12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

مقتل طبيبة ( الفصل الرابع )

2021/03/31 05:02 PM | المشاهدات: 578


مقتل طبيبة ( الفصل الرابع )
سندس طارق

 ( الفصل الرابع )   -بس ده اللي حصل يا حضرة الضابط ولحد اللحظة دي مشوفتهاش تانى ولا كنت عايز اشوفها

-انتوا اتجوزتوا عن حب مش كده

-ايوه انا كنت بحبها 

-وهي كانت بتحبك؟

-كل تصرفاتها معايا كانت بتقول انها بتحبنى 

-تفتكر خانتك ليه؟

-معرفش.. معرفش خانتني ليه ده السؤال اللي فضلت اسأله لنفسي علطول.. انا كنت جايبلها كل حاجة تحت رجليها كنت بنفذلها اللي تطلبه واللي هي عايزاه كنت بشتغل ليل نهار عشان اعملها اللي هى عايزاه وطلباه 

-يمكن ملت منك وزهقت وخصوصا انك ماكنتش بتبقي موجود زي مانت لسه قايل 

-زهقت؟ ..يعنى ايه زهقت وملت منى هو أي واحدة جوزها يتشغل شويه  تخونه يعنى؟

-انا بقول ممكن.. طيب تفتكر انت خانتك معاه ليه حبته يعنى ولا تفتكر ايه ؟

-معرفش ... كل اللى عندي قولته انا مليش دخل بقتلها 

-بس التحريات اثبتت ان اخر اتصال ليها قبل ما تتقتل بثوان كانت بتتصل بيك

اهتز هشام قليلا وظهرت رعشة صغيرة بيديه وخوف بعينيه قليلا ..حاول ان يتكلم ولكنه تلجلج قليلا فتكلم احد المحامين قائلا 

-حضرتك كده التهمة بعيدة عن موكلي وده بيثبت صحة أقواله انه مشفهاش وقت الحادثة 

تحولت نظرات الضابط ناحية المحامي وكلامه اتجه اليه فقال له 

-انا متهمتش موكلك  انا بسأله .. ثم وجه نظره لهشام وسؤاله اليه ثانية 

-تفتكر انت الوحيد اللي تتصل تستنجد بيك ليه يا دكتورهشام بدل اخر لقاء بينكوا كنت انت فضحتها وطلقتها وهددتها فيه ؟

-.........

-ايه اللي يخليها تختار متطلعش صوتها حتي تستنجد بالجيران وتتصل بيك ؟

- .......

- كنت فين يا دكتور هشام وقت الجريمة ؟

-كنت بتعشي في مطعم 

-عندك شهود علي اللي بتقوله ده ؟

-ايوة زميلتي اللي كنت بتعشي معاها ده غير المطعم كله شافني هناك ..انا دكتور معروف ده غير اني بتردد هناك دايما

-اسمها ايه ؟

-سلمي .. دكتورة سلمي عبدالعزيز 

- طيب يا دكتور هشام امضي هنا واتفضل بس هنحتاجك  تعدى علينا تانى 

خرج هشام مع طاقم المحامين  من غرفة التحقيق ليرى جميلة من بعيد والدة نسرين واختها وما ان رأته حتى تركت كل من كان حولها وذهبت نحوه مسرعة تجذبه من ملابسه وتصرخ فيه

 –انت اللي قتلتها انت اللي قتلتهااا عملت كده لييه حرمتنى من بنتى لييييييه؟

حاول التملص منها بشتي الطرق وابعاد يدها عن ياقته وهو يصيح بها 

-ابعدي عنى انا مقتلتش حد فكررت تلك الجمله التي لازمتها بمجرد أن لمحته 

-لا انت اللي قتلتها وحرمتني منها 

اشتد الخناق بينهم حتى ذهب كل من كان موجود ليفض الخناقة وذهبت ايضا نهي لتهدئها وتركت شنطتها مع ندي الي ان تعود ... ومع الصوت العالي المتزايد خرج الضابط ليسكتهم كلهم في صرخة واحدة حتى سكتوا وذهب كل منهم لحاله وجلست نهي مع جميله لتهدئها وتتحدث معها وندي واقفة تنظر لهما من بعيد وتنتظر الى ان رن هاتف بالشنطة التي بيدها من الارتباك اعتقدت انه هاتفها لتشابه النغمة لم تنظر له وردت على الرقم المتصل 

