إلى 95%، ومع تطور الإنتاج أنشأ شركة "توشيبا العربي" عام 1978م.
 وفي 1982 تم بناء مجمع صناعي في بنها.


اقرأ أيضاً /أسعار الذهب اليوم بمحلات الصاغة وفقأ لآخر التعديلات


وعلى مدار العقود التالية زادت شراكاته مع شركات يابانية مصنعة للأجهزة الإلكترونية وغيرها ليصبح وكيلاً لعلاماتها التجارية مثل سوني، سيكو، إن إي سي، وهيتاشي. وفي الوقت الحالي، وصلت مبيعات "مجموعة العربي" أكثر من 400 منتج في 22 دولة، وتتكون شبكة التوزيع والخدمات للمجموعة من أكثر من 2800 مركز بيع وأكثر من 180 مركز لخدمات ما بعد البيع.
وفي عام 1980م انتخب العربي عضوا بمجلس إدارة "غرفة القاهرة"، واختير أمينا للصندوق، ثم انتخبت رئيسا "لاتحاد الغرف التجارية" عام 1995م.
ومن ثم حصل الحاج "محمود العربي" على أرفع وسام ياباني (وسام الشمس المشرقة) من الإمبراطور الياباني أكيهيتو في مايو 2009. لدوره في دعم وتحسين العلاقات الاقتصادية المصرية اليابانية وقد قام بتسليمه الوسام هيروفومي ناكاسوني.
وكان مع إطلاقه أول مجموعة صناعات منزلية وطنية متطورة في مصر، ساهم ذلك في خلق نحو 40 ألف فرصة عمل، وكان يسعى إلى فعل الخير والعديد من الأعمال الخيرية الكبرى في كل أنحاء الجمهورية.
حتى استطاع أن يبني إمبراطورية كبيرة في مجال التكنولوجيا وخاصة صناعة الأجهزة الكهربائية، ما مكنه من امتلاك العديد من المصانع التي يعمل بها ما يزيد على 43 ألف عامل. 
ويضاف إلى تاريخه العظيم رفضه العامل مع اي تاجر اسرائيلي طالما كانت أرض فلسطين محتلة.

 

اقرأ أيضاً / أسعار الدواجن والبيض اليوم بالمحلات والأسواق المصرية.


ويعد "محمود العربي"، هامة اقتصادية مصرية وعربية، ولعب أدوارًا بارزة بحكم المواقع التي ترأسها ولا سيما رئاسة اتحاد الغرف التجارية المصرية.
فقد كرس حياته من أجل تعزيز دور القطاع الخاص والاقتصاد المصري، وكان سباقًا في جذب الشركات العالمية للاستثمار في مصر، وفي مقدمها شركة (توشيبا) اليابانية.
أسهم في توفير العديد من فرص العمل للشباب، وكان دائما داعماً لحقوق العمال ومنحازاً لهم، رجلا وطنيا من طراز فريد، وقف دائمًا بجانب الفقراء والمحتاجين فاعلًا للخير بكل إخلاص، وكانت إسهاماته  في العمل الأهلي واضحة على الجميع، فأقام أكبر مستشفى في قريته بأشمون، ومدرسة للتعليم الصناعي، فضلا عن العديد من المشروعات الكبري التي كان لها مردود اجتماعي كبير علي المواطنين.
كما أنه له مساهمات واضحة في المشروعات القومية، ما دفع الرئيس "عبد الفتاح السيسي" للإشادة به مرتين.
في المرة الأولى، وصفه الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، خلال افتتاح مشروعات قومية في بني سويف، يناير الماضي، بـ«الرجل العظيم»، وقال تعليقًا على كلمة نجله «إبراهيم العربي»: «بلغ تحياتي واحترامي الشديد للحاج محمود، هذا الرجل عظيم.. ربنا يديه الصحة ويوفقكوا إن شاء الله»، في إشارة إلى المشروعات التي أعلنت عنها الشركة في المنطقة الصناعية بمحافظة بني سويف.
أما المرة الثانية، فكانت خلال افتتاح الرئيس لبعض المشروعات في محافظة المنوفية، ومنها مدرسة العربي للتكنولوجيا التطبيقية، وهي مدرسة فنية تجمع بين التعليم والتدريب، بالتعاون مع دولة اليابان، حيث قال عنه "السيسي": «نشكر رجال الأعمال كلهم، والحاج محمود العربي، له تجربة وجهد رائع هما بيعملوه في التعليم الفني، وإحنا معاهم فيه وبنشكرهم عليه، لأنه بالطريقة دي نقدر نقدم تعليم فني بالتجربة، حيث يكون الطالب موجودًا بجوار المصانع ويتدرب فيها، ما وده يطلع نماذج قدوة للآخرين »


اقرأ أيضاً / أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم بالبنوك المصرية

وبعد هذا التاريخ العظيم جاء خبر وفاة العظيم "محمود العربي"توفي بعد 4 أشهر من المعاناة الصحية في المستشفى نتيجة لأمراض الشيخوخة.
فهذا الرجل أكبر من أن تعبر عنه بضع كلمات ... بل هو حكاية مصرية عظيمة لابد من تأريخها فنياً .. ليس من أجل إعطائه حقه .. لأنه يفعل هذا من منطلق أنه واجب ولا ينتظر جزاءاً سوا من رب العالمين ..
وداعاً شهبندر تجار وصناع مصر