12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

مسجد عمرو بن العاص

2020/06/14 12:21 AM | المشاهدات: 1741


مسجد عمرو بن العاص
رباب سامي

أول مسجد يتم بناؤه ليس في مصر وحدها وإنما في إفريقيا كلها، إذ يرجع تاريخ بنائه إلى عمرو بن العاص، عام 21 هجرية الموافق 642 ميلاديه، ويعرف باسم «تاج الجوامع» أو «الجامع العتيق» نظراً لعمره الموغل في تاريخ مصر الإسلامي
يعد مسجد عمرو بن العاص أول جامعة إسلامية في مصر، حيث كان يتم فيه تعليم علوم اللغة العربية وتعاليم الإسلام، ومن أشهر الخطباء به الإمام الشافعي، كما يعد مسجد عمرو بن العاص أول مسجد بني في عاصمة مصر القاهرة التي كانت تسمى مدينة الفسطاط عام 21 هـ، ليكون هذا المسجد أحد أقدم الآثار الإسلامية في مصر

اقرا ايضا/الملك الشاب توت عنخ آمون

كان مسجد ابن العاص وقت بنائه، يشرف على النيل، فلم يكن البناء وصل في القاهرة إلى حد أن يحجب رؤية النيل للمسجد، الذي يقول كثير من الرواة إن جمعاً من الصحابة الذين شاركوا عمرو بن العاص فتح مصر، هم الذين قاموا على تحديد قبلة المسجد الذي لم تتعد مساحته وقت إقامته نحو 50 *30 ذراعاً، وكان الطريق يحيط من كل جانب بالمسجد الذي كانت تسوده البساطة، فلم يكن له صحن ولا محراب ولا منارة ولا فرش، حتى جدرانه كانت خالية من البياض والزخارف.
ظل المسجد على حاله حتى عصر مسلمة بن مخلد الأنصاري، أمير مصر في عهد معاوية بن أبي سفيان، فزاد في مساحته وزخرف جدرانه وسقفه وأنشأ به 4 صوامع للمؤذنين في أركانه، ونقش اسمه عليه وأمر بعمل المنائر في المساجد «المآذن»، كما فرشه بالحصر بدلا من الحصباء ثم توالت أعمال التطوير.

اقرا أيضا /احمس الأول

كانت مساحة المسجد وقت إنشائه 50 ذراعاً في 30 ذراعاً وله 6 أبواب، وظل كذلك حتى عام 53هـ / 672م حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان وأقام فيه 4 مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك على يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري،. وهو الآن 120 في 110 أمتار
يوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة قبة يرجع تاريخها إلى عبدالله بن عمرو بن العاص، أما صحن الجامع فتتوسطه قبة مقامة على 8 أعمدة رخامية مستديرة الشكل، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية لا زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي، ويتوج واجهات الجامع من الخارج من أعلى شرافات هرمية مسننة، كما أن للجامع مئذنة يرجع تاريخها إلى عصر مراد بك، وهي مئذنة بسيطة تتكون من دروة واحدة ذات قمة مخروطية.

اقرا أيضا /قيام المماليك 2

بعد الحملة الصليبية على بلاد المسلمين وتحديدا عام 564 هـ، خاف الوزير شاور من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط فعمد إلى إشعال النيران فيها إذ كان عاجزا عن الدفاع عنها واحترقت الفسطاط وكان مما احترق وتخرب وتهدم جامع عمرو بن العاص. عندما ضم صلاح الدين الأيوبي مصر إلى دولته، أمر بإعادة إعمار المسجد من جديد عام 568 هـ، فأعيد بناء صدر الجامع والمحراب الكبير الذي كسي بالرخام ونقش عليه نقوشا منها اسمه.

أثناء حكم السلطان صلاح الدين الأيوبي، جدد صدر الجامع والمحراب الكبير ورخمه ورسم عليه اسمه وجدد بياض الجامع وأصلح رخامه. وفي العام 696هـ-1268 جددت القواصر العشرة المطلة من الإيوان القبلي على الصحن وجدد عمده وجدد بياض الجامع. وفي العام 687هـ-1288م أمر السلطان المنصور قلاوون الأمير عز الدين الأفرم بعمارة الجامع. وفي العام 702هـ ،1302-1303م في أعقاب زلزال عبدالملك عهد الناصر محمد بن قلاوون إلى الأمير سلار نائب السلطنة بتعمير الجامع تعميراً شاملاً.

 

مسجد عمرو بن العاص
 قام ديوان الأوقاف بتجديد سقف الإيوان القبلي وبعض الإيوان الغربي وأقيمت جدرانه وفرشت أرضه بالبلاط. وفي 1940 قامت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح شامل بالجامع، وقد كشفت في أثناء هذا العمل عدة أجزاء أثرية في الجامع، كأبوابه الشرقية وثلاثة من أبوابه الأربعة بالجانب الغربي.