إننا نجد في الإوديسا قصة مغامرات علي عكس الإلياذة فلا يوجد مؤثرات تراجيدية و لا هي تمتد جذورها إلي أناشيد البطولة و إنما إلي القصص الشعبي المتداول منذ القدم و إلي الحكايات المعروفة.
و كما ذكرنا من قبل فإن قصة الأوديسا تبدأ بعد نهاية ملحمة الإلياذة "انظر المقال السابق" ... و هي تروي عودة أحد أبطال الإلياذة إلي وطنه و هو "أوديسيوس" ملك "إيثاكا"... و في قسمها الأول يظن أوديسيوس من قبل أهل وطنه أنه مات في الحرب و لذلك نري تسابق الخطاب إلي بيته يطلبون زوجته للزواج..و "بنيلوبا" زوجته حزينة حذرة غير واثقة في أن تقطع في أمر زوجها الغائب ما إذا كان حيا أم ميتا.
إقرأ أيضًا/تفسير الأحلام (الجزء الأول)
و تتناول الملحمة قضية مهمة هي الانحطاط الأخلاقي الذي نراه في حكاية تهافت الخطاب إلي زوجة "أوديسيوس" و هو أن إعجابهم ب "بنيلوبا" هو مجرد إعجاب عرضي متكلف فهم لا يبغون سوي ثروتها و ما تجلبه تلك الثروة من مكانة.
و الشخصية الرئيسية هنا هو ابن أوديسيوس "تليماخوس" و هو فتي قد شارف الرجولة و خجول الإحساس و كان العار الذي يشهر به تليماخوس بسبب جماعة العشاق الذين يملؤون بيته يستحثه علي العمل و لذلك فإنه يخاطر بحياته و يذهب في رحلة بحرية طلبا لأخبار أبيه.
إقرأ أيضًا/الكاهن فى مصر القديمة
و في مشهد آخر يقدم لنا هوميروس شيئا أكثر من مجرد السحر..حيث ماتت أم أوديسيوس دون علمه أثناء فترة الحرب و تظهر له كأنها شبحا أو حلما فيسألها عن سبب موتها فتقول:" لم ينقض علي في ردهات بيتي رامي سهام ذو النظر البعيد و لم يصبني مرض كالذي يأتي فيسلب الحياة من أطراف أبداننا بما يسببه من تلف بغيض إنما هو الشوق إليك و الرغبة في معرفة مكانك يا أوديسيوس المجيد و الحنين إلي رقة قلبك هي التي سلبتني حياتي"
و يقدم أوديسيوس علي احتضانها و لكنها تفلت منه كأنها شبح أو حلم.
و في القسم الثاتي تروي الملحمة عودة أوديسيوس إلي وطنه إيثاكا علي ظهر سفينة "الفيا كيانيين" المسحورة و تدور بقية الملحمة حول مغامرته في وطنه و تنتهي الملحمة بمذبحة العشاق الذين كانوا يلتفون حول أمرأته.
إقرأ أيضًا/المجموعة الهرمية للملك جدف رع فى أبو رواش