12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. التنمر وأثره على الفرد والمجتمع.

2022/02/28 01:59 PM | المشاهدات: 474


|شمس مصر|.. التنمر وأثره على الفرد والمجتمع.
بسمة جمال إبراهيم الدسوقي

التنمر ما هو إلا انحطاط وتقليل من شأن الشخص الذي أمامنا، وذلك لكي نبقى في المكانة التي هو عليها، وذلك بالسخرية منه دائمًا، والتنمر له أسباب كثيرة، ومنها الغيرة وهي من أهم الأسباب، وذلك لأن كل إنسان لا ينظر للنعمة التي هو فيها، بل ينظر للنعمة التي في يد الشخص الذي أمامه، ويجب أن نعرف أن كل إنسان أعطاه الله شيء عوضًا عن شيء آخر، فلا نحقد على أحد، وتنظر له في هذا الشيء، ونحن نرى التنمر كثيرًا بين الأطفال سواء في المدارس أو في أي مكان يذهبون فيه، ويستمرون في السخرية لأي شخص أمامهم، ويكون إما بالكلام والسخرية عليه، وإما بالاعتداء عليه بالضرب أو بأي شيء آخر.

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. تحول الصداقة إلى حب

 

ومن الأسباب أيضًا الضعف، فالشخص الضعيف في كثير من الأحيان يكون التنمر عليه كثيرًا، وذلك لأنهم يرون أنه ضعيف لا يستطيع فعل أي شيء، ولا يوجد أي رد فعل منه، فيتطاولون أكثر عليه، والضعف في حد ذاته ليس شيء سيء، ولكن يوجد كثير من المواقف الضعف ليس حل فيها، وإنما يكون الحل بالمواجهة، وحثه على التوقف عن هذا الفعل الخاطيء، فالإنسان يسكت كثيرًا، ولكن عندما تنفذ طاقته يستطيع فعل أي شيء مهما كان، طالما لا يوجد تقدير من الشخص الذي أمامه.

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. يكاد التفكير يصل بي إلى الجنون

 

ومن الأسباب أيضًا، أن بعض الناس لديهم نقص في شيء أو جانب معين، فيستعملون نظام السخرية والتنمر لمن حولهم، وذلك لكي يعوضون النقص الذي لديهم، وهذا مرض نفسي يكون لدى بعض الأشخاص، فيبدأون في عرض الانتقادات لمن حولهم.

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. وسط الزحام ستلقى الأمان

 

التنمر ليس شيء جميل إطلاقًا، بل هو في حد ذاته شيء سيء جدًا، ويولد الكراهية والحقد والكره بين الناس، فيجب البعد تمامًا عنه، ولابد أن نعرف أن الله سبحانه وتعالى خلقنا متكاملين في أحسن صورة، وليس فينا أي عيب، والتنمر يكون أيضًا من الأهل والتربية، فبعض الأمهات والآباء يحثون أولادهم على التنمر، وذلك من خلال القول لهم بأنهم أحسن أشخاص في العالم أجمع، ولا يوجد مثلهم على وجه الأرض، فيبدأ الأبناء في التنمر لمن حولهم، ولا يحبون أي شخص أعلى منهم، بل يتمنون له الشر، لكي يكونوا في نفس المكانة التي هو فيها، وقد حثنا القرآن الكريم على عدم التنمر، حيث قال الله في كتابه العزيز، "يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون" فيجب أن نعلم أبنائنا أن التنمر يولد الحقد والكراهية، فيجب أن نحسن تعاملتنا مع الآخرين، ولكي يسود المحبة ويعم الخير، ويجب أن نعلم أيضًا أن كل شخص يأخذ نصيبه في هذه الحياة مهما عافر وجاهد؛ ففي النهاية لا يأخذ إلا ما كتبه الله، وكما قال الشعراوي (يابن آدم إن لم ترضى على ما كتبه الله لك، فسوف تركض في الدنيا ركض الوحوش في البرية ثم لا يكون إلا ما كتبه الله لك)، ومعنى ذلك أن لا يستطيع أحد أن يأخذ رزق شخص آخر مهما فعل من أشياء لكي يوصل لهذا الشيء، فيجب أن نغرس في أبنائنا حب الخير للغير، والتعاون المتبادل بين الناس، فلا يأخذ الإنسان فقط ولا يعطي فقط، لا، بل يأخذ ويعطي لمن حوله، فالتنمر يهدم العلاقات بين الناس، ويجعله بعيدًا عن الناس تمامًا، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه.