12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. الخوف من الله تعالى

2021/10/27 04:39 PM | المشاهدات: 474


|شمس مصر|.. الخوف من الله تعالى
آمال عطيه

الخوف من الله تعالى من العبادات القلبية، وهو واجب من أهم الواجبات الشرعية ومن أعظمها، لما يترتب عليه من الآثار المهمة.

فالخوف هو: خوف العبد من الله تعالى أن يعاقبه في الدنيا أو الآخرة، وخوفه من مقامه بين يدي ربه في الآخرة.

 

والخوف منه ما هو محمود ومذموم

فالخوف المحمود: هو الخوف الذي يدفع صاحبه لعمل الطاعات وترك المنكرات، ولا يصل به إلى اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى.

 

والخوف المذموم: هو الخوف الذي يحمل صاحبه على ترك ما أوجبه الله عليه أو فعل ما حرم الله عليه.

 

فالخوف من الله دون غيره شرط من شروط الإيمان وقد أمر الله تعالى بإفراده بالخوف وتعظيم مقامه فقال تعالى :{إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليآءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} وقال تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فالخوف من الله أصل عظيم من أصول الدين لا يصح الإيمان إلا به وهو أصل التقوى ورأس الحكمة.

 

 قال ابن القيم رحمه الله:" منزلة الخوف هي من أجل منازل الطريق وأنفعها للقلب، وهي فرض على كل أحد". 

فالإنسان إذا تفكر في عقاب الله تعالى أورثه خوفًا من الله فابتعد عن المعصية.

 

 الله جل وعلا قد ذكر مقام الخائفين في القرآن الكريم وأبان أنه مقام عالٍ في الجنة، قال تعالى:{ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى} في هذه الآية الكريمة أبان الله سبحانه وتعالى أن الإنسان إذا خاف مقام ربه أي إذا خاف يوم القيامة حين يقوم بين يدي الله جل وعلا فيحاسبه على القليل والكثير فأورثه هذا الخوف أن نهى نفسه عن الأهواء والشهوات والذنوب والمعاصي والمحرمات حينها يصل إلى الجنة. {فإن الجنة هي المأوى} أي هي المستقر الدائم لهذا الإنسان الخائف من ربه.

 

إقرأ أيضًا: |شمس مصر|.. الرضا صفة حميدة

 

 للخوف درجات ثلاثة:

-الخوف من العقوبة.

‐ خوف المكر، فالعبد ينبغي أن يخاف أن يمكر الله به. -هيبه الجلال لذي الجلال، وهي متعلقه بذات الله وأسمائه وصفاته وأفعاله.

 وكلما كان العبد بربه أعرف وإليه أقرب كانت هيبته وجلاله في قلبه أعظم، وهي أعلى درجات الخوف.

 الخوف من المقامات العليا، كما قال الله تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء} لذا بلَّغها النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأتقاكم لله وأخشاكم له".

 

 أنواع الخوف:

 -الخوف من سخط الله تعالى والحرمان من رضوانه، وهذا هو خوف المحبين، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:" خمسة احفظوهن، لو ركبتم الإبل لأنضيتموهن قبل أن تدركوهن: لايخاف العبد إلا ذنبه، ولا يرجو إلا ربَّه…".

 -الخوف من العذاب الدنيوي والأخروي، وهذا الخوف ملازم لقلب المؤمن، قال الله تعالى في صفات المؤمنين: {والذين هم من عذاب ربهم مشفقون* إن عذاب ربهم غير مأمون}

 ‐الخوف من فوات الثواب فإن العامل المجتهد يرجو ثمرة عمله، ويخاف أن يخيب سعيه بشيء يقترفه فيخسر ما كان يرجوه من الثواب العظيم.

 

إقرأ أيضًا: |شمس مصر|.. آداب النوم على طهارة

 

من الأسباب الجالبة للخوف من الله تعالى:

-تعظيم الله تعالى وتوقيره.

-التعرف على أسمائه وصفاته والتفكر في معانيها.

-تذكر الموت وما بعده مثل عذاب القبر، والحشر، والصراط، وعذاب النار.

 

ثمرات الخوف من الله تعالى:

‐ أول هذه الثمرات أنه من أسباب التمكين في الأرض، قال تعالى: {وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين*ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد}.

 

 ‐الأمن يوم القيامة، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم يروي عن رب العزة جل وعلا قال:" وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة".

 ‐النجاة من النار، لقوله صلى الله عليه وسلم:" لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع".

‐الاستظلال بظل العرش، في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم: "ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني اخاف الله".

 ‐رضا الله تعالى، قال تعالى: { رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه}.

 ‐المسارعة إلى الخيرات، قال تعالى: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون* والذين هم بآيات ربهم يؤمنون* والذين هم بربهم لا يشركون* والذين يؤتون ماءاتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون* أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}.

 

إقرأ أيضًا/حكم السرقة في الإسلام