استغاثة شاب مصري يسمى ب"احمد سمير" شهير ب "ابو تالين" على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي لرئيس الجمهورية "عبدالفتاح السيسي"..
شاب واعي ومثقف، لديه طفلين، موظف في قطاع خاص في البريد المصري، مرتبه اقل من مصاريفه الشهرية، يطلب الاستغاثة بسبب ارتفاع الأسعار مُعلقًا أن المرتب لا يكفي احتياجات أسرته إنما يكفي مواصلاته العامة لذهابة إلي العمل مُعبرًا عن قلة حيلة ..
وأضاف على ذلك أن احيانًا لا يملك من مرتبه كي يذهب إلي العمل لانه يقوم بتوفير الطعام لأسرته، يطلب من شعبه الوقوف معه لإستجابة استغاثته من غلاء أسعار السلع الغذائية مثل الدجاج، الخضار..
ويعبر عن حزنه بأسف شديد بأنه لا يستطيع عمل طبق من السلطة لأبنائه..
ارتفاع ثمن السلع الغذائية، واستغلال التجار للوضع المأسوي الذي يمر به الشعب يُذكرنا بقول ابن العربي المالكي في عارضة الأحوذي بعد ذكره حديث أنس: والتسعير على الناس إذا خيف على أهل السوق أن يفسدوا أموال المسلمين، وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حق، وما فعله حكم، لكن على قوم صح ثباتهم واستسلموا إلى ربهم، وأما قوم قصدوا أكل أموال الناس والتضييق عليهم فباب الله أوسع وحكمه أمضى. اهـ
ويقول ابن تيمية في كتابه الحسبة: فمثل أن يمتنع أرباب السلع من بيعها مع ضرورة الناس إليها إلا بزيادة على القيمة المعروفة فهنا يجب عليهم بيعها بقيمة المثل ولا معنى للتسعير إلا إلزامهم بقيمة المثل فيجب أن يلتزموا بما ألزمهم الله به. اهـ
وأما السمسرة بين البائع غير المحتكر والمشتري مقابل عمولة معلومة يدفعها أحد طرفي العقد أو كلاهما فلا حرج فيها، كما بينا في الفتوى رقم: 5172.
وأما المحتكر فهو آثم ولا تجوز السمسرة له ولا التعاون معه على إثمه، قال تعالى: ولا تعاونوا على الإثم والعدوان{ المائدة:2}.