[ شمس مصر]  المستنصر بالله الفاطمي

تولى المستنصر بالله الخلافة بعد وفاة أبيه الخليفة الظاهر في ١٥ شعبان ٤٢٧ ه‍ ١٠٣٦ م وكان حيئنذ طفلًا لا يتجاوز السابعة من عمره فبعد وفاة أبيه أحضر الوزير نجيب الدولة علي بن أحمد الجرجرائي الأمراء والأعيان وأخذ للمستنصر البيعة واستمر الوزير الجرجرائي في منصبه بالوزارة.

اقرأ أيضًاشمسُ مِصر /العدالة في مصر القديمة
لقد تعرضت مصر في عهد المستنصر الفاطمي لأحداث جسام أثرت على الأوضاع الداخلية في البلاد بسبب استئثار الوزراء بالسلطة ، ومحاولة الإبقاء على الوضع الراهن ، لذلك شهدت هذه المرحلة من حكم المستنصر أزمات اقتصادية مرت بها البلاد بالإضافة إلى الصراعات الداخلية بين طوائف الجند وخاصة الأتراك والسودان ، إذ استغل الجميع صغر سن الخليفة وأخذ يدبر لنفسه مكان في الدولة.

اقرأ أيضًاشمس مصر/ تاج محل أجرا بالهند.
مرت مصر بأصعب الأزمات الاقتصادية آنذاك فارتفعت الأسعار وغلت وزاد الوضع سوء انتشار الوباء في البلاد وخلت الأراضي من الزرع وانتشرت المجاعات ولم يستطع الوزير أبومحمد الحسن اليازوري معالجة الأزمه بشكل جيد وتلاعب التجار بأسعار الغلال التي لديهم وحاول الوزير التصدي لهذه المشكلة فصادر الغلال التي في حوزة التجار وحاول التفاوض مع البيزنطين لاستيراد الغلال واستمرت الأزمة الإقتصادية بعد موت الوزير اليازوري.

اقرأ أيضًاتاج محل أجرا بالهند
لقد كانت آثار هذه الأزمه شديدة على السكان فعانوا الأمرين في معيشتهم حتى بلغ سعر رغيف الخبز خمسة عشر دينارا وإردب القمح ثمانين دينارًا وباع النساء حليهن مقابل الغذاء وأكل الناس القطط والكلاب وتزايد الحال حتى أكل الناس بعضهم في هذه الأزمه فكانوا يتساقطون في الطرقات من الجوع وفقدت مصر في هذه الأزمة أكثر من نصف سكانها واضطر الخليفة المستنصر أن يبيع كل مافي قصره من ذخائر وثياب واثاث وسلاح كما هاجر معظم سكان مصر وتشتتوا في البلاد.