رزقَ اللهُ آدمَ وحواء ولدهما شيث تعويضًا لهما وجبرًا لقلبيهما بعد معاناتهما التي عانوها في مقتل ولدهما هابيل على يدِ أخيه قابيل، وفي هذا المقال حديثٌ عن نبيِّ الله شيث -عليه السلام- وذكرُ بعض ما تضمَّنَته قصته من عِبر.
...........
اقرأ ايضا سلسلة فصص الأنبياء ( آدم عليه السلام)
...........
قصة النبي شيث -عليه السلام
هو نبيٌّ من أنبياء الله بعد آدم وقبل إدريس -عليهم السلام أجمعين-، ومعنى اسم شيث: هو هبةُ الله أو أعطيةُ الله أو البديل لأنَّ الله بعدَ أن قتلَ قابيل أخاه هابيل رزقَ آدمَ -عليه السلام- هذا الولدَ الصالحَ تعويضًا له فسُمِّيَ بذلك، وقد كان بارًّا بوالديه كثيرًا فعلَّمه آدمُ ما كان لديه من علم، لأنَّ سيدنا آدم -عليه السلام- علَّمه الله تعالى من علمِه قبل أن ينزلَه إلى الأرض، قال تعالى: "وعلَّم آدمَ الأسماءَ كلَّها"، وعندما حضرت الوفاةُ آدم -عليه السلام- أوصى ولده شيث بأمرِ قومه وأن لا يخبرَ أخاه قابيل عن ذلك لأنَّه كان حسودًا.
وتوفيَ آدم ودفنته الملائكة وتولَّى -عليه السلام- أمرَ قومه بعد وفاة أبيه، وبعد سنة توفِّيت حواء ودفنها بالطريقة نفسها التي دَفَنَت الملائكة بها أباه، وقد وردَ في الحديث الطويل الذي رواه أبو ذر الغفاري أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال فيه: "أُنزِل على شيث خمسونَ صَحيفة" ، وقيلَ إنَّه بنى الكعبة بالحجارة والطين وبقيَ يحجُّ ويعتمر في مكة حتى مات .
...........
اقرأ ايضا ريا وسكينة
...........
النبي شيث وأول حادثة زنا
عندما تولَّى شيث بن آدم -عليهما السلام- أمرَ قومِه بعد وفاة أبيه، منعَ قومه من الاختلاط بقومِ أخيه قابيل، فقد سكنَ هو وقومه في الجبال، أمَّا قابيل وقومه فقد سكنوا السهول، إلا أنَّ أحدَ الرجال تسلَّلَ وخالف أوامرَ سيِّده فنزلَ ورآى النساء وجمالهنَّ بعكس رجال السهول الذين لا يملكون جمالًا ورآى ما عليه القوم من لهوٍ وملاهي، فرجعَ وأخبرَ عددًا من رجال قومِه الذين يسكنون في الجبال التزامًا بأوامر نبيِّ الله -عليه السلام- وقد كانوا أجمل من رجال قوم قابيل لأنَّهم يسكنون الجبال بعكس نسائهم فنزلوا وخالفوا أمرَهُ أيضًا، فافتتنوا بالنساء وفُتنت بهم نساءُ قومِ قابيلَ ووقعت الفحشاء بينهم في ذلك الوقت، وكانت أوَّلُ حادثة زنا في تاريخ البشرية.
مضامين قصة شيث -عليه السلام
يُستَوحى من قصته -عليه السلام- أنَّ الله تعالى لا بدَّ أنْ يعوِّضَ المؤمنَ خيرًا عمَّا فقَدَ، فعندما قُتلَ هابيلُ رزقَ الله تعالى آدمَ ولدًا هبةً من الله وتعويضًا عن ولده هابيل، وجعله من الصالحين وهذه ثمرة الإيمان بالله تعالى والعمل الصالح، وفي قصته -عليه السلام- أيضًا أنَّ على المؤمنين أنْ يلتزموا بأوامر سيِّدهم الصالح فالمخالفةُ لا بدَّ أنْ تجرَّهم إلى الهلاك لا محالة كما حدثَ في أول حادثة زنا قام بها رجال شيث -عليه السلام-، وأنَّ طاعة الله تعالى ووليَ الأمرِ فوق كلِّ الأهواءِ والنزوات، قال تعالى: "يَا أيُّها الَّذينَ آمنُوا أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرسُولَ وأولِي الأمرِ مِنكُم".
...........
اقرأ ايضا (قراقوش)
...........