12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

علامات إقتراب الأجل.

2021/04/09 10:59 AM | المشاهدات: 1350


علامات إقتراب الأجل.
اسراء أشرف الطنطاوي

حقيقة الموت، الموت هو أوّلُ منازل الآخرة، قالﷻ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾، ومعنى الآية الكريمة أنّ كل حيٍّ سيموت، وتُفارقُ روحه البدن الذي تعيشُ فيهِ وتسكنه، وهنا للموت ست مراحل، تُسمى البداية من هذه المراحل الستة «بيوم الموت»، وهذا هو اليوم الذي سيأتي فيه نهاية الإنسان وتنتهي حياته، ويأمر الله الملائكة في السماء أن يذهبوا إلى الأرض ليأخذوا روحه، حتى يهيئوا الإنسان للقاء ربه.

 

إقرأ أيضًا/طفولة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

 

تنبية: 

مع الأسف لا أحد يعرف شيء عن هذا اليوم، وحتى عندما يأتي ذلك اليوم لا يدرك الإنسان أنه يوم وفاته، وعلى الرغم من عدم إدارك الإنسان لهذا الأمر لكنه يشعر بتغييرات في جسده على سبيل المثال: (ينشرح صدر المؤمن في ذلك اليوم ويغمره السعادة المفرطة، على العكس الإنسان الذي ارتكب الأعمال السيئة يشعر بضغط كبير في صدره وقلبه).

 

 

إقرأ أيضًا/إطعام المسكين

 

شرح التعريف: 

ست علامات لاقتراب الأجل:

 المراحلة الأولى:

ترى الشياطين والجان نزول الملائكة، لكن الإنسان لا يستطيع رؤيتهم، وهذه الخطوة موصوفة في القرآن الكريم يقولﷻ: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ..﴾.

 

المرحلة الثانية:

أخذ الروح بالصورة التدريجية، وتبدأ هذه المرحلة من باطن القدم حتى صعود الروح لترتفع فوق الساقين والركبتين والقدمين، فوق البطن، السرة، والصدر، لتصل الى منطقة في جسم الإنسان تسمى «التراقي»، وهنا يشعر الشخص بالتعب والدوار، ويشعر بأنه تحت ضغط وغير قادر على الوقوف؛ حيث تكون قوته الجسدية تتناقص ولا يزال لا يعرف أن روحه تخرج من جسده.

 

المرحلة الثالثة:

تسمى هذه المرحلة «بالتراقي»، وتم ذكر هذه المرحلة في القرآن الكريم قالﷻ: ﴿كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾.

التراقي: عبارة عن عظمان تحت الحلق تمتد إلى الكتفين، ﴿وَقِيلَ﴾ هنا تعني: من سيحمل روحه ويقبضها، وبعبارة أخرى من يريد أن يأخذ روحي، هل ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب المجمتمعين قربه؟.

 

﴿مَنْ رَاقٍ﴾ من الذي یرقیه، وترى اقاربه من يقول لنستدعي الطبيب، والثاني يقول لنتصل بالأسعاف، والآخر يقول لنقرأ القرآن عليه، وسط هذه الاجواء لا يزال يأمل في العودة إلى الحياة ولا يزال لا يعتقد أن روحه تغادر جسده.

 

﴿وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ﴾ إلى الآن لم يتيقن بالموت، لا يزال يكافح من أجل البقاء، لكن يقول الله ﷻ: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾، لقد انتهى الأمر خروج الروح من الساقين، ولم يعد يستطيع تحريكهما، ووصل الى التراقي ﴿كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ﴾.

 

المرحلة الرابعة:

 تسمى مرحلة «الحلقوم»، هذه هي المرحلة الأخيرة من الموت، وهي صعبة للغاية بالنسبة للإنسان، والسبب في ذلك أنه تتم إزالة الحجاب والستارة من أمام عينيه ويرى الملائكة الحاضرين من حوله، وتبدأ مرحلة رؤية الآخرة من هنا، قال الله ﷻ: ﴿ فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾، لهذا السبب سميت هذه المرحلة بالحلقوم، وذلك لقول الله ﷻ: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُوم وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ﴾.

 

إقرأ أيضًا/عيسى عليه السلام

 

يخاطب الله الأشخاص الموجودين حوله، أنتم في مكان ما وهو في مكان آخر، أنتم ترون شيئا وهو يرى شيئا آخر، إنه يرى رحمة الله، أو العياذ بالله يرى غضبه وعذابه إن كان مذنبا، لذا تروه يحدق في مكان معين ونقطة معينة، قالﷻ: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ﴾، وهذة من أصعب المراحل عند قبض روح الأنسان، لأنه يجد وعود الله حقيقية ويفهم الله بكل كيانه، يرى الملائكة ويجد كل أعماله في الحياة تمر أمام عينيه، وعند هذه النقطة يحدث «فتنة الممات».

