ولد خورشيد باشا فى القوقاز وكان والده راهبًا مسيحيًا. فى شبابه أصبح من الإنكشاريين وتحول للإسلام. وكان من حرس السلطان محمود الثانى وشغل مناصب عليا مختلفة فى الدولة
عين خورشيد باشا عمدة للإسكندرية بعد جلاء الفرنسيين عن مصر عام 1801م وعينه محمد على باشا والياً عام 1804م. لم يكن مطمئناً لموقف محمد على؛ فأراد التخلص منه لأنه مصدر خطر لإكتسابه ثقة الشعب فطلب خورشيد باشا من السلطان العثمانى إستدعاء فرق الألبان الأرناؤوط من مصر، ورفض محمد على تنفيذ ذلك بتأييد من العلماء والحرفيين، فطلب خورشيد باشا من محمد على التوجه إلى الصعيد لإبعاده عن القاهرة، كما طلب من السلطان العثمانى إرسال فرق عسكرية لدعم سلطة الحكم، فأرسل له السلطان فرقاً من الفرسان الخفيفة من الشام (سوريا العثمانية) عُرفت بالدولاهـ ولكن إستمالهم محمد على إلى صفه أيضاً.
غضب الشعب وزعماؤه وتوجهوا مع عمر مكرم إلى محمد على لتوليته حكم مصر بشروطهم وغادر خورشيد باشا مصر عام 1805م متوجهاً إلى القصيص.
وفى كتاب عجائب الآثار فى التراجم والأخبار لمؤرخ ذلك العصر عبد الرحمن الجبرتى أنه فى أول صفر 1220 هـ حضر سكان مصر القديمة نساء ورجالا إلى الجامع الأزهر يشكون ويستغيثون من الدلاتية، الذين أخرجوهم من مساكنهم وأوطانهم قهرًا، ولم يتركوهم يأخذون ثيابهم ومتاعهم بل ومنعوا النساء أيضاً، ولم يستطيعوا التخلص منهم إلا بتسلق ونط من الحيطان.
ركب المشايخ وصعدوا إلى القلعة حيث مقر خورشيد باشا وشرحوا له الحالة المتردية التى تعيشها البلاد والعباد فكتب فرمانًا للدلاتية بالخروج من الدور وتركها إلى أصحابها فلم يمتثلوا.
وخاطب المشايخ الوالى العثمانى أحمد باشا خورشيد مرة أخرى وأخبروه بعصيان الدالاتية فقال أنهم سيسافرون بعد ثلاثة أيام، لكن المشاكل إزدادت ولم تتوقف أعمال السلب والنهب، فإجتمع المشايخ يوم الخميس بالأزهر وتركوا قراءة الدروس وخرج الأولاد الصغار يصرخون بالأسواق ويأمرون الناس بغلق الحوانيت وحصل بالبلدة ضجة ووصل الخبر إلى الباشا، فأرسل مبعوثا إلى الأزهر لكن المشايخ كانوا قد انتقلوا إلى بيتهم لأغراض نفسانية وفشل مستمر فيهم، فذهب إلى بيت الشيخ الشرقاوى وحضر السيد عمر أفندى مكرم وغيره فكلموه ثم أنصرف وعند خروجه رجمه الأولاد بالحجارة وسبوه وشتموه.
وفى الأحد الثانى عشر من صفر ركب المشايخ إلى بيت القاضى وأجتمع به الكثير من المتعممين والعامة والأطفال حتى إمتلأ الحوش والمقعد بالناس وصرخوا قائلين شرع الله بيننا وبين هذا الباشا الظالم وهتف الأولاد يا لطيف ومنهم من يقول يا رب يا متجلي أهلك العثملى ومنهم من يقول حسبنا الله ونعم الوكيل وغير ذلك.
وطلبوا من القاضى أن يرسل بإحضار المتكلمين فى الدولة لمجلس الشرع، فحضر الجميع وأتفقوا على كتابة عرضحال بالمطالب الشرعية ففعلوا ذلك وذكروا فيه تعدى طوائف العسكر على الناس وإيذاءهم، وإخراجهم من مساكنهم،
"الفساد الأمنى"، وقبض مال الميرى المعجل "سرقة المال العام" ومصادرة الناس بالدعاوى الكاذبة" فساد القضاء" وغير ذلك.
وفى الإثنين الثالث عشر من صفر أرسل خورشيد باشا رسالة إلى القاضى يرفق فيها الجواب ويظهر الإمتثال ويطلب حضوره فى اليوم التالى مع العلماء للتشاور معهم، فحمل الرسالة وذهب بها إلى السيد عمر مكرم لكنهم اتفقوا على عدم التوجه إلى خورشيد باشا وغلب على ظنهم أنها خديعة وفى عزمه شئ آخر لأنه حضر بعد ذلك من أخبرهم أنه أعد أشخاصًا لإغتيالهم فى للطريق ونسب هذه الجريمة لأوباش العسكر.
وفى يوم الثلاثاء الرابع عشر من صفر إجتمعوا ببيت القاضى ومعهم الكثير من العامة فمنعوهم من الدخول إلى بيت القاضى وقفلوا بابيه، ثم ركب الجميع وذهبوا إلى محمد على باشا وقالوا له لا نريد خورشيد باشا حاكمًا علينا ولا بد من عزله من الولاية فقال ومن تريدونه يكون واليا قالوا لا نرضى إلا بك وتكون واليا علينا بشروطنا لما نتوسمه فيك من العدالة والخير فإمتنع أولاً ثم رضى، وأحضروا له كركًا وعليه قفطان وقام السيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوى فألبساه له وأرسلوا إلى أحمد باشا خورشيد الخبر بذلك فقال إنى مولى من طرف السلطان فلا أعزل بأمر الفلاحين ولا أنزل من القلعة إلا بأمر من السلطنة
وعاشت مصر أياماً متتالية من الفوضى والمواجهات، بين الشعب وخورشيد باشا حتى جاء الفرمان العثمانى، بالإستجابة لمطالب الشعب بإسقاط خورشيد وتعيين قائد عساكره فى مصر محمد على واليا على البلاد إستجابة لرغبة الشعب
الوفاه ٣٠نوفمبر١٨٢٢م