12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

حياتنا ما بين خبر صادق وآخر كاذب

2020/09/13 11:45 AM | المشاهدات: 1078


حياتنا ما بين خبر صادق وآخر كاذب
رنا عصام

يقولون أن وباء الكورونا هو حرب بيولوجية بين كلاً من الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ويقولون أيضاً أن هناك سيدة تقطن في الحي الذي بجوارنا لا تخرج من بيتها لتقوم بعمل السحر، ويقولون أن سبب انفصال هذا الزوج الرائع عن زوجته أنها خانته مع صديقه.

يقولون، يقولون، يقولون نعيش كلنا في دوامة يقولون ولا نستطيع الخروج منها فالناس تعبر عن كل ما هو غامض بالنسبة لهم بإطلاق الشائعات عنه، المثير في أمر الشائعة أنها تتداول بشكل أسرع من الحقيقة، حيث أن الناس تسلك هذا السلوك للتعبير عن كبت معين لا يستطيعون التخلص منه.

 

اقرأ أيضاً /أزمة السودان في مواجهة الفيضانات

َمن هنا يجب معرفة ماهي هي الشائعة؟، الشائعة هي ليست خبر وإنما تعليق على الخبر، فدائماً الشائعة تحتوي على جزء صادق وهو الخبر وجزء كاذب وهو تعليق الناس على هذا الخبر.

لتنتشر الشائعة بشكل أسرع تمر بثلاثة قوانين وهي:

١_قانون المبالغة:وهو تطبيق المبالغة في الكذب للتعليق على خبر ما.

٢_قانون التغيير والتشويه :حيث تفقد الشائعة مضمون الخبر ويصبح التركيز الأكبر على الكذب.

٣_قانون التنسيق :الشائعة في أغلب صورها تتضمن قسطا من الحقيقة وقسطا من الكذب فيتم التنسيق فيما بينهما بمنطق معين لتصدير شائعة سهلة الانتشار.

 

اقرأ أيضاً/احتكار التكنولوجيا

أكثر ما يسهل انتشار الشائعات في عصرنا الحالي هو الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي فهي تحتوي على معظم الناس وكل منهم يملك رأيه الذي يعلق به على خبر معين فمن هذا المنطلق تصدر الكثير من الشائعات فبعضها يُصدق، والبعض الأخر يقوم الناس بتجاهله ربما لأنها تحتوي على الصدق أكثر من الكذب وهذا لا يثير الناس.

 

اقرأ أيضاً/ميزان العدل

كما أن هناك بعض السياسات للشائعات، حيث أنه في بعض الأحيان كانت الحكومات تستخدم الشائعة لإلهاء الشعب عن أمر ما وكان هذا الأمر ينجح دائما وعندما تنتهي الحكومة مما تريد تقوم بنفي هذه الشائعة وينتهي الأمر، كما أن الشائعات استخدمت أيضاً في الحرب النفسية بين الشعوب فمثلاً شائعة خط برليف التي أطلقها الجيش الإسرائيلي أنه سد منيع لا أحد يستطيع تخطيه هذا جعل المصريين يشعرون ببعض القلق تجاه هذا ولكن الجيش المصري قام بكشف حقيقة هذه الشائعة عندما قاموا بتخطيه في سويعات قليلة فقط.

الإنسان بطبعه يميل لترويج الشائعات حيث قام العالمان البورن وبوسمان بعمل تجربة معينة لمعرفة تطور الشائعة بين الناس عن طريق اختيارهم لسبعة أشخاص ووُضع كل واحد منهم بغرفة منفصلة عن الآخرين وتم عرض فيلم قصير صامت وبعض الصور الذين يعبرون عن موضوع معين وطُلب من الشخص الذي رأي الفيديو توضيح ما رأى عن طريق الكتابة وهكذا حتى آخر شخص، ومن ثم اكتشاف اننا نروج الشائعات بطبيعتنا.