-الو 

-ايوة حبيبتي انا وصلت مصر لسه واصل دلوقتى 

-حبيبتك؟ مين معايا؟

-انا آسر مين اللي معايا؟

-انا ندي

-واضح انى طلبت رقم غلط معلش انا اسف 

-لا مفيش حاجة 

-سلام 

-سلام 

وما ان انتهت ونظرت للهاتف حتى وجدته هاتف جارتها نهي وليس هاتفها وأنها هي من ردت عليه 

ولكن من هذا الذي كان يقول لها حبيبتي؟ او ترى كان رقم خاطئ فعلا؟..  وما كانت تفكر في هذا الشخص حتى وجدت نهي قادمة نحوها فقررت ان تخبرها بالمتصل

-موبايلك رن افتكرته بتاعى في واحد رد عليه كان عايزك بيقول ان اسمه آسر وانه وصل مصر 

-ايه آسر اتكلم وقال انه وصل مصر؟

اه ... انتي تعرفيه ؟

  -ده ابني اللي بره مصر  من سنين استني اهو بيتصل تانى اهو مش هو ده الرقم اللي 

اتصل من شويه 

-اه هو 

وما ان اخذت نهي الموبايل لترد على ابنها الذي لم تراه منذ وقت كبير حتى خرج العسكري مرة اخرى لينادي على ندي الواقفة بجوارها لتدخل ....ما ان دخلت حتى اخرج الضابط العسكري الذى موجود ليفض الصوت العالي بالخارج ويجلب له قهوته المفضلة وما ان خرج حتى التفت بنظره ناحيه ندي يحدثها 

-متهيألى كده مهمتك انتهت يا حضرة الضابط" مريم"

-لا يا فندم انا متهيألى انها ابتدت

ابتسم الضابط الجالس امامها فقد كان متوقع ذلك الرد منها ولكن سرعان ما رجع لهيئته الجادة وهو يتحدث قائلا

-ابتدت ازاى؟ مهمتك كانت إنك تراقبي الدكتورة نسرين عشان نعرف نثبت عليها تهمتها" المشاركة في الاتجار بالأعضاء البشرية " ودلوقتى هي ماتت يعنى مهمتك كده خلصت 

-يا فندم انتوا عرفتوا مين اللى قتلها؟

-لا لسة 

-ليه ميكونش اللى قتلها واحد من الناس الكبار اللى كانت شغاله معاهم؟وكده نثبت القضية عليهم هما كمان 

-ده احتمال ضعيف ..غير اننا كنا مراقبينها 24 ساعة ومعينين اتنين للمهمة دي وفي الفترة دي مظهرش تعاملها مع حد من الناس الكبار دول او قابلت حد منهم 

ظهر صوت مريم اكثر حدة وهي تقول فجأة 

-وفي الفترة اللي اتقتلت فيها مكانوش اللي بيراقبوها موجودين برضه والا كنا عرفنا القاتل والقضية اتحلت

صمت لمعرفته انها علي حق.. فقد عانت من اجل ان تثبت تورط نسرين بالاتجار بالأعضاء البشرية لمرضاها فقد ظلت تبحث لسنين وراءها بلا أمل ولا شهود ولا حتي بلاغ ضد الدكتورة الا ان أعاد لها الامل بلاغ قد قدم من مجهول ضد الدكتورة نسرين وصور توضح تورطها مع تاجر للأعضاء البشرية .. عانت من اجل أن تقنعهم بالقضية وبأن تتم مراقبة نسرين وبالفعل كان هناك حارسان احدهما يراقبها بالنهار والأخر يراقبها باليل حتى بعد ان انتهت وردية احدهما تأخر الاخر فأعطى الفرصة الذهبية للقاتل بأن ينفذ مهمته ..صمتا كليهما في تلك اللحظات القصيرة الي ان قطعت مريم الحديث وتكلمت فجأة 

-يا فندم انا حاسة ان موتها ده خيط هيدلنا لحاجة كبيرة

قطع كلامها قبل ان تكمله ووقف فجأة 

-احنا من امتى بناخد بالأحاسيس يا حضرة الضابط مريم ؟

-انا اسفة يا فندم مش قصدي 

ظل واقفا ولكنه أشار ناحية الباب خلفها وتحدث

-اتفضلى 

-يا فندم ارجوك دي اول مهمة ليا اديني مهله انتوا تكونوا بتحققوا فى جريمة القتل وانا براقب وبدور وهثبت بالأدلة تورطها وكمان اللي كانوا وراها 

