12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

كن ذا فكر حر لا أسيرًا لأفكار المجتمع

2020/06/15 12:20 AM | المشاهدات: 975


كن ذا فكر حر لا أسيرًا لأفكار المجتمع
ساره مصطفي أحمد

ثقافة المرء تمر بسلاسل ومراحل تكوين كثيرة، لعلّ أولها وأكثرها تأثيرًا، مرحلة الطفولة، ولا جِدال على أنها أعمقهم داخل عقلِ كل شخصٍ منا.. فتبدأ ثقافتنا ووجهتنا عن الأمور تتشكل هُنا، آرائنا عن الأشخاص الأخرى، رؤيتنا للعالم، نظراتنا لتلك الأشياء المختلفة عمّا اعتدنا عليه، خِصالنا الأولى، طِباعنا المأخوذة عمَّا شهدنا عليه، وعمَّن حولنا.

اقرأ أيضًا/تأثير مخدر الماضي

هؤلاء الذين لهم النصيب الأكبر في التأثير فينا في مرحلة الصِغر، الأسرة.. ذلك الحيز الدافئ، قليل العدد، واسع التأثير،
هُم قواد تلك المرحلة، فنكتسب منهم كل شئٍ تقريبًا، سواء كان هذا الشئ، في مفهومه العام خاطئًا أو يتم تصنيفه على أنه صحيح، نُصبح أقرب لتوابع ليس إلا، كأننا لعبة تم إخراجها من علبتها للتو ويتم جمعها وتشكيلها.

اقرأ أيضًا/الندم وتأثيره على حلمك والوصول للطريق الصحيح

ثم يبدأ عقلنا في النمو، وبالتالي ثقافتنا ومدارك أفكارنا وحتى نظراتنا للأمور، احتكاكنا بأشخاص أكثر غير الأسرة.. من أصدقاء الدراسة وغيرهم، نبدأ في بناء تجاربنا الخاصة، نستقل بأفكارنا بشكلٍ ما وبطريقة نسبية، خصوصًا مرحلة المراهقة، ثم تأخذنا المراحل بطريقة سريعة مُرعبة، يبدأ احتكاكنا بالعالم والناس، وفي لحظة ما نتصادم بالاختلاف، وتبتلعنا المتاهات، نتأرجح بين الخطأ والصحيح.. فجائز جدًا أن يتسبب الوسط الذي نشأنا به، سواء الأسرة أو المجتمع، في توصيل معلومات غير كاملة تجاه عقيدتنا. 

اقرأ أيضًا/كتمان المشاعر وتأثيرها على الإنسان

لذلك من المهم الإدراك أن البيئة التي كبرنا فيها وتربينا على ظل مبادئها وأفكاراها، ليس شرطًا أن تكون صحيحة، بدايةً من أفكارنا المُستمدة من أهلنا ومجتمعنا وأي حيز أو مؤثر آخر في طفولتنا؛ فليس في الكون مسلمات، العالم واسع، يجب بدور الإنسان أن يبحث ويتعرى من عِباءة التقاليد والمجتمع الذي أغلبه أفكار عقيمة ومُتأرخة، مأخوذة عن جهلٍ وتحت نظام التبعية.. بل وأن ويحفر وراء الأمور ووجهات النظر وأن يُكون تجربته الخاصة، وأن يبني أفكاره بالبحث عن المعلومات الكاملة المنطقية الصحيحة هُنا وهُناك، وأن يجاهد في معرفة دينه بنفسه، أن يتلقى المعلومة بنفسه ولنفسه، أن يبعد عن مؤثرات عُقد الطفولة وتجارب الأهل والآخرين وتقاليد المجتمع وغيرها، وأن يكون نفسه، فريدٌ، حُر.