لقمة العيش إنما هي مطلب أساسي للحياة هي مسمى لطريق يبدأ بالتعب ويوم تملؤه المشقة والعناء هي البحث عن الرزق والقوت لسد جوع الأبناء أو من هم مسؤلين منا فهى التي تختص بالرجال ولكن مع شدة الحياة وقسوتها وضيقها باتت تخص كلا من الطرفين ولا تفرق بين رجال ونساء امست المرأة اليوم كالرجل فنزلت إلي ساحة العمل باحثة عن عمل كريم تساعد به زوجها ونفسها وأولادها للهروب من دائرة الفقر وذلك الرجل الذي أصبح كل وقته بالعمل لسد حاجاته ونسي وقت راحته فلم يعد لديه وقت ليستريح به بل أصبح يعمل في اليوم الواحد أكثر من عمل ففي الصباح بمهنة وفي الليل بمهنة اخرى من اجل تلك الحياة الكريمة التي يحلم بها.
=====
إقرا أيضاً:ومن كأخوتي
=====
متطلبات الحياة لا تنتهي فهي تزداد من وقت لأخر وتختلف باختلاف الأعوام ومرور السنين حيث أصبح سوق العمل يعاني من الأطفال الذين قُتلت برائتهم وزحفوا إلي سوق العمل مساندين لأبائهم في السعي وراء لقمة العيش، إنه يعاني ايضا من شباب جامعين ملئت عقولهم بالعلم وتفتحت ولكنهم بعد أن تخرجوا من كلياتهم المرموقة وجدوا أنفسهم بين صراعات الحياة بلا وظيفة أو دون أن يساعدهم أحد علي العمل بمجالاتهم وتخصصاتهم وسرعان ما ينهار بنيان العلم الذي قد أفنوا عمرهم في جمعه والحصول عليه وذلك الأب الذي قد أنحني ظهره وشاب شعره ليوصل أبنائه لتلك المرحلة ولكنه دستور وقانون لقمة العيش الذي لابد وأن تقع تحت طائلته يوما ما.
=====
أقرأ أيضاً:فوق الاشواك ورود
=====
إن من أعجب ما نراه اليوم هم أشخاص جعلو من أنفسهم رازقين فأصبحوا يتحكمون في قوت البشر ولقمة عيشهم وظنوا أنهم قد أصبحوا سادة للمجتمع بنفوذهم وسلطانهم وبطشهم الجائر معتقدين أنهم قد وصلوا لذلك بعلمهم وأن ما قد وصلوا إليه بذكائهم الذي يدعونه ونسوا أن هذه الكلمات قالها قارون من قبلهم حين أصبحت ثروته لايستطيع حمل مفاتيح خزائنه إلاعصبة من الرجال وهناك من يستغلوا نفوذ ملكهم لإذلال البشر ونسوا أن فرعون كان له من قبلهم مُلك أعظم منهم فلا يغرنكم ما أنتم فيه من جاه وسلطان إنما ذلك هو نتاج لأيدى عملت حتي تشققت وجفت من أجل الحصول علي لقمة العيش.
=====
أقرأ أيضاً:قاتل بغير رصاصه ولا دم
=====
لقد خلقنا الله تعالى كلنا من أب واحد وأم واحدة وجعلنا كلنا مسخرين لخدمة بعضنا بعضا فجعل منا الغني والفقير والقوي والضعيف ولايظن أحدنا أن الغني قد كرمه الله او أختصه بالغني لحبه له لأن الله عزوجل يعطي من أحب ومن لم يحب وما وصل الغني لذلك الغنى الا عن نتاج كد وتعب لأشخاص بذلوا ذلك من أجل لقمة العيش فهم من أخلصوا في عملهم وأتقنوه للحصول على قوتهم وسد حاجتهم وذلك إنما هو عائد على نجاح أشخاص أخرين هم أصحاب تلك المؤسسات التي يعمل بها أولئك الأشخاص البسطاء فعليكم دوما بالإحسان إليهم وحسن التعامل معهم فإنكم ماكنتم ولن تكونوا بدونهم فبعرقهم ترتفع قيمتكم وتزاد ثرواتكم ولا تظنوا بأن الحدة والشدة معهم في التعامل هي مفتاح لنتاج أفضل بل إنكم متي أعطيتموهم حقوقهم وأحسنتم إليهم فسوف ترون تفانيهم في عملهم علي أتم وجه لأنهم ماخرجوا إلا في سبيل لقمة العيش أعتنوا بهم فهم سبب لنعمتكم وسعة رزقكم فإن أكرمتموهم بارك الله لكم في ثرواتكم ونعمتم بالزيادة وإلا محقتم بركتها بالغل والحسد الذي يملأ الصدور .