إنخفض صوته قليلا وتكلم بهدوء ويده مازالت تشير ناحية الباب

-اتفضلى  يا مريم 

-يا فندم متحرمنيش من اول مهمة ليا أقدر اثبت فيها نفسي بجد واحقق حلمى

زادت لهجته هدوء تلك المرة وأضاف لها ابتسامة وهو يتحدث 

-قصدي اتفضلى كملي مهمتك يا حضرة الضابط مريم انا واثق انك هتكمليها 

ارتسمت علي وجهها ابتسامة بعد ان سادها الوجوم والخوف بانها قد لا تكمل مهمتها التي عانت كثير لتدخلها وتكشف تلك العصابة.. لم تكن تتخيل ان بعد كل ما حدث ان تقفل القضية هكذا 

-شكرا شكرا جدا يا فندم

بعد ان شكرته التفتت وخرجت  بسعادة بالغة بعد ان كانت مملوءة باليأس من بعد جريمة القتل التي اذابت احلامها او كادت تذيبها امامها في لمحة ؛ فقد  ظلت سنوات او اكثر تبحث عن دليل قوى يثبت تورط نسرين في الإتجار بالأعضاء البشرية وبعد ان كادت تصل للدليل اخيرا وتدين نسرين ومن ورائها كان القاتل قد سبقها بخطوة ليزيد الامر صعوبة تامة، مريم الجميلة العنيدة التي لم تكن تريد شيء الا وحصلت عليه تأتى هذه القضية لتوقفها او يأتي هذا القاتل ليخرب ما خططت له لسنوات ، لكن لم تكن لتترك مهمتها يوما ما ..

 خرجت مريم  لتجد العسكرى قد جاء بالقهوة ويطلب منه الضابط ان ياتى بمدام نهي لتخرج مريم سريعا  وفور خروجها تجد نهي تتجه نحوها لتسالها

-هاه ايه اللى حصل يا مريم وقالك ايه الظابط جوه

-......

لم يترك العسكرى لهما فرصة الكلام ولا لنهي ان تعرف أي شيء ليباغتهما فيصيح باسم نهي بان تدخل للتحقيقات

-الاستاذة نهي عبدالجليل

فردت عليه حينها

-نعم 

-حضرة الظابط جوه عايزك

دخلت لتجد الضابط امامها وبجواره الكاتب ليسجل كلماتها وبمجرد دخولها  أشار لها الضابط بان تجلس فتوجهت نحو الكرسي لتجلس ليبدأ الضابط بعدها  في توجيه اسئلته نحوها

-مدام نهي كنتي فين يوم 19/2/2019 الساعة حوالى 1 صباحا ؟

-كنت في بيتي وكنت نايمه في الوقت ده 

-مسمعتيش اى خناق ساعتها او صوت عالي للقتيلة او حتى استنجاد بيكي منها؟

ظهرت رعشة خفيفة في يدها وانتقلت لكلامها بعد ذلك فلاحظ الضابط ذلك 

-لااا مسمعتش الجو ساعتها كان رعد ومطر كتير وصوتهم كان مغطى على صوت اى حاجة تانى 

اقترب الضابط منها قليلا وهو مازال ينظر ليدها التي لم تكف عن الاهتزاز وسئل مرة اخري

-انتى كنتى اقرب واحدة للقتيله خاصة فى الفترة الاخيرة مش كده؟

خففت من توترها هذه المرة وكانت اكثر هدوءا وثقة قدر المستطاع وهي تجيب

-اه كانت بتقعد معايا 

-وملاحظتيش عليها حاجة فى الفترة الاخيرة ؟ أو مثلا قالتلك ان فى حد بيهددها؟او حتى اتخانقت مع حد خناقة جامدة؟

-لا هى فى الفترة الاخيرة كانت لوحدها ودايما عينيها بعيد لحاجة مش موجودة وقاعدة لوحدها فى شقتها 

-انتى مش لسة قايلة انها كانت بتقعد معاكى؟

-ااه كانت بتقعد معايا فى الاول بس لكن فى الفترة الاخيرة مبقدش بتقعد مع حد خالص دايما قاعدة لوحدها

-طيب ليلة الحادثة مشوفتيش حاجة غريبة ؟ او حتى سمعتى صرخات ليها ؟

-ياحضرة الظابط هسمعها ازاى ؟اليوم ده زي ما وضحت لحضرتك كان صوت الرعد في كل مكان ومسمعناش حاجة ابدا ناحيتها 

-طيب حتى متصلتش بيكى فى اليوم ده تقولك حاجة او حتى تستنجد بيكى؟

-لا محصلش

- مشوفتيش دكتور هشام بيتردد عليها او بيكلمها الفترة الأخيرة ؟..او حتي حكيتلك ان علاقتهم ممكن ترجع تاني ؟