لماذا تسمى فتنة الممات؟

هي الفتنة التي يدخل فيها الشيطان، ويخلق الشك في الإنسان تجاه معتقداته (الشك بالله، بالنبي، بالدين، بالقرآن، وما إلى ذلك)، ويحاول بكل قوته أن يجعل الانسان يخرج من الدنيا وهو كافر، وهنا الشيطان مقتنع بأنها اللحظات الأخيرة لهذا الإنسان، ويرى ملك الموت يقترب منه، لذلك يبذل جهوده الأخيرة لإحداث الضربة النهائية ضربته أقوى من أي وقت مضى، لذلك أخبرنا القرآن أن نلجأ إلى الله من فتنة الممات، وذلك لقولﷻ ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾.

لهذا السبب قال النبي الأكرم ﷺ: (مَن عاش على شيء مات عليه)، إذا عشت حياتك من أجل الإسلام ومحبة الله ﷻ والرسول الكريم وأهل أمته؛ فسوف تخرج من الدنيا على هذا الحال.

عندما يأتي الوقت الأخير من الموت، يظهر الشيطان للشخص المحتضر على هيئة أحد أقاربه، الذي مات سابقاً، وهو يصرخ بصوتٍ عالٍ يقول والعياذ بالله: (الأسلام ليس دين الحق، والنبي لم يأتي بدين الحق، اكفر بكل شيء)، وليل هذا المشهد في القرآن يقول اللهﷻ: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾.

 

المرحلة الخامسة:

المرحلة التي يدخل فيها «ملك الموت» عليه السلام، وفي هذه المرحلة يفهم الإنسان تمامًا ما إذا كان من أهل الرحمة أو من أهل العذاب، عند هذه المرحلة يرى نتيجة أعماله، ويطلع على مصيره، وقد وصف نبي الرحمة ﷺ هذه المرحلة بالتفصيل، وخاصة لأولئك الذين ارتكبوا العديد من الذنوب والمعاصي ولم يتوبوا والتقوا بالله بحمل من المعاصي والذنوب، يقول اللهﷻ: ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا﴾، وهناك قول للنبي ﷺ بأن مجموعة من الملائكة في الجحيم، هيؤا كفناً من النار ويقبضون روح الأنسان العاصي بشكل مؤلم، نزع الروح بغلظه، فيما يتعلق بصعوبة هذه المرحلة جاء في القرآن الكريم قالﷻ: ﴿فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ﴾.

 

إقرأ أيضًا/كيف نبني بيتاً في الجنة

 

المرحلة السادسة:

المرحلة النهائية التي يدخل فيها ملك الموت؛ حيث تصبح روح الأنسان متهيأه، ووصل إلى أعلى نقطة ممكنة وعبر مرحلة التراقي، وإستقر روحه في فمه وأنفه، وهو مستعد للخروج والتسليم إلى ملك الموت عليه السلام.

إذا كان الإنسان مؤمن يجلس ملك الموت عند رأسة ويقول له: (أيتها النفس الطيبة أخرجي الى مغفرة من الله ورضوان).

إذا كان الإنسان عاصي يقول له: (یا ایتها الروح الخبیثة أخرجی الی نار و نیران و رب منتقم غضبان)، هنا يصبح الوجه الباطني للإنسان أسود ويصرخ، قالﷻ: ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ﴾، وأيضا قالﷻ: ﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ﴾، لأنني لم اعمل صالحا في حياتي، لكنه يواجه صوت حضرة الحق الذي يخاطبه: ﴿كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾، و هنا يقولﷻ:﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾.

ماذا تعني سكرة الموت؟

أي أنه تم قفل كل شيء، جميع أجهزة وأعضاء الجسم مغلقة ومقفلة، ولا توجد فرصة للحركة، ﴿ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾، هذه هي اللحظة التي هربت منها طوال حياتك، قالﷻ: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾.

 

الكلمة الأخيرة:

سئل مفسر قرآن لماذا نخاف الموت؟ فاجاب قائلا: لأنكم عمرتم الدنیا و خربتم الآخرة، «اللهُّم لا تجعل الدُنيا أكبر همنا ولا مَبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا، وأجعل الجنّة هي دارنا وقرارنا».

 

إذا أتممت القراءة صل على محمد ﷺ.