12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

عبد الله بن مسعود

2023/02/05 10:55 PM | المشاهدات: 674


عبد الله بن مسعود
كريم أحمد ماجد

 

أبو عبدالرحمن عبدالله بن مسعود الهُذلي حليف بنى زهرة وهو أحد السابقين إلى الإسلام لازم النبي صلى الله عليه وسلم طوال حياته فكان صاحب نعلي النبي وسواكه لذلك كان من أوفر الصحابة حظ بعلمه فكان يلقب بترجمان القرآن حيث اهتم بعلم تفسير القرآن ومعرفة ما أنزل منه وأسباب النزول وكان رضي الله عنه من الصحابة الذين هاجروا الهجرتين هجرة إلى الحبشة وهجرة إلى المدينة. 

 

إسلامه: 

روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الحادثة التي جعلته مؤمناً برسالة محمد عليه السلام؛ حيث قال: (كنتُ غلامًا يافعًا أرعى غنمًا لعقبةَ بنِ أبي معيطٍ فجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ وأبو بكرٍ رضِيَ اللهُ تعالَى عنهُ وقد فرَّا من المشركينَ فقالا: يا غلامُ هل عندَك من لبنٍ تسقيَنا ؟ قلت: إنّي مؤتَمنٌ ولستُ ساقيَكما فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ: هل عندَك من جزعةٍ لم ينزِ عليها الفحلُ ؟ قلت: نعم فأتيتُهما بها فاعتقلها النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ ومسح الضرعَ ودعا فحفلَ الضرعُ، ثم أتاه أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ بصخرةٍ منقعرة ٍفاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكرٍ ثم شربتُ ثم قال للضرعِ اقلُصْ فقلص فأتيته بعد ذلك فقلت: علِّمني من هذا القولِ قال: إنك غلامٌ مُعلمٌ قال: فأخذت من فيه سبعينَ سورةً لا ينازعُني فيها أحدٌ).

 

بعد إسلامه:

 لزم ابن مسعود النبي صلي الله عليه وسلم وكان جريئاً في الدين، فكان أول من جهر بالقرآن في مكة ولاقي من التعذيب واضطهاد مشركى مكة ما دفعه للهجرة إلى الحبشة، ثم عاد إلى المدينة بعد أن أعلن الرسول صلِّ الله علیه وسلّم الهجرة إلى المدينة وعندما هاجر عند سعد بن معاذ وآخى النبي بينه وبين سعد بن معاذ وقيل أنس بن مالك رضي الله عنهم .

 

ماقاله النبي عنه: 

قبل أن أعرض عليك ما قاله النبي في عبدالله ابن مسعود اذكر بعد ما كان يقوم به عبدالله بن مسعود مع النبي صلى الله عليه وسلم لازم عبدالله بن مسعود وأمه خدمو النبي صلى الله عليه وسلم فكان عبدالله يُلبس النبي نعليه حتى إذا أتى مجلسه نزع نعليه فأدخلهما عبدالله في ذراعه وأعطاه العصا وكان يدخل حجراته أمامه بالعصا وأصبح ابن مسعود صاحب سواد النبي، ووساده، وسواكه، ونعليه، وطهوره، وكان هو من يستره حين يغتسل ويؤنسه إذا مشي حتى ظن أبو موسي الاشعرى إن ابن مسعود وأمه من أهل البيت لكثرة ترددهم على النبي صلّ الله عليه وسلّم وشهد جميع المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وقيل أنه من أجهز على أبو جهل يوم بدر بعد أن ضرباه معوذ ومعاذ أبناء العفراء وكان عبدالله بن مسعود من الأربعة الذين ثبتوا مع النبي حين تركه أصحابه يوم أحد

 

صفاته: 

كان آدم خفيف اللحم نحيفاً قصيراً، شديد الأدمة وكانت عيناه أثرين أسودين من شدة البكاء وكان رحمه الله من أجود الناس واطيبهم ريحاً. 

فضله: 

قال عنه أبو مسعود الأنصارى: "والله ما أعلم النبي ﷺ أحدًا بكتاب الله من عبدالله بن مسعود "

وكان النبي ﷺيحب سماع القرآن من عبدالله بن مسعود لحسن صوته ففي حديث رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ان النبي ﷺ قال له "أقرأ عليّ سورة النساء" فتعجّب ابن مسعود وقال "أقرأ عليك أُنزل" فقال النبي ﷺ “انى احب أن أسمعه من غيري“ 

وقال عنه رسول الله ﷺ “من أحب أن يقرأ القرآن غضَّا كما أُنزل، فليقرأ قراءة ابن أم عبد“

وقال أيضا ﷺ “استقروا القرآن من أربعة من عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب و معاذ بن جبل وسالم مولي أبي حذيفة “ 

وفاته: 

توفي رحمه الله في سنة (32هـ/650م) في المدينة عن عمر بضع وستين سنة وصلّى عليه الزبير بن العوام كما وصى بذلك.