ارتبكت قليلا مرة اخري  فبات هذا ملاحظ للضابط الذي سألها  

انتي كويسة يا مدام نهي ؟ حصل حاجة ؟ 

ظلت صامته عدة دقايق وهي تحول نظرها بكل مكان بالغرفة ثم تكلمت 

-لا لا مفيش حاجة ... انا بخير 

-طيب نرجع تاني للسؤال ...فاكراه ؟ 

-اه ...لا 

-لا ايه ؟... وضحي

-لا مشوفتش دكتور هشام معاها من بعد طلاقهم.. ولا اتكلمت عنه او أنهم هيرجعوا  

-طيب امضي هنا واتفضلى بس هنحتاجك تعدى علينا 

-ايه ؟ ليه ؟

ليه ايه هنحتاج نسالك عن القضية لو جد فيها جديد 

-أاه .. حاضر اكيد 

التفتت ناحية الباب لتخرج وعلي وجهها وجوم وخوف ظاهر بشكل اكثر مما دخلت وما إن خرجت حتي نسيت التحقيق بكل ما كان به وتذكرت شيئا واحدا فقط .. وصول ابنها التي اذهب عنها كل شيء وجعلها تبتسم ثانية فامسكت بهاتفها لتتصل بإبنها ولم تنتظر كثيرا حتي جاءها الرد

ايوة ايوة ياحبيبى حمدالله على السلامة انا عرفت انهاردة إنك هتيجى انت هتوصل الساعة كام عشان اجى اخدك من المطار

-براحة عليا شوية يا حبيبتى ايوة انا وصلت انهاردة مقولتلكيش معاد الطيارة عشان متعبكيش معايا انا تحت البيت دلوقتى وهطلع

-كده يا اسر ..  انا جاية حالا

-طيب يا حبيبتى سلام

اغلق آسر هاتفه ليشير لسائق الاجرة ان يتوقف

-ايوه على جنب هنا 

-حاضر يا باشا

نزل آسر من سيارة الاجرة لينظر الى العمارة التى طالما كان يلعب بها وهو طفل نظرة طويلة اتيحت لذكرياته ان تظهر وتكشف عن نفسها من مدة طويلة ذكريات طفولة وذكريات شباب ذكرياته مع امه وخناقاته مع اخته ولعبه مع اصدقاؤه ذكريات طويله جاهد لينساها منذ زمن منذ ان فارقت اخته الحياه... نظرة طويله انتهت  بتنهيده طويله ودموع لمعت فى عينيه جاهد ليخفيها ...نظرة جعلته يستعيد زمن و سنين مضت من امامه ،كان حينها فى شرود عميق ليقطع شروده احدهم كان واقفا امامه

-عايز حاجة يا باشا؟

خفض رأسه من ناحية العمارة لينظر للرجل الذي يتحدث معه رجل اقصر منه قليلا ولكنه بدين بعض الشىء واضح من زيه وكلامه واسئلته انه رجل الامن للعمارة ومع ذلك وجه اسر رأسه اليه وسأله

-انت مين؟

-انا الامن بتاع العمارة اللي انت بتبص عليها من مدة

-اه وانا من سكان العمارة

-ساكن جديد يعني ؟

-لا ساكن قديم بس كنت مسافر فترة ورجعت ..اي أسئلة تاني ؟ 

-طيب ممكن بطاقة حضرتك

-معايا  الباسبور.. اتفضل

أخذه ثم انتقل لمدخل العمارة وآسر معه وبعد نظرة طويلة من الأمن بالإضافة لأسئلة العسكري الذى كان جالس بجانبه تأكدا بها فعلا انه من سكان العمارة  ليأخذ وائل  بعد ذلك  الشنط ليصلها للشقة واسر وراءه الى ان وصل للشقة وأخرج المفاتيح وهم بفتح الباب ليستوقفه صوت من الشقة المقابله له ليلتفت للصوت 

-ايوة يا بنتى جايه حالا 

نظر لها واشار بالتحيه فنظرت له بعدم اهتمام واكملت حديثها مع صديقتها واغلقت الباب وركبت المصعد لتنزل للدور الأرضي مسرعة أما هو ففتح الباب ودخل الشقه ولكن قبل ان يغلق الباب انتبه لشيء. لقد تركت مفاتيحها على الباب إنتظر قليلا ثم نظر للمصعد لعلها تأتي وتأخذها ولكنها لم تأتي فذهب وأخذها ليعطيها لها عندما تأتي ثم التفت وتوجه ناحية شقته فدخلها واغلق الباب ليستكمل ذكرياته بها .

إقرأ أيضا ابتسامة دامعة

إقرأ أيضا أنتَ فَضائي

إقرأ أيضا أرواحا منكسرة